تصعيد إسرائيلي خطير

28 يناير 2017آخر تحديث :
تصعيد إسرائيلي خطير

بقلم: حديث القدس- جريدة القدس

رام الله- صدى الإعلام– 28/1/2017 ما كشفته وسائل الإعلام الإسرائيلية من تفاصيل حول مخططات البناء الاستيطاني الواسعة في القدس العربية المحتلة التي تعتزم حكومة نتنياهو المضي بها قدما، بما في ذلك الاستيطان في باب الساهرة ومواقع أخرى في البلدة القديمة بالقدس ومحيطها، والاعلان امس عن المصادقة على بناء مائة وثلاث وخمسين وحدة استيطانية في إطار مخطط لبناء تسعمائة وحدة، يؤكد أن هذه الحكومة الإسرائيلية تدفع باتجاه القضاء على أية فرصة لإعادة إحياء عملية السلام بهدف تصفية القضية الفلسطينية – مع كل ما يترتب على هذا النهج من تداعيات في مقدمتها تصعيد التوتر والعودة الى نقطة الصفر في الصراع الفلسطيني – الإسرائيلي.

هذا يعني ان ناقوس الخطر يدق بوتيرة متسارعة، خاصة وان رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو الذي أثبت انه مستعد لفعل كل ما بوسعه لإرضاء اليمين الإسرائيلي المتطرف بما في ذلك المستوطنين، قد خرج علينا امس الأول بشرط آخر جديد، بعد ان تذرع بشرط الاعتراف بإسرائيل دولة يهودية وهو ما يرفضه الجانب الفلسطيني، وهذا الشرط هو فرض السيطرة الأمنية الإسرائيلية على كامل الأراضي المحتلة، وكلا الأمرين يشكلان شرطين مسبقين حتى يتكرّم نتنياهو ويوافق على استئناف عملية السلام.

ومن الواضح ان نتنياهو يدرك تماما ان الشعب الفلسطيني وقيادته يرفضان مثل هذا الشرط الجديد ويصران على إنهاء الاحتلال غير المشروع وإقامة الدولة الفلسطينية المستقلة ذات السيادة على التراب الوطني المحتل منذ عام ١٩٦٧، وفق قرارات الشرعية الدولية التي تؤكد هذا الحق وآخرها قرار مجلس الأمن ٢٣٣٤. وبالتالي فان الهدف من هذا الشرط هو وضع عقبة اخرى جديدة أمام عملية السلام.

إن ما يجب أن يقال هنا أولا إن نهج الاستيطان وسد الطريق أمام عملية سلام حقيقية وجادة لن يسهم سوى في زعزعة الأمن والاستقرار في المنطقة ولن يوفر السلام والأمن لا للإسرائيليين ولا لشعوب المنطقة. وثانيا، يجب على نتنياهو أن يدرك أن الشعب الفلسطيني الذي يناضل من أجل حريته وحقوقه واستقلاله لن يرفع الراية البيضاء، وسيواصل نضاله العادل بدعم المجتمع الدولي وكل أنصار الحق والعدل والحرية حتى تحقيق أهدافه المشروعة.

كما أن على هذه الحكومة الإسرائيلية أن تدرك أن ناقوس الخطر المتصاعد جراء مختلف الممارسات والمواقف الإسرائيلية لا يمكن تجاهله عربيا وإسلاميا ودوليا عدا عما سيحدثه من ردود فعل فلسطينية.

كما أن عليها أن تدرك أنها واهمة إذا ما اعتقدت أن التجاوز الإسرائيلي الفظ للخطوط الحمراء فلسطينيا وعربيا ودوليا يمكن أن يمر مرور الكرام أو أن التغيرات الإقليمية والدولية يمكن ان تساعد الاحتلال في المضي قدما في مخططاته لتصفية القضية الفلسطينية وتكريس احتلاله واستيطانه غير المشروعين.

وأخيرا، فان التحديات الجسام التي تفرضها حكومة اليمين الإسرائيلي المتطرف، تفرض،فلسطينيا، المسارعة إلى إنهاء الانقسام وتوحيد الجهود والطاقات لصالح قضية شعبنا وحقوقه وتبني موقف موحد يشكل نواة لموقف عربي – إسلامي، وبالتالي لموقف دولي مناصر لحق شعبنا في التحرر من هذا الاحتلال وإقامة دولته المستقلة وعاصمتها القدس الشريف.

الاخبار العاجلة