هدنة شيء جيد ولكن المطلوب وقف نار

21 ديسمبر 2023آخر تحديث :
باسم برهوم احتمالات ممكنة

صدى الإعلام _الكاتب: باسم برهوم – يكثر الحديث وتكثر التسريبات عن اقتراب هدنة مؤقتة قد تمتد لأسبوع أو اثنين، وخلاله يتم تنفيذ صفقة لتبادل الأسرى الفلسطينيين والمحتجزين لدى حماس والجهاد الإسلامي وربما غيرهما. الهدنة من دون شك شيء جيد وقد تعطي للمواطنين الفلسطينيين في قطاع غزة فرصة لالتقاط الأنفاس والشعور بالهدوء وتفقد بعضهم البعض والتفكير بما آلت إليه أمورهم وأحوالهم، ولكن ما يريده الغزيون وكل الشعب الفلسطيني، وكل إنسان يعتز بإنسانيته في العالم هو وقف الحرب تماما وبشكل نهائي، لأن لا صفة لهذه الحرب سوى أنها ماكينة لفرم البشر والممتلكات وكل أشكال الحياة. واليوم وبعد 75 يوما من حرب الإبادة الجماعية، وآلة الحرب الإسرائيلية تفتك بشعبنا الفلسطيني في غزة والضفة وتركت حتى الآن ما يقارب من 80 ألف شهيد وجريح ودمار يقول الخبراء إنه غير مسبوق منذ الحرب العالمية الثانية، وربما إذا أخذناه بنسبة وتناسب مع مساحة قطاع غزة، فإنه أكثر هولا من أي حرب أخرى.

والمشكلة أن الدول الكبرى، وتحديدا الولايات المتحدة الأميركية، لا تعمل بما يكفي لوقف حرب الإبادة، وأن أقصى ما تتحدث به هو تخفيف درجة القتل الجماعي ونمط العدوان وليس وقفه أو إنهاءه، وأن كل ما نسمعه هو أن الحرب قد تستمر لأسابيع وليس لشهور، وهذا الحديث بدأنا نسمعه منذ أكثر من شهر، ولا ندري من أية لحظة سيبدأ العد للأسابيع المشار إليها، إما أن الأمر متروك لإسرائيل فعلا لتقرر هي موعدا لإنهاء حربها الإجرامية. شعبنا الفلسطيني يئنّ تحت وطأة آلة القتل والدمار ويصرخ كفى لحرب الإبادة، وليس صحيحا أن نردد مقولات مثل هذا “قدرنا” أو هذا “ما أراده الله لنا”، هناك عدوان لا علاقة لله سبحانه وتعالى به، هذا العدوان ليس قدرا إلهيا، إنه من فعل البشر، من فعل المجرم نتنياهو ومن يدعمه، وهم من يجب أن يوقفوا عدوانهم على الشعب الفلسطيني، هناك مسؤول واحد عن هذه الجرائم هو نتنياهو وحكومته اليمينية المتطرفة والفاشية، ولا يمكن أن نحمل الله سبحانه وتعالى المسؤولية التي تتحملها إسرائيل وداعموها. هناك إجماع دولي شبه كامل يدعم فكرة وقف الحرب، في الجمعية العامة لهيئة الأمم المتحدة فقد صوتت 153 دولة لصالح وقف الحرب مقابل عشر دول ضد، وبعض الممتنعين، وأهمية الأرقام أنها تقول: كفى للحرب.. فلماذا تستمر إذن؟ المسألة الأخرى هي صفقة التبادل، وبعد كل هذه التضحيات الجسام، من حقنا أن نسأل: هل ستكون كالصفقة الأولى وأن إسرائيل هي من تقرر من يفرج عنهم أم ماذا؟ نحن نعلم أن إسرائيل اعتقلت منذ السابع من تشرين الأول/ أكتوبر أكثر من 4500 مواطن في الضفة، وأكثر من ألف في قطاع غزة، ما مصير هؤلاء؟ هل ستشملهم الصفقة؟ بالتأكيد هناك رغبة بأن يُفرج عن كل أسرانا بالرغم من فداحة الخسارة، في الأرواح والجرحى والدمار، ولكن هل هذا ممكن أم أننا سنشاهد سيناريو مشابها لما جرى في الهدنة الأولى بالرغم من أن كل أسير يحرر هو مكسب لعائلته وأهله ولشعبنا الفلسطيني؟ المهم الآن أن تكلل الاتصالات بهدنة وإفراج عن أسرى، وأن تستغل الهدنة من أجل إيجاد تسوية تخرجنا من دائرة القتل والحرب المجنونة، المنفلتة، خصوصا أن واشنطن تحاول ضبط إيقاع كل شيء في المنطقة والعالم لمصلحة أن تكمل إسرائيل حربها وتحاول تحقيق أهدافها. المهم ألا يعتقد البعض أن له مصلحة باستمرار الحرب على حساب الدم الفلسطيني، سواء كان من ظهرانينا أو في الإقليم والعالم.

الشعب الفلسطيني يريد وقف الحرب،لأن استمرارها سيعني قتل الآلاف من المواطنين في غزة والضفة، كما شبح سيناريو التهجير سيبقى قائما ما دامت الحرب مستمرة، نرحب بالهدنة المؤقتة ولكن نريد وقف الحرب فور

الاخبار العاجلة