صدى الإعلام / الكاتب: عمر حلمي الغول – دورة إرهاب لبيد غانتس لا تتوقف
القيادات الصهيونية السياسية والعسكرية والإعلامية والقانونية والدينية تتنافس فيما بينها في سباق محموم على كيفية امتصاص وسفح واستباحة الدم الفلسطيني، وتتبارى في نماذج فاشيتها ووحشيتها وأساليب الإيغال والانتقام من الإنسان المسالم والمرابط في بيته وبستانه ومدرسته ومستشفاه وورشة عمله، كونه فلسطينيا عربيا بغض النظر عن دينه وخلفيته الفكرية السياسية والعقائدية، وتتفنن أكثر فأكثر في همجيتها وعنصريتها وبطشها من كل مناضل من أجل الحرية والسلام والاستقلال وتقرير المصير والعودة والمساواة.
كل أولئك القتلة مجرمي الحرب الصهاينة من هرتزل وجابوتنسكي ووايزمان وبن غوريون ودايان وألون ويعلون وشامير وبيغن وشارون وباراك ورابين وإيتان ونتنياهو وكهانا وصولا للبيد وغانتس وليبرمان وساعر وبينيت وشاكيد وليفني .. إلخ القائمة من الذين نفثوا سموم ونيران محرقتهم النازية على الشعب الفلسطيني، وما زالوا ينهشون اللحم الحي من أجساد أطفال ونساء وشيوخ وشباب فلسطين المسيحيين والمسلمين والسامريين وعموم الوطنيين بمختلف مشاربهم ليرووا ظمأهم وحقدهم التاريخي حتى يتمكنوا من نفي من تبقى وتجذر على أرض الآباء والأجداد.
مجزرة تلو مذبحة، وحرب وراء اجتياح خلف اقتحام لمدينة أو قرية أو خربة أو مخيم، ونهب ومصادرة وتهويد للأرض وتزوير حقائق وتاريخ وميراث حضاري وثقافي وفني لنفي الهوية والشخصية الوطنية، واغتصاب الأرض والوطن وما تحته وما فوقه لتكريس الحضور الصهيوني الاستعماري على أرض فلسطين العربية.
وهذه الدورة الدموية حاصدة الأرواح، وممزقة الأجساد بالقنابل والصواريخ والطائرات الحربية والمسيرة والمدافع والراجمات والزوارق الحربية والدبابات وغيرها من أصناف الأسلحة الكلاسيكية القديمة والحديثة، والأسلحة الكيمياوية والجرثومية والنووية، بالإضافة للسلاح السيبراني، هذه الدورة لا تتوقف، وتعمل وفق عقارب الساعة على مدار الـ 24 ساعة، وليس في مناسبات محددة، بل هي دورات متعاقبة وفي دورة زمنية بالمتواليتين الحسابية والهندسية وحتى الجبرية لتقصف أكبر عدد من أعمار الأطفال والنساء الشباب والشيوخ، وتستولي وتؤسرل أكبر مساحة ممكنة من الأرض الفلسطينية العربية، وبهدف تحقيق الترانسفير الطوعي أو الإجباري لتتربع وتتسيد على أرض فلسطين التاريخية. ولكن كلما تغولت أكثر في الدم الفلسطيني، اقتربت عقارب الساعة من نهاية الزمن الافتراضي لدولة المشروع الصهيوني.
كون الشعب الفلسطيني تعلم من نكباته المتعاقبة، ومصائبه المتلاحقة فلسفة الانغراس والتجذر في أرض الآباء والأجداد، أرض الهوية الوطنية، أرض الرباط والأنبياء والرسل وأولى القبلتين وثالث الحرمين الشريفين، وثاني المسجدين والإسراء والمعراج والحرم الإبراهيمي الشريف، وأرض أعظم الكنائس في العالم القيامة والمهد والبشارة، ورفض ويرفض مغادرة البيت والبيارة والمدرسة والتاريخ والجغرافيا والسهل والوادي والغور والجبل، وصمم على تحدي التحدي ومواجهة الإرهاب الدولاني الصهيوني المنظم بالكفاح الشعبي وبالتمسك بخيار السلام والتشبث بالحقوق الوطنية السياسية والقانونية والثقافية والاقتصادية، وبالدفاع المستميت عن الرواية الفلسطينية. ولم يعد يخشى إرهاب قتلة العصر الفاشيين الإسرائيليين، وصالبي السيد المسيح، الفدائي الفلسطيني الأول، ولم ولن يخشوا أباطرة رأس المال المالي من روتشيلد إلى مورغان وروكفلر وحتى آخر عائلة صهيونية في الحكومة العالمية، ولا استسلام الأشقاء (إخوة يوسف) ولا غدر أدوات الغرب الرأسمالي وإسرائيل المارقة والخارجة على القانون المحليين أصحاب العمامات وتجار الدين والدنيا وفسقة المرحلة. ولم يعودوا يأبهون بنتنياهو ولا بينيت ولا لبيد وغانتس وليبرمان الذين نافسوا من سبقوهم من القتلة الصهاينة في الإيغال والتوغل في الدم الفلسطيني من حرب الأيام الثلاثة في قطاع غزة إلى نابلس جبل النار إلى جنينغراد إلى خليل الرحمن وطولكرم وقلقيلية وسلفيت وأريحا وبيت لحم وطوباس ورام الله والبيرة وبيتونيا وكل مخيم من مخيمات الشعب على امتداد الوطن، ورغم سقوط حوالي الـ60 شهيدا وما يزيد على 450 جريحا خلال الأيام الخمسة الماضية بين غزة ونابلس لمضاعفة رصيدهم في صناديق الانتخابات القادمة، فضلا عن ركائز نظريتهم السياسية والأمنية والثقافية الرجعية والاستعمارية المرتكزة على قاعدتي النفي والمجزرة.
ومع ذلك أؤكد للبيد وغانتس وكل جوقتهم الفاشية، أن نصيبكم الفشل، ولن تفلحوا في خياركم، ولن تحققوا ما تطمحون إليه، وستحصدون العار والهزيمة، كما أنكم بجرائمكم تفتحون أبواب جهنم الفلسطينية عليكم، ليس في الضفة بما فيها القدس وقطاع غزة، وإنما في كل التجمعات الفلسطينية في فلسطين التاريخية، وقادم الأيام كفيل برد الصاع الفاشية بألف صاع فلسطينية.