الاتحاد العام للكتّاب والأدباء: غسان كنفاني قنطرة الحبر الثوري وسيّال الزمن ما زال على يده يدقّ

9 أبريل 2022آخر تحديث :
غسان كنفاني

صدى الإعلام: أصدر الاتحاد العام للكتّاب والأدباء الفلسطينيين بيانا، في الذكرى الـ50 عاما على استشهاد الأديب القائد غسان كنفاني جاء فيه:

“على الخمسين الأخيرة أن تعترف لنسور النار في عاليات الجرمق قبل انبلاج الصباح القريب رغم أمد العتمات الصاخبة أن الشهيد إذا ما كتب بالدم صار اللغة التي لا تموت، أو صار غسان كنفاني العصي على انحراف الذاكرة وانحياز الضباب في الرؤى والرؤيا”.

غسان كنفاني بعد 50 سنة من النزف غير القابل للتهدئة، باقٍ في بحرنا كأنّه النورس الحارس للضوء، كأنّه الحجل قارع أجراس العودة فوق تلال الكرمل، وأشجار النور في بلد الميلاد، لا يغيب عن حواضر التاريخ، ولا يتستر بقصب الماء في غابات الأزمات، بل هو الطليعة الظاهرة، في فيلق الكلمة المواجهة، وهو سهم الضمير الصائب في منازلة الخلاص، لا فوت بموته لدوره السرمدي، ولا تجاوز لحبره في نهر الرجوع إلى عكا.

الخمسون سجلت تواري الجسد، ولكنها أججت الفكرة الخالدة، منذ “موت سرير رقم 12” نعم اليوم هي مأساة وغدًا سنقول عنها أنها كانت مغامرة، ولن نتجرأ على موعودك رغم جرأة الألم، وغائرات الجراح، فالريح إن كسرت يباس الأودية، تبقى بذورها لاخضرار الصبح المدلل في جرار الصبر ومديح الرايات.

لن تتركنا صنانير إبداعك خارج بحيرتك الواسعة، لطالما بقينا على موعد مع “أرض البرتقال الحزين”، وصيحات ذراري المواليد البيضاء على خطوات الغدوات بالجوار، لن نكون خصيان القطيع في مسيرة الخلاص، ولن نكون غيرك لناطقات البيان الثري بما تستحق والرفاق الشهداء.

لا هي خمسون ولا الدهور على تكرارها لنسيانك، بل عماد دهورنا أنك قارع الأجراس في مدائن هزمت الصحاري الجحاف، ونمضي مع العاديات فجرا والخيل على سروجنا للأمام وظهورنا للمنفى، فجسرنا لم يعد باتجاه البرد والبراري الناشفة يا غسان، جسرنا سهمه باتجاه القلعة الأولى، الوطن الممهور بدمك ودماء الغزلان.

لا غيابك الطويل سيهزم “العائد إلى حيفا”، و حتما “أم سعد” ستفكك المخيم للضواحي الواسعة، وللهواء العابر إلينا من بساتين تحتضن شقائق النعمان، لنعلي “العاشق” والبيارق الباشقات تحمي سمواتنا من زغاريد النصر.

نم كما شاء لك الغياب، وما يشاء فينا غير المضي قدمًا نحو مبتغاك والشهداءُ أئمة الورى، إلى خلاص أقرب من حبل الوريد”.

الاخبار العاجلة