مونديال فلسطيني في قطر

1 ديسمبر 2022آخر تحديث :
كاس العالم قطر 2022
كاس العالم قطر 2022

انطلقت يوم الأحد 20-11-2022 في قطر بطولة كأس العالم لكرة القدم، التي تستمر حتى 18 من شهر ديسمبر الحالي ، لتكون هذه البطولة أول مونديال ينظم في دولة عربية ومسلمة.

توافد على العاصمة القطرية الدوحة مئات الآلاف من المشجعين من مختلف البلدان لحضور الحدث العالمي، فيما يتابع مئات الملايين حول العالم هذا الحدث الرياضي الهام الذي يحدث مرة كل اربع سنوات.

في ملاعب المونديال وفي شوارع قطر تتزاحم أعلام الدول المشاركة في التصفيات ، إلا أن علما واحدا يرفعه اغلب الجمهور رغم ان الدولة التي يمثلها ليست ضمن الدول المشاركة في التصفيات ، وهو علم دولة فلسطين، فقد توشح المتضامنون من المشجعين الاجانب مع القضية الفلسطينية أيضا  بالعلم الكوفية الفلسطينية، تنظر على أكتافهم لترى الكوفية البيضاء والسمراء تزينها، يهتفون بصوت شجي، (عاشت فلسطين، الحرية لفلسطين)، بمختلف اللغات العالمية، وانتشرت مقاطع فيديو على مواقع التواصل الاجتماعي، تظهر الدعم الكبير للقضية الفلسطينية  والشعب الفلسطيني في هذه الفعالية الشعبية.

فعلى الرغم من أن المنتخب الفلسطيني لا يشارك في البطولة، إلا أن الحاضرين اغتنموا مونديال كأس العالم للتعريف بالقضية الفلسطينية وفضح جرائم الاحتلال الإسرائيلي بحق الفلسطينيين، عبر حمل الأعلام الفلسطينية وإبرازها بشكل واسع، بل وتوزيعها بالمجان على المشجعين العرب والأجانب، الأمر الذي لقي إقبالا كبيرا، ولم يقتصر الأمر عند هذا الحد فحسب، بل اكتست أبراج وعمارات قطر بالعلم الفلسطيني، فبات علم فلسطين هو سيد المشهد .

العناق المستحيل

تلقت إسرائيل أقوى صفعة على الإطلاق، تمثلت بالدعم الكبير التي تلقاه القضية الفلسطينية وسط حدث تاريخي تغطيه أكبر وسائل الإعلام العالمية والعربية، ويتابعه العالم أجمع، إضافة إلى رفض  المشجعين التعامل مع كل ما يتعلق بدولة الاحتلال “إسرائيل”.

فقد انتشرت على مواقع التواصل الاجتماعي مشاهد تظهر مراسلي القنوات الإسرائيلية، يدعون المشجعين لإجراء مقابلات على القنوات العبرية، وهو الأمر الذي قوبل  بالرفض و اطلاق عبارات داعمة لفلسطين ، ورفع العلم الفلسطيني والتلويح بالكوفية الفلسطينية.

هذا الأمر فاجأ مراسلي القنوات العبرية، الذين بدت الصدمة على وجوههم، مرددين عبارات، “الناس هنا لا يحبوننا”، “لا أحد يريد أن يتكلم معنا”!!

 استغراب المحتل الإسرائيلي من عدم تعاطي الشعوب العربية معهم امر غير منطقي وغير مبرر ، فهو الأمر الطبيعي في التعامل مع دولة احتلال.

وهم القبول والتطبيع الذي عاشته إسرائيل انهار بالكامل، وأظهر مونديال قطر عكس هذا تماما، فالشعوب العربية كثير من الشعوب غير العربية ، وردودها على مراسلي القنوات الاسرائيلية في قطر ، أظهرت الدعم اللامتناهي للحرية الفلسطينية، وأن “إسرائيل” مرفوضة إلى أن تعيد الحقوق للشعب الفلسطيني.

ظن الاحتلال الإسرائيلي أن ما سميت بـ “الاتفاقيات الإبراهيمية”،  جعلت منه ضيفا مرحبا به في الشارع العربي، إلا أن ما حدث في المونديال ووجه صفعة قوية إلى هذا الاعتقاد، وبين أن الشعوب العربية بمجملها لا زالت ترفض الاحتلال.

ممتنون إلى الـ “ما لا نهاية”

أثلج التـأييد الذي أبدته شعوب الدول العربية والعالمية للقضية الفلسطينية، قلوب الفلسطينيين المكلومة من جراء جرائم الاحتلال المتكررة والتصعيد الإسرائيلي المتصاعد يوما بعد يوم.

وفي فلسطين لم يكن الشعب الفلسطيني بعيدا عن الشعوب المساندة وتحديدا الشعوب العربية الشقيقة،  فلم تمر مباراة يشارك فيها منتخب عربي إلا وامتلأت المقاهي والساحات التي تبث مونديال كرة القدم في فلسطين بمشجعين للمنتخبات العربية، يهتفون باسمها، ويرفعون أعلامها، مبتهجين بأدائها في المونديال.

نحن كفلسطينيين مدينون للعروبة التي أعلت صوت فلسطين في حدث يجوب دول العالم، وإذا كان هناك أصوات عربية شاذة تخرج بين حين وآخر لتبدي تأييدها لدولة الاحتلال ، فهي ليست القاعدة وإنما هي صوت نشاز عن ترنيمة الأصوات العربية المؤيدة لفلسطين وقضيتها العادلة، وهو الأمر الذي يعيه الفلسطينيون، الشعب الفلسطيني يقف وسيقف دائما مع الشعوب العربية كافة.

وان ندرك كفلسطينيين ان عنواننا في العالم هو علم فلسطين الذي يمنحنا الهوية والحضور وان اية راية غيره لن تكون قادرة الا على نقل توجه معين فقط . فعلينا ان نعلي قيمة هذا العلم في كل محفل داخلي او خارجي لانه الرمز والهوية .

الحل باعادة الحقوق

اما دولة الاحتلال فعليها ان تدرس جيدا هذا المونديال و ان تجيب على سؤال : كيف فازت فلسطين في مونديال قطر وهي لم تشارك؟ وان يعلم الاحتلال ان لا قبول لوجوده الا بعد ان يحصل الفلسطيني على حقوقه كاملة غير منقوصة بدولة فلسطينية مستقلة على حدود الرابع من حزيران 1967 وعاصمتها القدس .

المصدر – شعاع نيوز بقلم – رئيس التحرير

الاخبار العاجلة