صدى الإعلام : نظم معهد فلسطين لأبحاث الأمن القومي، ودائرة شؤون المغتربين في منظمة التحرير الفلسطينية في رام الله، اليوم الأحد، ندوة بعنوان ” القدس بعد 75 عام من النكبة و 56 عام على النكسة“.
وشارك في الندوة سماحة مفتي القدس والديار الفلسطينية، الشيخ محمد حسين، وعضو اللجنة التنفيذية المهندس عدنان الحسيني رئيس دائرة شؤون القدس، وعضو اللجنة التنفيذية الدكتور فيصل عرنكي رئيس دائرة شؤون المغتربين، كما شارك ممثلين عن الجاليات الفلسطينية في الخارج عبر تطبيق الزوم.
وافتتحت الندوة، د. كفاح ردايدة، من دائرة شؤون المغتربين، واستعرضت تاريخ مدينة القدس، وانتهاكات الاحتلال المتواصلة، وتأثير النكبة والنكسة وانعكاساتها على مدينة القدس المحتلة.
بدوره، أشاد مفتي القدس والديار الفلسطينية الشيخ محمد حسين، بجهود القيادة الفلسطينية، التي أثمرت بإحياء ذكرى النكبة الفلسطينية في الأمم المتحدة لأول مرة منذ عام 1948، وقال “إن اعتماد الجمعية العامة، التي تمثل برلمان العالم، لقرار إحياء فعالية بذكرى النكبة لأول مرة في تاريخ الأمم المتحدة، يمثل نجاحًا للدبلوماسية الفلسطينية”، ونوّه إلى أن الاعتراف بالنكبة سيتبعه جهد في البناء على القرار وتطويره وانتزاع تشريعات لاحقة لصالح الشعب الفلسطيني.
وحيّا المفتي الشيخ محمد حسين، الدعم الجزائري للقضية الفلسطينية منوها بجهودها في لم الشمل العربي، وقال أن الجزائر الشقيقة تعتبر القضية الفلسطينية من أولوياتها” كما واستعرض الويلات والحروب التي خاضتها القدس، وانتهاكات الاحتلال بحق شعبنا ومقدساته الدينية المسيحية والإسلامية، في ظل صمو الشعب الفلسطيني امام غطرسة الاحتلال، وأشار إلى ان القضية الأخطر التي تواجه مدينة القدس، وهي المستوطنات الإسرائيلية التي أصبحت تطوق المدينة من كل الاتجاهات.
وقال المفتي إن الأقصى الشريف هو أولى القبلتين وثالث الحرمين، وإليه كان مسرى نبينا محمد ومنه كان معراجه إلى الملأ الأعلى وليس لمسلم على وجه البسيطة أن يفرط في أحقية الأمة الإسلامية بأقصاها أو الحقوق الثابتة للشعب الفلسطيني.
واكد الشيخ محمد حسين، أن مدينة القدس المحتلة شهدت حملات تهويديه شرسة استهدفت البيوت والمساجد والمقابر والأضرحة لتغيير ملامحها العربية والإسلامية، وتعرض المسجد الأقصى ومازال للعديد من الانتهاكات والحفريات التي تهدد وجوده
من جانبه، قال المهندس عدنان الحسيني ، عضو اللجنة التنفيذية، رئيس دائرة القدس في منظمة التحرير الفلسطينية ، ان النكبة الفلسطينية هي عنوان الالام والاحزان المستمرة منذ 75 عاما ، وهي الظلم التاريخي المستمر، وأن الحكومات الإسرائيلية المتتالية تنكر وجود الشعب الفلسطيني، وحمّل الحسني، الحكومة الإسرائيلية تداعيات التصعيد الخطير في القدس، موضحا ان المسجد الأقصى وعلى مر التاريخ كان بؤرة اندلاع موجات الغضب والشرارة التي ستؤدي إلى دخول المنطقة في دوامة لا يمكن السيطرة عليها.
