الجيش اليمني يفشل هجمات حوثية عدة ورئيس الأركان يؤكد العزم على الحسم

5 أكتوبر 2022آخر تحديث :
الجيش اليمني يفشل هجمات حوثية عدة ورئيس الأركان يؤكد العزم على الحسم

صدى الإعلام _أفشلت قوات الجيش الوطني والمقاومة الثلاثاء، هجمات ومحاولات تسلل نفذتها ميليشيات الحوثي شرق وغرب مدينة تعز الواقعة على بعد 270 كيلومترا جنوب العاصمة صنعاء.
كما أفشلت هجمات ومحاولات مماثلة في جبهة الطوير بمديرية مقبنة غربا، وفي محيط مستشفى الحمد في الجبهة الشرقية للمدينة، بعد مواجهات استمرت عدة ساعات بمختلف أنواع الأسلحة.
ووفقاً للمركز الإعلامي لمحور تعز العسكري، فإن المواجهات أسفرت عن مقتل عدد من عناصر ميليشيات الحوثي، من دون تسجيل خسائر في صفوف الجيش والمقاومة.
وتمكنت قوات محور يافع، من صد هجوم شنته الميليشيات على مواقع عسكرية وقرى ومناطق سكنية في مديرية الحد في يافع التابعة لمحافظة لحج شمال العاصمة المؤقتة عدن. ونشر المركز الإعلامي لجبهة الحد مقطع فيديو لاستهداف القيادي الأول للحوثيين ومرافقيه في حد البيضاء على خط التماس في الجبهة.
وأعلنت القوات المشتركة في الساحل الغربي أنها كسرت مساء الاثنين هجمات حوثية في محور حيس جنوب مدينة الحديدة، في حين ذكرت مصادر محلية في محافظة مأرب، أن مواجهات دارت في جبهات جنوب المحافظة، بعد أن قصفت الميليشيات مواقع الجيش بعد ساعات من إعلان انتهاء سريان الهدنة وفشل تمديدها.
وأوضح المركز الإعلامي للقوات المشتركة، أن ميليشيات الحوثي دفعت بالعشرات من عناصرها لمحاولة التسلل في محور حيس من جهة جنوب الجراحي، مسنودة بغطاء ناري مكثف، لكن دون جدوى، وأن وحدات من القوات المشتركة تصدت لها، وأجبرت عناصرها على الفرار بعد تحقيق إصابات مباشرة في صفوفهم.
وأشار المركز، إلى أن محاولة التسلل الفاشلة، تزامنت مع تحركات مكثفة للميليشيا قرب خطوط التماس على طول امتداد محور حيس، ناقلا عن قائد اللواء الثاني تهامة فؤاد قوله إن «حركات ميليشيا الحوثي كانت مرصودة بدقة، وإنه سرعان ما انتهت محاولات التسلل كسابقاتها بالفشل الذريع».
واندلعت مواجهات عنيفة، مساء الأحد الماضي، في شمال محافظة الضالع، عقب انتهاء سريان الهدنة وفشل تمديدها، بعد أن شنت الميليشيات مساءً، قصفا عنيفا على المواقع العسكرية في جبهات الفاخر ومريس.
وتحدثت المصادر العسكرية والأهالي، عن سقوط القذائف الحوثية على قرى: الحشة وحبول والزبيريات في قطاع الفاخر، وحبيل العبدي وباب غلق، مؤكدة سقوط مدنيين جراء القصف الهستيري، فيما تحدثت مصادر محلية في مأرب، عن مواجهات في جبهات جنوب المدينة إثر قصف حوثي استهدف مواقع القوات الحكومية، عقب ساعات من انتهاء سريان الهدنة وفشل تمديدها.


