يوم الأم في مخيمات الشتات.. شريط ذكريات مختلط بأمنيات العودة

21 مارس 2022آخر تحديث :
يوم الأم في مخيمات الشتات.. شريط ذكريات مختلط بأمنيات العودة

محمد محيسن

شريط من الذكريات المرة مختلط بأمنيات العودة، وحكاية من النضال والصبر، وزرع حب الوطن، وإبقاء بريق الأمل حاضرا رغم ألم البعد والتهجير، هكذا هو يوم الأم في مخيمات الشتات الفلسطيني.

على أطراف المدينة الواسعة، تجتمع نساء الحارة في بيت أم يحيى بمخيم سوف قرب مدينة جرش في المملكة الأردنية الهاشمية، ليتذكرن الماضي بتفاصيله ويخططن لأبنائهن المستقبل، لكن معاناة الحاضر، تفرض عليهن الغوص في تقلبات الحياة اليومية.

ومخيم سوف، وفقا لوكالة الأمم المتحدة لإغاثة وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين في الشرق الأدنى “أونروا”، هو “واحد من مخيمات الطوارئ الستة التي تم تأسيسها من أجل اللاجئين الفلسطينيين والنازحين الذين غادروا الضفة الغربية وقطاع غزة عقب حرب العام 1967. ويغطي المخيم مساحة من الأرض تبلغ نحو 500 دونم، ويقع بالقرب من آثار جرش الرومانية الشهيرة على بعد 50 كيلومترا إلى الشمال من عمان.

تقول السبعينية أم يحيى التي لجأت كغيرها من العائلات الفلسطينية، وانتقلت للعيش في هذا المخيم عقب تأسيسه، إن أبناءها الذين غادر جزء منهم المخيم، حاولوا إقناعها بالخروج منه، الا أنها أصرت على البقاء، لتبقى قرب قريناتها من النساء اللواتي عايشن تجربة اللجوء ومرارته.

أم يحيى التي تمتهن التطريز، تؤكد أنها ليست بحاجة إلى المال، لكن بقاءها في المخيم يعد إحدى الوسائل “التي تجعلني على تواصل مع الماضي”.

وتضيف أم يحيى، التي كانت في السادسة من عمرها عند التهجير، أنها ما زالت تتذكر ملامح قريتها “عجور” وعيشة الخيام، حيث البرد والجوع والعطش وسنوات القهر التي شكلت جزءا مهما في تكوينها لتمنحها الصلابة.

وعندما سألناها عن يوم الأم ابتسمت، وقالت اليوم في “البلاد غير”. وأردفت “لا اعرف عن هذا اليوم كثيرا، لكن يمكن ان أخبرك بشيء مهم وهو أن أمهات فلسطين في الشتات نقلن الوطن إلى المخيم، وخرجن جيلا متعلما حاملا لرسالة العودة”.

وتضيف “كنت أعيل مع زوجي أسرة من ثمانية أفراد، حيث تعلمت التطريز من أمي التي رحلت منذ عشرين عاما، إضافة إلى قيامي بأعباء المنزل اليومية. فهذا اليوم يليق بنساء فلسطين أينما ذهبن في مشوار الغربة”.

وعلى مقربة من أم يحيى، قالت زينب أم فراس التي تعمل في مركز الأيتام في المخيم عن سر هذا التمسك بالماضي وعن هذا اليوم وعن الظروف التي تعيشها النساء في المخيم، “إن إصرار الأمهات على تربية جيل يحمل فكر العودة، إلى جانب تعلقهن بالتراث الفلسطيني الأصيل أبقى فلسطين متوهجة في الأعماق”.

وأضافت “بالرغم من أن المخيمات شكلت بؤر فقر وقهر، إلا أنها شكلت في الوقت نفسه بؤر ثورة وتمرد على الواقع، وأصبحت نماذج لعزة الإنسان الفلسطيني وكرامته، وحرصه على هويته ورفضه للتوطين وتطلعه للعودة. ولذلك كانت المخيمات الفلسطينية حاضنة أساسية للتراث الفلسطيني والثورة الفلسطينية، وكان أبناء المخيمات من أكثر المبادرين وأسرعهم في المشاركة في مجالات العمل الوطني”.

الاخبار العاجلة