لا تجاوب أميركيا مع المطالب العربية بوقف اطلاق النار في غزة

5 نوفمبر 2023آخر تحديث :
لا تجاوب أميركيا مع المطالب العربية بوقف اطلاق النار في غزة

صدى الاعلام-ظهرت انقسامات بين الولايات المتحدة وحلفائها العرب بشأن الهجوم العسكري الذي تشنه إسرائيل على قطاع غزة حيث قاومت واشنطن إلى جانب إسرائيل الضغوط من أجل وقف فوري لإطلاق النار على الرغم من ارتفاع أعداد القتلى في صفوف المدنيين الفلسطينيين.

وفي انقسام علني نادر، حث وزراء خارجية عرب وزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن في مؤتمر صحفي على إقناع إسرائيل بالموافقة على وقف إطلاق النار، لكن بلينكن رفض الفكرة قائلا إن هذا لن يؤدي إلا إلى السماح لحركة حماس الفلسطينية بإعادة تجميع صفوفها وتكرار الهجوم على إسرائيل على غرار ما حدث في السابع من أكتوبر الماضي.

ومن المقرر أن يواصل الوزير الأميركي الأحد جولته الراهنة في الشرق الأوسط وهي الثانية له للمنطقة منذ تفجر الصراع في السابع من أكتوبر عندما اقتحم مسلحو حركة حماس التي تدير قطاع غزة بلدات إسرائيلية وقتلوا 1400 شخص وأخذوا أكثر من 240 آخرين رهائن.

وتواصل إسرائيل منذ ذلك الحين قصف قطاع غزة من جوا وبرا وبحرا وفرضت حصارا على القطاع وشنت توغلات برية مجدودة مما أثار قلقا عالميا بشأن الأوضاع الإنسانية في القطاع. وقال مسؤولو الصحة في غزة أمس السبت إن أكثر من 9488 فلسطينيا قتلوا منذ بداية القصف معظمهم من الأطفال والنساء.

وذكرت وكالة الأنباء الفلسطينية (وفا) أن 51 شخصا غالبيتهم من النساء والأطفال قتلوا فيما أصيب العشرات في قصف إسرائيلي لمنزل في مخيم المغازي وسط قطاع غزة مساء أمس السبت.

وأدى تزايد أعداد القتلى المدنيين إلى تكثيف الدعوات الدولية لوقف إطلاق النار لكن واشنطن شأنها شأن إسرائيل رفضت هذه الدعوات حتى الآن على الرغم من أنها سعت إلى إقناع رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو بقبول هدنات إنسانية. وقد رفض هذه الفكرة بعد اجتماعه مع بلينكن يوم الجمعة.

وردا على سؤال من الصحفيين عما إذا كان هناك أي تقدم محرز بشأن هدنة إنسانية في قطاع غزة، قال الرئيس الأميركي جو بايدن “نعم”.

ولم يتضح إلى متى يمكن لإدارة بايدن مقاومة مثل هذه الدعوات، فقد نظم متظاهرون مؤيدون للفلسطينيين احتجاجات أمس السبت في عدد من المدن في أنحاء العالم منها لندن وبرلين وباريس وإسطنبول وواشنطن للمطالبة بوقف إطلاق النار.

وقال وزير الخارجية الأردني أيمن الصفدي في مؤتمر صحفي مشترك مع بلينكن إن “هذه الحرب ستجلب المزيد من الألم للفلسطينيين والإسرائيليين وهذا سيدفعنا جميعا مرة أخرى إلى هاوية الكراهية والتجريد من الإنسانية لذا يجب أن تتوقف”.

وقال شهود فلسطينيون إن إسرائيل استهدفت صباح أمس مدرسة الفاخورة في جباليا حيث يقيم آلاف النازحين. وقال الجيش الإسرائيلي إن نتائج التحقيق الأولي تشير إلى أن قواته لم تكن تستهدف المدرسة “لكن الانفجار ربما كان نتيجة نيران أطلقها الجيش صوب هدف آخر”، مضيفا أن الواقعة “قيد المراجعة”.

وبدا وزراء الخارجية العرب مترددين في الإدلاء بتعليقات شاملة حول مستقبل غزة قائلين إن التركيز يجب أن يظل على وقف الحرب وإنه من غير الممكن معرفة كيف سيبدو القطاع بمجرد توقف القتال.

وقال وزير الخارجية المصري سامح شكري في نفس المؤتمر الصحفي “من السابق لأوانه الحديث الآن عن مستقبل غزة”، مضيفا أنه يجب التركيز الآن على المساعدات الإنسانية ووقف العمليات القتالية.