للمزيد : عضو كونغرس أمريكي يحذر الأحزاب الإسرائيلية من التعاون مع بن غفير



وخلال الأيام الثلاثة الماضية، تحدث سكان الأحياء الشمالية والشرقية في مدينة تعز، عن هجمات وقصف بالمدفعية شنته الميليشيات تزامنا مع انتهاء الهدنة الإنسانية المعلنة منذ ستة أشهر برعاية أممية، علما بأن العشرة أيام الأخيرة من الهدنة التي انتهت الأحد الماضي، شهدت خروقات واسعة نفذتها الميليشيات الحوثية في محافظة تعز ومناطق أخرى.
وعلق رئيس هيئة الأركان العامة في الجيش اليمني، الفريق الركن صغير بن عزيز على رفض الحوثيين جهود تمديد الهدنة بأن «السلام الدائم في اليمن لن يتحقق إلا بهزيمة الحوثيين عسكرياً». ووفقا لقناة (اليمن) الفضائية الرسمية، شدد بن عزيز، على ضرورة رفع الجاهزية القتالية للقوات المسلحة لأعلى مستوياتها.
وأعرب رئيس هيئة الأركان عن «عزم القوات المسلحة اليمنية، ومعها كل أحرار اليمن، على حسم المعركة وتحقيق السلام المستدام في البلاد، لأن جماعة الحوثي لا يمكن أن تخضع للسلام إلا بقوة السلاح» كما قال.
وأدانت الولايات المتحدة الأميركية، خطاب ميليشيات الحوثي «الذي يهدد الشحن التجاري وشركات النفط العاملة في المنطقة»، معبرة عن بالغ قلقها، جراء رفض الميليشيات الانقلابية تمديد الهدنة في اليمن لفترة جديدة تصل لستة أشهر.
وصدر بيان مساء الاثنين عن المتحدث باسم الخارجية نيد برايس، تحدث فيه عن إتاحة مقترح مبعوث الأمين العام للأمم المتحدة لتمديد الهدنة، «إطلاق مفاوضات بناءً على وقف إطلاق نار شامل وعملية سياسية شمولية بقيادة يمنية تتيح إنهاء الحرب بشكل مستدام».
وأشاد البيان، «بموافقة الحكومة اليمنية على مقترح الهدنة الموسعة الذي تقدمت به الأمم المتحدة، وبالدعم القوي من دول المنطقة ومجلس الأمن الدولي والشركاء الدوليين له»، وحض الميليشيات على «مواصلة المفاوضات بحسن نية والعمل مع الأمم المتحدة للتوصل إلى اتفاق تمديد للهدنة يبقي اليمن على طريق السلام».
وجاء في البيان: «إن الهدنة تمثل أفضل فرصة للسلام أتيحت لليمنيين منذ سنوات، والخيار المطروح أمام الأطراف بسيط، وهو بين السلام والمستقبل الأكثر إشراقا لليمن. أو العودة إلى الدمار والمعاناة غير المجديين»، محذراً من أن عودة الحرب في اليمن، «ستزيد من تصدع البلاد وعزلها أكثر. وهي أصلا على شفير الهاوية».
واستعرض البيان ما سيتيحه مقترح الهدنة الموسعة الذي قدمه مبعوث الأمم المتحدة، «إذ يوفر رواتب عشرات الآلاف من الموظفين المدنيين الذين لم يتلقوا رواتبهم منذ سنوات، ويفتح الطرق عبر مختلف أنحاء البلاد، ويزيد من عدد الرحلات الدولية، ويسهل عملية التخليص للسفن المحملة بالوقود التي تصل إلى ميناء الحديدة».
ورفضت ميليشيا الحوثي، مقترح المبعوث الدولي غروندبرغ، بتمديد الهدنة وتوسيع بنودها، مهددة باستئناف الأعمال القتالية وقصف المنشآت النفطية ومواقع شركات النفط العاملة في اليمن، وبضرب أهداف استراتيجية وحيوية في المملكة العربية السعودية والإمارات العربية المتحدة، إذا لم يتم تلبية شروطها.
ويقول الناشط السياسي اليمني عبد الجليل الحقب في حديث لـ«الشرق الأوسط»؛ إنه ومع انتهاء الهدنة، فإن البلاد لم تشهد بعد عودة كاملة للحرب حتى اللحظة، برغم كل الهجمات الحوثية في عدة جبهات، مما يبقي الأبواب مشرعة أمام الجهود الدبلوماسية التي يقودها مبعوث الأمين العام للأمم المتحدة في محاولته للتوصل إلى صيغة اتفاق جديدة ترضي جميع الأطراف. وحسب رأيه لا يملك الحوثيون القدرة الكافية لتغيير مسار الحرب، أو حتى اجتياز مناطق جديدة توقفوا على تخومها منذ سنوات.
ويرى الحقب أن كل ما في وسع الحوثي «هو المشاغبة، وتهديد أمن الطاقة وطرق الملاحة في البحار، لكنه يفاوض ببراعة ويبتز حاجة المجتمع الدولي للهدوء في المنطقة، برفع سقف مطالبه، ويخاطر بإشعال الحرب مجددا رغم إيمانه بتكاليفها الباهظة على جماعته».

الاخبار العاجلة