زلزال سوريا يشرّع الأبواب لتضامن لبناني وتواصل حكومي مع الأسد

8 فبراير 2023آخر تحديث :
الزلزال سوريا

صدى الإعلام: شرّع الزلزال الذي تعرّضت له سوريا وتركيا الأبواب أمام لبنان الرسمي لتجاوز الاعتبارات المتعلقة بـ”قانون قيصر” وقرّر فتح المرافق الجوية والبرية والبحرية أمام وصول المساعدات إلى الشعب السوري. أكثر من ذلك، توجّه وفد وزاري هو الأول من نوعه بناء على تكليف حكومة تصريف الأعمال للتضامن مع سوريا في نكبتها وإبداء الاستعداد للمساعدة ولو متواضعة بسبب الأزمة الاقتصادية والمالية التي يعانيها لبنان.

والتقى هذا الوفد رئيس النظام السوري بشار الأسد وقدّم له التعازي بالضحايا وأعرب عن تضامنه مع دمشق في مواجهة المأساة. وترأس الوفد وزير الخارجية عبد الله بوحبيب المحسوب على رئيس الجمهورية السابق ميشال عون، وضمّ وزير الأشغال علي حميّة المحسوب على حزب الله، ووزير الزراعة عباس الحاج حسن المحسوب على الرئيس نبيه بري، ووزير الشؤون الاجتماعية القريب من التيار الوطني الحر، إضافة إلى الأمين العام للهيئة العليا للإغاثة اللواء محمد خير.

كما التقى أعضاء الوفد وزير خارجية النظام السوري فيصل المقداد.

وتزامنت الخطوة اللبنانية مع العديد من المواقف السياسية والحزبية التي دعت إلى مساعدة سوريا بغض النظر عن الموقف من النظام، ولفتت تغريدة رئيس الحزب التقدمي الاشتراكي وليد جنبلاط التي قال فيها “ساعدوا الشعب السوري المنكوب في محنته من كل الجهات واضغطوا لفتح ممرات آمنة للجهات الدولية بعيداً عن ابتزاز النظام وأصدقائه”.

وعلى الرغم من أهمية الخطوة الحكومية بالانفتاح على سوريا، إلا أن المفتي الجعفري الممتاز الشيخ أحمد قبلان توجّه إلى الحكومة اللبنانية بالقول: “بكل جدية وصراحة لا يكفي وفد وزاري لمشاركة سوريا بما أصابها، والوقت ليس للمجاملة بل لأخذ خيارات مصيرية، لأن المجتمع الدولي بقيادة واشنطن غاب ذئاب، وواشنطن رأس الشر بهذا العالم، ولقد كانت وما زالت واشنطن تعمل على تمزيق العرب والمسلمين وتقود سيناريوهات خراب وتدمير وعداوة وتمزيق وقطيعة في ما بينهم”. ورأى قبلان في بيان “أن المطلوب انتفاضة وطنية شجاعة لخلع يد واشنطن عن عنق القرار السياسي بهذا البلد المحاصر، وكفانا وقوفاً على خاطر واشنطن”، مؤكداً أن “المصلحة الوطنية تفترض تغيير الخيارات المصيرية، لأن ما يجري خريطة إبادة صامتة تقودها واشنطن لسحق لبنان وسوريا، ومصير لبنان مرتبط بمصير سوريا والعكس صحيح”.


ارتفاع عدد الضحايا الفلسطينيين جراء الزلزال إلى 62


في المقابل، تحفّظ سياسيون على زيارة الوفد الوزاري، وسأل نائب بيروت في “تكتل التغيير” ابراهيم منيمنة الحكومة “هل زيارة الوفد الوزاري هي لتطبيع العلاقة مع نظام الأسد أم حرصاً على الشعب السوري وإغاثته؟ وإن كان إغاثته ما جدوى زيارة قصر المهاجرين؟ ألم يكن الأجدى إرسال المساعدات والدعم إلى المناطق المتضررة مباشرة؟ وهل هناك من يسعى لاستغلال المعاناة لأجندات سياسية إقليمية؟”.

من جهته، سأل النائب أشرف ريفي عبر “تويتر”: “لماذا لا تبادر الدولة إلى فتح مطاري القليعات ورياق لتلقي المساعدات وإيصالها إلى المناطق السورية المنكوبة؟ ذلك بدل تحميل مطار بيروت ضغطاً إضافياً”. وقال “فتح المطارين ممكن، وهما أقرب إلى المناطق السورية، وهذا الكلام برسم رئيس الحكومة ووزير النقل”.

وكان الزلزال الذي تعرّضت له سوريا ترك هزات ارتدادية سياسية في بيروت، وحاول البعض توظيفها في خدمة أجندته الرئاسية. وكان لافتا أن الرئيس السابق ميشال عون بادر بالاتصال بالأسد، فيما رئيس التيار الوطني الحر جبران باسيل أعلن أن “الزلزال الذي ضرب سوريا يستوجب تضامناً إنسانياً معها، يبدأ بفك الحصار عنها وفتح الحدود أمام وصول المساعدات”، مضيفاً “لا قانون يمنع تقديم العون لشعب في خطر”.

ولوحظ أن هناك نوعاً من المزايدة السياسية في هذا الصدد وخصوصاً على رئيس “تيار المردة” سليمان فرنجية المعروف بعلاقته المتينة بالأسد وحزب الله، إذ تعمّد البعض الإضاءة على تغريدة فرنجية التي لم يسمّ فيها سوريا في معرض تعاطفه مع الضحايا، حيث جاء في التغريدة “كل العزاء للدول والشعوب التي تضرّرت جراء الزلزالين، الرحمة للضحايا والشفاء للمصابين”. وهذا ما دفع بأوساط “المردة” إلى رفض أي نوع من المزايدة على فرنجية، كاشفة أنه سبق له أن اتصل بالأسد متضامناً بعد ساعات فقط على وقوع الزلزال.

المصدر: (القدس العربي)

الاخبار العاجلة