ماذا يعني انضمام عمالقة النفط والغاز إلى موجة النزوح الجماعي من الاقتصاد الروسي؟

1 مارس 2022آخر تحديث :
ماذا يعني انضمام عمالقة النفط والغاز إلى موجة النزوح الجماعي من الاقتصاد الروسي؟

يشكّل انضمام اثنتين من عمالقة شركات الطاقة الدولية، ”بريتيش بتروليوم“ و“شل“، إلى موكب النزوح الجماعي من روسيا ردّا على غزوها أوكرانيا، تغييرا نوعيا في سلاح المقاطعة ضد نظام الرئيس فلاديمير بوتين، كون هذا المستجد يطال قطاع النفط الذي يعتبر إحدى ركائز الاقتصاد الروسي، حسب صحيفة ”ذي هيل“ الأمريكية.

وأعلنت شركتا النفط والغاز العملاقتان، أنهما ستغادران روسيا بعد أن أمضتا عقودًا في استثمارات بمليارات الدولارات في البلاد، فيما أوقف العديد من الشركات الأمريكية جميع الشحنات إلى روسيا.

وتنقل صحيفة ”ذي هيل“ في تقرير لها، تقديرات الخبراء أنه إذا كانت شركات الطاقة على استعداد للتنازل عن مبالغ ضخمة من خلال الانسحاب من روسيا، فإن الصناعات الصغرى ستحذو حذوها قريبا.

ويقول بيل راينش، رئيس مجلس إدارة شركة Scholl للأعمال الدولية في مركز الدراسات الإستراتيجية والدولية ”أعتقد أن المسؤولين التنفيذيين في هذه الشركات، بالإضافة إلى التفكير في المخاطر السياسية، غاضبون حقّا مما فعلته روسيا“، معربا عن ”اندهاشه من سرعة قيام الشركات بالدعوة لمغادرة روسيا“.

وتأتي قرارات النزوح الجماعي هذه مدفوعة جزئيا بضغط شعبي هائل للتنصل من الحكومة الروسية، وأيضا بسبب العقوبات الشاملة التي تفرضها الولايات المتحدة وحلفاؤها والتي تعقد بشدة قدرة الشركات على التعامل مع الكيانات الروسية.

وكانت شركة ”شل“ قالت يوم الاثنين إنها ستتخلى عن حصصها في مشاريع الطاقة المملوكة للدولة الروسية والتي تبلغ قيمتها نحو 3 مليارات دولار. وأشارت الشركة الهولندية إلى أن هذه الخطوة ستضر بقيمة أصولها و“تؤدي إلى انخفاض قيمتها“.

وقال بن فان بيردن الرئيس التنفيذي لشركة شل ”نشعر بالصدمة من الخسائر في الأرواح في أوكرانيا.. إنه عمل غير معقول من العدوان العسكري الذي يهدد الأمن الأوروبي“.

وقد جاء هذا الإعلان بعد أن قالت شركة ”بريتيش بتروليوم“، المدافعة منذ فترة طويلة عن بوتين، إنها ستتخلى عن حصتها البالغة 20% في شركة الطاقة الروسية ”روسنفت“ المملوكة للدولة. وقد تكلف هذه الخطوة شركة بريتيش بتروليوم ما يصل إلى 25 مليار دولار إذا اضطرت شركة النفط العملاقة إلى شطب الاستثمار، إذ قد يكون بيعها صعبا في ظل عقوبات صارمة، حسب التقرير.

وقال هيلج لوند رئيس شركة بريتش بتروليوم في بيان له بهذا الخصوص ”هجوم روسيا على أوكرانيا عمل عدواني له عواقب مأساوية في جميع أنحاء المنطقة“.

يشار إلى أن بريتش بتروليوم عملت في روسيا لأكثر من 30 عاما، بتحالفات مع شركات روسية لامعة. ومع ذلك، فإن هذا العمل العسكري يمثل تغييرا أساسيا“، كما قال لوند.

شركات أمريكية كبرى تنسحب

ومع تصعيد روسيا لهجماتها على أوكرانيا، أصبحت معزولة بشكل متزايد عن بقية العالم. فقد قالت شركتا الشحن الأمريكيتان FedEx و UPS إنهما ستعلقان مؤقتا جميع الشحنات إلى كلا البلدين، بينما قالت DHL الألمانية إنها ستوقف مؤقتًا بعض الخدمات إلى روسيا وأوكرانيا، بسبب مخاوف أمنية.

وقالت شركة النقل البحري ميرسك يوم الإثنين إنها قد تعلق الشحنات من وإلى روسيا، وهي خطوة من شأنها أن تزيد من قطع البلاد عن التجارة الدولية.

وأضافت شركة الشحن الدنماركية العملاقة إنها تراقب الوضع الأمني في أوكرانيا و“تستعد للامتثال للعقوبات والقيود المتطورة باستمرار المفروضة على روسيا“.

ويرجح التقرير أن تقوم الشركات التي لم تقرر المغادرة، بتقييم كيفية التعامل مع العقوبات المعقدة واستكشاف ما إذا كان استمرار العمل مع روسيا يستحق التحديات التنظيمية.

وكانت الولايات المتحدة وحلفاؤها جمدت ما يقرب من 630 مليار دولار من أصول البنك المركزي الروسي المحتفظ بها في الخارج، رداً على غزو الكرملين لأوكرانيا، ومنعت جمع الأموال للكيانات المملوكة للدولة الروسية وعزلت بعض البنوك الروسية من نظام المدفوعات الدولي سويفت.

كما منعت الولايات المتحدة البنوك الروسية المملوكة للدولة من الوصول إلى الدولار الأمريكي وفرضت قيودًا على الصادرات تمنع روسيا من الحصول على رقائق الكمبيوتر وغيرها من التقنيات.

وتراجعت قيمة الروبل الروسي إلى أقل من سنت واحد مع ظهر يوم أمس الاثنين، ما أعطى الشركات سببًا آخر للانسحاب من البلاد.

التأثيرات القطاعية للهجرة الجماعية 

ويشير التقرير إلى أن الشركات الأوروبية، وخاصة البنوك وشركات الطاقة، أكثر انكشافًا على روسيا من الشركات الأمريكية، التي كانت قررت الحد من استثماراتها الروسية بعد أن فرضت الولايات المتحدة عقوبات على روسيا في عام 2014 لضم شبه جزيرة القرم.

وتمثل روسيا نحو 7% من النفط الذي تستورده الولايات المتحدة، وفقًا لمكتب الممثل التجاري الأمريكي.

وسيواجه عدد صغير من الشركات الأمريكية تحديات إذا تم عزلها عن روسيا. فطالما اعتمدت بوينغ على التيتانيوم الروسي لبناء طائراتها، لكنها أصرت على أنها تستطيع الحصول على موادها من دول أخرى. كما تحصل كل من  شركتي بيبسي  ومكدونالد على نحو 4% من مبيعاتهما من روسيا وأوكرانيا.

وفي الأثناء قالت شركة ”ديل للتكنولوجيا“ إنها جمدت مبيعات أجهزة الكمبيوتر إلى روسيا، وعلقت شركة طيران دلتا شراكتها في شراء التذاكر مع شركة الطيران الروسية ايرفلوت، وهي التي مُنعت من السفر إلى معظم أنحاء أوروبا.

الاخبار العاجلة