سوريا: ارتفاع وفيات الكوليرا والسلطات الصحية تتخوف من تحول المرض إلى جائحة

21 ديسمبر 2022آخر تحديث :
سوريا: ارتفاع وفيات الكوليرا والسلطات الصحية تتخوف من تحول المرض إلى جائحة

صدى الإعلام _  أكدت السلطات الصحية شمال غربي سوريا، إصابة الآلاف في المحافظات السورية بمرض الكوليرا، حيث شهدت الأيام الماضية ارتفاع عدد الوفيات، وزيادة عدد المشتبه في إصابتهم بالوباء، وسط مخاوف من انفجار الحالات وعدم قدرة القطاع الصحي على استيعابها، لاسيما بسبب عدم استقرار تمويل أنشطة الكوليرا التي ما زالت ضعيفة رغم انتشار المرض في مناطق المخيمات التي تؤوي النازحين شمال سوريا.
وقال مدير صحة إدلب الدكتور زهير قراط في تصريح لـ “القدس العربي” إن عدد الحالات وصلت إلى ما يقارب 26 ألف مصاب، فضلا عن تسجيل 12 وفاة، لافتا إلى أن أكثر المناطق التي تشهد تعاظما بأعداد المصابين هي “مخيمات قاح وأطمة ومنطقة حارم ومعرة مصرين وما حولها بالإضافة إلى منطقة عزاز”. وبيّن قراط أن “الدعم المقدم إلى القطاع الصحي، غير كافٍ بالنسبة إلى الكوليرا بشكل خاص وللقطاع الصحي بشكل عام”. وأضاف: “معظم الحالات يتم علاجها في مراكز الكوليرا هي متوسطة إلى خفيفة، كما أن عدد المراكز الموجودة كافي وعدد الأسرة كافي أيضا، ونسبة الاشغال غير مرتفعة” مشيرا إلى أن الوضع الطبي حتى الآن ضمن السيطرة لكن المراكز المتوفر بحاجة لدعم أكبر وتحسين الخدمات فيها، خوفاً من تحول “المرض إلى جائحة كبيرة، أو أن يصل إلى الذروة، أي يصبح عدد الإصابات كبيراً، أكبر من القدرة على استيعاب المراكز الطبية”.
وبحسب مدير صحة إدلب، فإن “اللقاحات لم تدخل أبداً إلى المنطقة، ولم تزل عبارة عن مشروع تم تقديمها إلى منظمة الصحة العالمية، لكنه لم يحصل على الموافقة بعد، كما أنه لم يحدد بعد كمية الجرعات التي سوف تدخل المناطق المحررة شمال سوريا”.
ويأتي هذا التطور بعد تحذيرات صدرت عن منظمة الصحة العالمية من “تهديد خطير في سوريا والمنطقة” إثر تفشي وباء الكوليرا، وقال منسق الشؤون الإنسانية للأمم المتحدة في سوريا عمران رضا لرويترز إن “هذا أول تفشٍ مؤكد للكوليرا في السنوات الأخيرة، مشيراً إلى أن “الانتشار الجغرافي يثير القلق، لذا علينا التحرك سريعا”.
وينتج مرض الكوليرا عن جرثومة تنتقل عبر مياه الشرب أو تناول مواد غذائية ملوثة، أو عبر الخضار المروية بمياه ملوثة، أو من شخص الى آخر عبر الأيدي الملوثة. وتمتد فترة حضانة المرض من يومين إلى 5 أيام. وتشمل العوارض إسهالاً مائياً غزيراً وتقيؤاً مما يشكل الخطر الأبرز للمرض المتمثل بجفاف الجسم نتيجة فقدانه لكمية كبيرة من السوائل، ما يؤدي إلى مضاعفات قد تصل إلى الوفاة في حال عدم المعالجة.
مدير برنامج الصحة والتغذية في منظمة الأمين الطبيب واصل الجرك قال في اتصال مع “القدس العربي” إن أعداد الاصابات وصلت إلى عتبة 26 ألف إصابة بمعدل 500 حالة مسجلة يومياً خلال الشهر الأخير.
وأضاف “لدينا مركزان لاستقبال مرضى الكوليرا، وصنفت الحالات ضمن الحالات الشديدة، فضلاً عن تسجيل نحو 10 وفيات شمال غرب سوريا” مبيناً أن “الأوضاع مازالت تحت السيطرة عن طريق تحسين إجراءات مياه الشرب والصرف الصحي”. وأبدى الطبيب المتابع لمرضى الكوليرا في مراكز الشمال السوري، تخوفه من ” انفجار الحالات وعدم قدرة القطاع على استيعابها، نتيجة عدم استقرار تمويل أنشطة الكوليرا التي ما زالت ضعيفة وقصيرة التمويل” وفق المتحدث.
من جانبه، أكّد فريق “منسقو استجابة سوريا”، الثلاثاء، استمرار تسجيل إصابات جديدة بمرض الكوليرا في مناطق المخيمات التي تأوي النازحين شمال سوريا محذراً من تصاعد هذه الإصابات. وأوضح أن أعداد المصابين بالمرض داخل المخيمات وصلت إلى نسبة 27 بالمئة من العدد الإجمالي للإصابات، وتحديدًا في مخيمات “أطمة وقاح”، إضافة إلى الإصابات المسجلة في مدينة حارم، وذلك نتيجة الاعتماد على المياه الملوثة وعدم توفر المياه الكافية في مخيمات النازحين.


للمزيد:«مؤتمر بغداد للتعاون والشراكة» يشدد على سيادة العراق وأمنه



وأكد أن المنطقة تشهد زيادة واضحة في أعداد المصابين أيضاً بفيروس “كورونا”، سواء في المخيمات أو في القرى والبلدات المنتشرة في المنطقة، وسط ضعف كبير في عمليات الاستجابة الإنسانية للقطاع الطبي، نتيجة توقف الدعم عن العديد من المنشآت الخاصة بها. ولفت إلى أن هناك معلومات عن توقف الدعم اعتباراً من بداية العام المقبل عن منشآت طبية جديدة في المنطقة، مما يفتح المجال أمام انتشار الأمراض والأوبئة في المنطقة، وتسجيل كوارث صحية نتيجة انخفاض وتوقف الدعم عن تلك المنشآت.

الاخبار العاجلة