“الحياة حرب”

28 مارس 2022آخر تحديث :
“الحياة حرب”

زهران معالي

على غير عادته، استفاق الستيني سمير عودة مع ساعات ظهيرة اليوم الإثنين، بعد أن أمضى ليلة صعبة في مستشفى رفيديا الحكومي بمدينة نابلس، يتلقى العلاج برفقة نجليه أحمد وعبد الله، إثر اعتداء قوات الاحتلال الإسرائيلي عليهم بالضرب المبرح قرب منزلهم في بلدة حوارة جنوب المدينة.

عند الساعة الحادية عشرة مساء الأحد، استلقى عودة على فراشه للنوم، لكن سرعان ما شدته حركة غير اعتيادية وتعالي أصوات ضرب على الحديد في ساحة منزله، سارع لنافذة الغرفة ليستطلع الأمر؛ ليتفاجأ بعشرات المستوطنين يحطمون مركبته.

ويقول عودة ، إنه نزل برفقة نجله أحمد (18 عاما) إلى ساحة المنزل وسط تعالي أصوات التكبيرات من نجله والجيران لصد المستوطنين، الذين نفذوا اعتداءات طالت عشرات المركبات الليلة الماضية، موضحا أن المستوطنين فروا من المكان بعد أن حطموا زجاج المركبة وأعطبوا إطاراتها.

ويضيف أنه اتصل بنجله الثاني عبد الله (23 عاما) للعودة للمنزل من بلدة حوارة إلى منزلهم الواقع شمال البلدة، وأن نجله ترك مركبته بالشارع المؤدي لمنزلهم وحضر بعد أن غادر المستوطنون، فعاد لإحضار مركبتهم برفقة شقيقه أحمد إلا أنهم تفاجئوا بحضور سيارة لجيش الاحتلال.

“عندما شاهدت الجيش الذي حضر من دوار سلمان الفارسي حيث يتجمع المستوطنون، نزلت عند أبنائي، لكن الجيش أشهر السلاح بوجهنا وبدأ بالصراخ علينا رغم أننا أبلغناهم بأننا سنغادر إلى منزلنا القريب”، يؤكد الأب عودة.

ويشير عودة إلى أن الجنود وعددهم ثمانية تحلقوا حولهم وبدأوا بالاعتداء عليهم بأعقاب البنادق على كافة مناطق جسده، حتى فقد الوعي، متابعا “بعد مرور قرابة نصف ساعة سلمنا الاحتلال لإسعاف الهلال الأحمر الفلسطيني، وجرى نقلنا لمستشفى رفيديا الحكومي بمدينة نابلس”.

“أعاني من إصابات في رأسي وكافة أنحاء جسدي، فيما أصيب أحمد بخلع بالكتف، وعبد الله يعاني من آلام في بطنه، لقد كانت ليلة صعبة، حاولنا الدفاع عن أنفسنا لكن الجنود هاجمونا بأعقاب البنادق”، يضيف عودة.

ويؤكد عودة الذي يعيش برفقة 25 عائلة بالحي الشمالي لبلدة حوارة ويفصلهم عنها دوار سلمان الفارسي الذي يشهد اعتداءات شبه يومية للمستوطنين، بأن “حياتهم حرب فقد فيها الأمان والحرية بالحركة والتنقل، قلق مستمر على أولادنا كلما خرجوا إلى البلدة”.

ويشير عودة الذي يسكن المنطقة منذ أكثر من ستين عاما، إلى أن اعتداءات المستوطنين تصاعدت خلال السنوات الماضية على المنازل والمركبات المارة على طول الشارع الرئيس بين حوارة والمناطق المجاورة، من مستوطني “يتسهار”، التي تعتبر مركز الإرهاب في الضفة الغربية.

وهذه ليست المرة الأولى التي يتعرض فيها عودة لاعتداءات المستوطنين، فقد حطموا نوافذ منزله العام الماضي وحطموا مركبته، فاضطر لإقامة سياج حول منزله لحمايته من اعتداءاتهم، إلا أن ذلك لم يمنع تلك الاعتداءات، وفق قوله.

وشهدت الضفة الغربية تصاعدا في اعتداءات المستوطنين خلال السنوات الماضية، تركزت حدتها في المناطق المحيطة بمحافظة نابلس، حيث شهدت الليلة الماضية تحطيم 60 مركبة في المناطق الممتدة من مفرق ترمسعيا واللبن الشرقية، ومفترق زعترة، وشارع حوارة، جنوب نابلس، وبالقرب من قرية دير شرف، وعند حاجز “شافيه شمرون”، وعلى أطراف قرية بيت فوريك.

وقال مسؤول ملف الاستيطان في شمال الضفة غسان دغلس إن مستوطنين من مستوطنة “عادي عاد” هاجموا المنطقة الشرقية من جالود واضرموا النار بأربع مركبات، وحاولوا الدخول إلى بعض المنازل، إلا أن أهالي البلدة تصدوا لهجومهم، لكن النيران أتت على المركبات الأربعة.

الاخبار العاجلة