مؤتمر مرتقب للمصالحة في ليبيا برعاية أفريقية

20 فبراير 2023آخر تحديث :
مؤتمر مرتقب للمصالحة في ليبيا برعاية أفريقية

صدى الإعلام _ أعلنت مفوضية الاتحاد الأفريقي اعتزامها تنظيم مؤتمر بشأن المصالحة الوطنية في ليبيا في مسعى لإنهاء الأزمة التي يعيشها البلد الغني بالنفط في ظل وجود آلاف المرتزقة وتنازع عدة قوى السلطة.

ويرى مراقبون أن مساعي الاتحاد الأفريقي إلى لعب دور لإعادة الاستقرار إلى بلد مزقته النزاعات، في وقت فشلت فيه قوى ودول أخرى في انشال ليبيا من أزمتها، قد لن يسفر عن شيء خصوصا أن الوضع في ليبيا غائم وغير واضح والأرضية هشة لا يستطيع أحد الوقوف عليها لإخراج البلاد من أزمتها، في ظل الفساد المستشري وانتشار المرتزقة والقوات الأجنبية.

ويعتبر مراقبون أن من يعمق الإشكاليات هم بعض السياسيين المحسوبين على بعض الدول بهدف إيجاد مكانة سياسية واقتصادية لأنفسهم، مشيرين إلى أن التفاهمات في ملفات الفساد والفرار من العدالة بالنسبة إلى بعض المسؤولين لن يساعد على المصالحة.

وقال رئيس مفوضية الاتحاد الأفريقي موسى فقي محمد لوكالة الصحافة الفرنسية الأحد إثر مؤتمر صحافي اختتمت به قمة الاتحاد الأفريقي التي استمرت يومين، “لقد التقينا مع مختلف الأطراف ونحن في صدد العمل معهم لتحديد موعد ومكان عقد المؤتمر الوطني”.

وسيلتئم المؤتمر “برعاية لجنة رفيعة المستوى من الاتحاد الإفريقي” يترأسها الرئيس الكونغولي دنيس ساسو نغيسو، بحسب فقي محمد.

وشهد البلد الواقع في شمال أفريقيا عقدا من العنف بعد الإطاحة بالزعيم الراحل معمر القذافي عام 2011 إثر انتفاضة مسلحة دعمها حلف شمال الأطلسي (ناتو).

وأدى سقوط نظام القذافي إلى ظهور عدد لا يحصى من المجموعات المسلحة وتدخلات من قوى عربية وكذلك تركيا وروسيا ودول غربية.

وتتنازع منذ مارس الفائت حكومتان السلطة: الأولى مقرها في طرابلس برئاسة عبدالحميد الدبيبة الذي يرفض تسليم السلطة إلا لحكومة منتخبة، والثانية برئاسة فتحي باشاغا ومقرها مدينة سرت (وسط). ويسيطر قائد الجيش الليبي المشير خليفة حفتر على شرق البلاد وقسم من جنوبها.

وكان مقررا أن تشهد ليبيا انتخابات رئاسية وتشريعية في ديسمبر 2021، لكنها أرجئت إلى أجل غير مسمى بسبب الخلافات حول الأساس الدستوري للانتخابات ووجود مرشحين مثيرين للجدل.

ويعتقد كثيرون في ليبيا أن قادتهم السياسيين غير راغبين في إيجاد مخرج من المأزق السياسي المستمر، لأن الانتخابات قد تبعدهم جميعا عن السلطة.

وأوضح فقي محمد أن اجتماعا تحضيريا لمؤتمر المصالحة انعقد في العاصمة الليبية طرابلس قبل أسابيع.

وأضاف أنه “تم طلب مغادرة المرتزقة (…) ينبغي بالضرورة أن يتحاور الليبيون. اعتقد أنه شرط مسبق للمضي نحو انتخابات في بلد هادئ”.

في وقت سابق من هذا الشهر، أعلنت بعثة الأمم المتحدة في ليبيا أن مسؤولين من المعسكرين المتنافسين أقروا آلية تنسيق لإخراج القوات الأجنبية والمرتزقة من البلد.

وأشادت البعثة بـ”خطوة مهمة نحو تحقيق الاستقرار والسلام المستدامين في ليبيا” بعد اجتماع في القاهرة في الثامن من فبراير شارك فيه أيضا مسؤولون من السودان والنيجر.

لكن النقاشات التي قادها مبعوث الأمم المتحدة عبدالله باتيلي فشلت في التوصل إلى جدول زمني واضح أو تدابير ملموسة لانسحاب المقاتلين الأجانب.

قدرت الأمم المتحدة في أواخر عام 2021 أن هناك أكثر من 20 ألف مقاتل أجنبي في ليبيا.

ووجه الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش الجمعة دعوة جديدة للانسحاب الكامل للمقاتلين والمرتزقة الأجانب، وقال إن الانتخابات هي “المسار الوحيد الموثوق به لحكم شرعي وموحد”.

وأضاف غوتيريش في أديس أبابا “المطلوب بشكل عاجل هو الإرادة السياسية لكسر الجمود السياسي الذي طال أمده وتحقيق تقدم على جبهات متعددة”.

وتابع “عدم إجراء الانتخابات يفاقم انعدام الأمن الاقتصادي ويزيد من عدم الاستقرار السياسي ويهدد بتجدد النزاع ويثير شبح التقسيم”.

استخدم حفتر مقاتلين من تشاد والسودان والنيجر ومجموعة فاغنر الروسية الخاصة في محاولاته الفاشلة للسيطرة على طرابلس بين أبريل 2019 ويونيو 2020.

ولا يزال مئات من مقاتلي فاغنر في شرق ليبيا الغني بالنفط وكذلك في جنوبها.

من جهتها، تتمركز القوات التركية في الغرب الذي تسيطر عليه حكومة الدبيبة، وتوفر تدريبات للعسكريين الليبيين.

وتعمل اللجنة العسكرية المشتركة “5 + 5” والتي تضم ممثلين لشرق ليبيا وغربها، على ضمان انسحاب المقاتلين الأجانب بموجب اتفاق لوقف إطلاق النار أبرم في أكتوبر 2020.


للمزيد: حاكم مصرف لبنان يرفض ولاية جديدة

الاخبار العاجلة