وثمن الحسيني الوقفة المشرفة التي يقفها أبناء المدينة المقدسة، للدفاع عن المسجد الأقصى، والذي يتعرض لأبشع حملة استهداف، داعيا إلى مواصلة الحشد، والرباط، والتصدي للمخططات المبيتة، أكد أبناء شعبنا الفلسطيني برهنوا مرة تلو الأخرى أنهم خط الدفاع الأول عن مقدساتنا الاسلامية والمسيحية، وفي مقدمتها أولى القبلتين، وثالث الحرمين الشريفين، وأوضح، أن الاحتلال لا يألو جهدا في عملية تهويد “الأقصى” ، وطالب الحسيني بتوفير كل الدعم والإمكانيات لأهل القدس لتعزيز صمودهم على أرضهم.
من جهته، استعرض الدكتور فيصل عرنكي عضو اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير الفلسطينية رئيس دائرة شؤون المغتربين ، المراحل التكتيكية التي مرت بها الحركة الصهيونية منذ تأسيسها، وأكد أن ممارسات إسرائيل وعصابات المستوطنين لن تكسر إرادة شعبنا ولن تقف سدا أمام دفاعه عن مقدساته الإسلامية والمسيحية، وإنما ستزيد من عزيمته وإصراره على الصمود والدفاع عن القدس ومقدساتها.
ودعا عرنكي المجتمع الدولي إلى الخروج عن صمته، وأن لا يكون شريكا في الجرائم التي تُرتكب بحق الشعب الفلسطيني، قائلا: إن إسرائيل لا تكترث للشرعية الدولية، ولا تحترم القوانين المتعلقة بحقوق الإنسان وحرية العبادة، لأنها لم تجد الرادع الحقيقي الذي يحاسبها على جرائمها، وأضاف، على الأمم المتحدة ومجلس الأمن والجنائية الدولية التحرك بشكل عاجل لمحاكمة إسرائيل وتوفير الحماية للشعب الفلسطيني، ومنحه حقوقه المشروعة كافة.
واعتبر عرنكي، جرائم حكومة المستوطنين الفاشية برئاسة نتنياهو المتصاعدة، ولا سيما في مدينة القدس المحتلة، صاعق تفجير للمنطقة ، ولفت إلى أن الصراع الآن هو صراع قومي عربي، فلم يعد ما يجري على الأرض يخص القضية الفلسطينية وحدها، فالقضية تهم كل مواطن عربي، كما تهم المواطن الفلسطيني.
قال مستشار السياسات في دائرة المفاوضات فؤاد الحلاق، إن سلطات الاحتلال الإسرائيلي تتمادى في تنفيذ مشاريعها التهويدية الاستيطانية التي تسعى إلى تفريغ الأرض من الفلسطينيين، وإحلال المستوطنين مكانهم، وفصل المدينة المقدسة عن الضفة الغربية.
وأشار، إلى الاحتلال يواصل عمليات التطهير العرقي بالمدينة، عبر تكثيف الاستيطان، وهدم المنازل، والتهجير القسري، ومصادرة الأراضي، وسحب الهويات، وإغلاق المؤسسات الفلسطينية، في وقت تتصاعد فيه هجمات المستوطنين التي هدفها طرد الفلسطينيين من المدينة.
وعُرضت خلال الندوة ورقة عن طبيعة الأوضاع بمدينة القدس بعد الاحتلال الإسرائيلي للمدينة عام 1967، إذ أعادت إسرائيل ترسيم حدود البلدية وزادت مساحة بلدية القدس المحتلة بأكثر من 10 مرات لتشمل الحد الأقصى من الأراضي مع الحد الأدنى من السكان غير اليهود في حدود المدينة.
وأشارت الورقة، إلى أن هدف إسرائيل في القدس يتمثل في فرض سيطرة حصرية من شأنها منع أي تقسيم محتمل لها، وتقوم بتطبيق ذلك من خلال ضمان التواصل الجغرافي مع إسرائيل، وضمان أغلبية ديمغرافية لليهود في القدس المحتلة، حيث أقام الاحتلال عددا من المستوطنات.