وأبدى بلينكن قلقه من تصاعد العنف في الضفة الغربية المحتلة ضد المدنيين الفلسطينيين. وقال “هذه كانت مشكلة خطيرة وتفاقمت منذ الصراع”، مضيفا أنه أثار هذه المسألة يوم الجمعة في اجتماعاته مع المسؤولين الإسرائيليين.

وقال “يجب محاسبة الجناة”. ومن المقرر أن يصل إلى أنقرة اليوم الأحد ويعقد اجتماعات مع كبار المسؤولين الأتراك في اليوم التالي.

وأصبح هذا العام بالفعل هو الأكثر دموية بالنسبة لسكان الضفة الغربية منذ 15 عاما على الأقل حيث سقط نحو 200 فلسطيني و26 إسرائيليا قتلى وفقا لبيانات الأمم المتحدة. وقُتل 121 فلسطينيا آخرين في الضفة الغربية منذ هجمات حماس على جنوب إسرائيل في السابع من أكتوبر.

وتظهر أرقام الأمم المتحدة أن الهجمات اليومية التي يشنها المستوطنون الإسرائيليون على الفلسطينيين تضاعفت لكن معظم الوفيات وقعت خلال اشتباكات مع القوات الإسرائيلية. وزعم الجيش الإسرائيلي إنه يحاول وقف العنف وحماية المدنيين الفلسطينيين.

وأجج العنف المتفاقم في الضفة الغربية المخاوف من أن تصبح الأراضي الفلسطينية المضطربة جبهة ثالثة في حرب أوسع نطاقا بالإضافة إلى الحدود الشمالية لإسرائيل حيث تصاعدت الاشتباكات مع قوات حزب الله اللبناني.

وقال المبعوث الأميركي الخاص ديفيد ساترفيلد في أثناء وجوده في عمان أمس السبت إن ما بين 800 ألف ومليون شخص اتجهوا بالفعل إلى جنوب قطاع غزة، بينما يظل ما بين 350 و400 ألف في مدينة غزة وضواحيها بشمال القطاع.

وأمرت إسرائيل الشهر الماضي جميع المدنيين بمغادرة الجزء الشمالي من قطاع غزة، بما في ذلك مدينة غزة، والتوجه إلى جنوب القطاع.

وأعلن الجيش الإسرائيلي السماح للفلسطينيين باستخدام الطريق الرئيسي بقطاع غزة، طريق صلاح الدين، لمدة ثلاث ساعات بعد ظهر أمس السبت. وكتب في منشور على وسائل التواصل الاجتماعي باللغة العربية “إذا كنتم تهتمون بأنفسكم وبأحبائكم، فاتجهوا جنوبا وفقا لتعليماتنا”.

وذكر عدد من السكان لرويترز أنهم خائفون للغاية من المرور عبر هذا الطريق. ونشر كثيرون تحذيرات على وسائل التواصل الاجتماعي من أن الدبابات الإسرائيلية متمركزة على الطريق.

وقال مسؤولون إسرائيليون لمراسل شبكة سي.إن.إن المرافق للقوات الإسرائيلية التي توغلت حوالي كيلومتر واحد داخل قطاع غزة إنهم يطوقون مدينة غزة في الجزء الشمالي من القطاع المكتظ بالسكان ويعزلونه عن الجزء الجنوبي.

وذكرت سي.إن.إن، أن القتال كان “عنيفا” بالقرب من موقع إسرائيلي على مشارف مدينة غزة وقالت إن الجنود الإسرائيليين يخوضون قتالا مع مقاتلي حماس على بعد مئات الأمتار إلى الشمال والجنوب. وأمكن سماع دوي إطلاق نار كثيف في خلفية اللقطات التي تم تصويرها عند الموقع.

وقال جندي إسرائيلي للشبكة الإخبارية الأميركية “جيش الدفاع الإسرائيلي سيكون هنا مهما استغرق الأمر، أسابيع أو أشهر أو سنوات إلى أن يتأكد من أن إسرائيل باتت آمنة… إذا تطلب الأمر الدخول من منزل إلى منزل في غزة فهذا بالضبط ما سيحدث”.

وقالت شبكة سي.إن.إن، إن القوات الإسرائيلية تواجه كمائن من أنفاق تحت الأرض مضيفة أن 29 جنديا قتلوا منذ أن بدأت إسرائيل هجومها البري. ونقلت عن جنود إسرائيليين قولهم إنهم يحاولون تأمين ممر إنساني لمساعدة المدنيين على الفرار من القتال.

الاخبار العاجلة