الإخوان المُضَلِلُون..!!

3 أكتوبر 2023آخر تحديث :
الإخوان المُضَلِلُون..!!

صدى الإعلام _الكاتب: موفق مطر – لا نحتاج إلى دراسات وأبحاث – رغم أهميتها – ولا نحتاج إلى ما كتبه عظماء أثروا علوم المجتمع والسياسة بقراءاتهم العميقة لدور ما يسمى (رجال الدين) في هدم بنية العقل الإنساني، وتقييده بسلاسل المصطلحات المقدسة، ومخاطر هؤلاء على أهم مميزات الإنسان عن بقية المخلوقات كالتفكير والتحليل والاستنتاج، واصطفافهم في جبهة الشيطان للتنكر لأعظم منحة من الخالق للإنسان.. لا نحتاج لأن الشواهد المادية على قدرة هؤلاء على تخريب قدرات الإنسان العقلية والذهنية والفكرية وحتى الروحية، ما زالت تأتينا مباشرة عبر أحدث وسائل وتقنيات الاتصال في عصرنا، والمؤلم أنهم يموهون على جريمتهم، بجريمة أخرى، وهي اتخاذهم مظاهر ومصطلحات مقدسة لدفع مشاهديهم والمستمعين لهم لتصديقهم، ولا نرى في ذلك إلا بلاء فظيعا، يستشري فايروسه لدى المجتمعات المقهورة المظلومة الفقيرة، فتتضاعف مصائبها، حتى يصير من المستحيل حل مشاكلها!

انتشرت في الأيام الأخيرة بضعة فيديوهات قصيرة لفتوى وجزء من خطبة لشخصين من جماعة الإخوان المسلمين فرع فلسطين المسلح المسمى حماس، الأول يفتي “بأن الصلاة في غزة أفضل صلاة من أي مكان في العالم لأنها دفاع عن الله!” وفي الثاني شخص يقول: “إن الذين يهاجرون من غزة، إنما يهاجرون بغضب من الله!”وللعلم فإن اسم كل منهما معلوم ومعروف، ومقصدنا هنا الخطر في كلامهما المدمر، وليس اسميهما.

ذكرنا الأول بقول لعضو الجماعة في فرع غزة مشير المصري: “إن حماس قدر الله على الأرض” أما الآخر فقد منح المؤمنين الحقيقيين للتعرف شخصيا على النفاق بجسده ونَفَسه، فهذا يتحدث عن الشباب الفلسطينيين المواطنين الذين دفعهم ظلم جماعة حماس المستحكمين بمصائر مليوني مواطن في قطاع غزة إلى ركوب موجات البحر إلى أوروبا هربا من جحيم حكم وصفوه بالإسلامي الرشيد، بينما هو في واقع الحال حكم شيطاني يبطش بالنار والحديد، لكن هذا المفتري على الحقيقة والحقائق والوقائع المعروفة للقاصي والداني، لم يأت على ذكر رؤوس جماعته الإخوانية (قادة حماس) ابتداء من رئيس المكتب السياسي للجماعة إسماعيل هنية وما دون وتفضيلهم الهجرة من الوطن (غزة) للعيش في عواصم عربية وأجنبية، بدون أي سبب أو خطر يهدد حيواتهم، إلا إذا كان يقصدهم – إذا أحسنا الظن – ولم يجرؤ على الإشارة لهم، فهؤلاء قد خرجوا تحت سمع وبصر منظومة الاحتلال، والأصح بالتنسيق معه، فهذا لو كان شيخا ناطقا بالحق، لقال كلمته أمام “سلطان جائر” ادعى الحكم على الطريقة الإسلامية، لكنه ترك المواطنين في غزة يواجهون نتاج عبثه ورغبته السلطوية، وواقعين تحت مطرقة الحصار وسفك الدماء على الطريقة الصهيونية، وبين سندان التهجير والتجويع والتشليح والخاوة والهدم والتنكيل، وقمع الحريات والقرصنة تحت عناوين قوانين وقرارات، وكأن غضب الله يحل فقط على من يهاجر من أرض وطنه مضطرا، ولا يحل على من هجر أرض وطنه ليعيش مترفا، وحاكما بنفس الوقت على غزة التي تبعد عن مكان إقامته في عواصم المال آلاف الأميال! وكعادتهم فإنهم يزورون التاريخ وهم في غاية الراحة، وكأنهم لايعلمون أن الرسول محمد (ص) قد هاجر من مكة إلى المدينة في الحجاز تحت ضغط سلاطين قريش الظالمين، وحصارهم الذي بلغ حد تجويع المسلمين !.. تماما كما يفعل سلاطين حماس بالمواطنين الفلسطينيين في قطاع غزة.

أما الأول القائل بأن “الصلاة في غزة دفاع عن الله” فإنه يستحق فعلا ذهبية الضلالة والتضليل بامتياز، فالمؤمن المسلم يعلم أن الصلاة لله تنهى عن الفحشاء والمنكر، وهنا تكمن قيمتها وجدواها، تأكيدا لقوله تعالى :” اتْلُ مَا أُوحِيَ إِلَيْكَ مِنَ الْكِتَابِ وَأَقِمِ الصَّلاةَ إِنَّ الصَّلاةَ تَنْهَى عَنِ الْفَحْشَاءِ وَالْمُنْكَرِ وَلَذِكْرُ اللَّهِ أَكْبَرُ وَاللَّهُ يَعْلَمُ مَا تَصْنَعُونَ ) سورة العنكبوت /الآية 45″ أما ترك لسانه يخرط كما تشتهي نفسه الأمارة بالسوء، والعاملة على خدمة أمير جماعته الإخوانية، ودس تفسيرات لا سلطان لها ولا مرجع في اللغة أو العقيدة، أو الشريعة الإسلامية، فإنه بذلك يجاهر بارتكاب الفحشاء والمنكر، وسط ذهول وصمت (خرافهم) المطبق!

الاخبار العاجلة