نبض الحياة

2 يناير 2024آخر تحديث :
بايدن نتنياهو بدنا نعيش

صدى الإعلام _ الكاتب: عمر الغول – سموتريتش والتطهير العرقي في زمن الحرب يثرثر قادة العدو الإسرائيلي بتفوهات ديماغوجية، ولا ينفكون عن تمني النفس بتحقيق ما يخططون له من اهداف، او يحلمون لتحقيق نبوءاتهم التلمودية العنصرية عن قتل واستباحة دم الأطفال والنساء، وحتى بقر بطون الحوامل لقتل الاجنة، وإبادة الشعب الفلسطيني عن بكرة ابيهم، وإن لم يتمكنوا فعلى اقل تقدير تهجيرهم وطردهم بقوة السلاح من ديارهم ليبنوا دولتهم الكولونيالية على انقاض النكبة الجديدة للشعب الفلسطيني صاحب الأرض والتاريخ والموروث الحضاري والهوية الوطنية الراخدة والمتجذرة في الأرض الفلسطينية.

واستمراءً لسياسة النفي والتهجير القسري للفلسطينيين من محافظات غزة تناغم الثلاثي سموتيرش وبن غفير وزعيمهم نتنياهو خلال اليومين الماضيين بتصريحات حول ذات الهدف المعلن، فقال رئيس حكومة الحرب لن نسمح لسكان محافظات شمال غزة بالعودة لبيوتهم ومدنهم وبلداتهم، لدفعهم لاحقا نحو الحدود المصرية، وصرح بن غفير سنواصل الحرب حتى تهجير الفلسطينيين من قطاع غزة، ونعيد بناء المستوطنات في غزة، التي تم تفكيكها في عام 2005، وقال سموتريتش لن نسمح باستمرار وجود مليوني فلسطيني في القطاع، وشدد على ضرورة التصرف الصحيح على الصعيد الاستراتيجي بهدف تهجير قطاع غزة وإعادة الاستيطان فيه، وتابع قائلا انه إذا ظل هناك 100 او 200 الف عربي في غزة، فإن كل الحديث يدور حول اليوم التالي، أي الحل الأمني.

وجاء ذلك يوم الاحد الموافق 31 ديسمبر الماضي في مقابلة مع إذاعة الجيش الإسرائيلي. وادعى سموتريتش عن معارضته لمناقشة مستقبل قطاع غزة، او ما بات يعرف بالخطاب الإسرائيلي بـ”اليوم التالي”، معتبر ان ذلك قد يوحي بأن الحرب المتواصلة منذ 86 يوما على وشك الانتهاء.

وأضاف بغطرسة الصهيوني أن “سكان غزة يريدون مغادرتها”؟ وهو ما يؤكد انه لا يعرف تاريخ الشعب العربي الفلسطيني، ويكشف عن افلاس منطقه، وسقوطه المريع في ارادوية عنصرية، واسقاطات رغبوية مسكونة بالاساطير الدينية والأيديولوجية الصهيونية الرجعية.


الشعور بالزمن بين عامين لا معنى له في فلسطين


ولم يقتصر تصريح وزير المالية، الوزير المناوب في وزارة الحرب الإسرائيلية على محافظات غزة، بل اعلن بشكل صريح وفاقع عن تهجير المواطنيين الفلسطينيين من الضفة الغربية، عندما ادعى بعنجهية وغطرسة فاشية، بأن طولكرم وجنين هما “عاصمتي الإرهاب”، ودعا الى بناء المزيد من المستعمرات في الضفة، وتعزيز السيطرة على كل الأرض الفلسطينية، كخطوة متقدمة لفرض التهجير والتطهير العرقي من المدن الفلسطينية، باعتبار ان ما يطلقون عليها “يهودا والسامرة” هي “ارض الميعاد”، وافاض في حديثه الاستعماري الاجلائي الاحلالي، علينا ان نتواصل مع دول العالم لاستقبال المهجرين قسريا او طوعيا من الفلسطينيين.

وكان سبقه داني دنون وغيره من قادة الحكومة الإسرائيلية حول ذات الموضوع، وجمعيهم اعلنوا عن مواقفهم دون رتوش او مساحيق او تزوييق لتحقيق هدف التهجير القسري للفلسطينيين من وطنهم الام فلسطين، وعلى مرآى ومسمع من العالم، الذي يقف في غالبيته العظمى ضد خيار دولة التطهير العرقي الإسرائيلي، والذي تمثل بتصويت 172 دولة لصالح حق تقرير المصير للشعب الفلسطيني على ارض وطنه فلسطين، و154 دولة صوتت في الجمعية العامة لصالح وقف حرب الإبادة فورا على قطاع غزة خلال الأيام القليلة الماضية.

وهو ما يكشف ان العالم بمعظم دوله تقف الى جانب الحق الفلسطيني في ارض دولته الوطنية المستقلة، ورفض التهجير القسري، ورفض خيار الدولة الإسرائيلية اللقيطة، ولكن من حال ويحول دون تحقيق الإرادة الدولية وهدف إيقاف الحرب وحرمان الشعب الفلسطيني من حق تقرير المصير على ارض فلسطين المحتلة، هي الولايات المتحدة الأميركية، وكان آخر تصريح لوزير خارجية الإدارة بلينكن اول امس، عندما اعلن بعد لقائه مع نتنياهو عن دعم خيار مواصلة عمليات حرب الأرض المحروقة الجهنمية على أبناء محافظات الجنوب.

الامر الذي يتطلب من الأقطاب الدولية والعالم اجمع ايقاف الإدارة الأميركية عن استباحة القانون الدولي والقانون الإنساني الدولي من خلال تجميد عضوية الولايات المتحدة في هيئة الأمم المتحدة، وفرض العقوبات الدولية عليها وعلى اداتها الوظيفية إسرائيل.

كما على الاشقاء العرب رفع سقف مواقفهم القومية لحماية اشقائهم الفلسطينيين من فرض نكبة التهجير الثانية عليهم، ومنع التهجير القسري الصهيو أميركي، وفي المقابل على الشعب العربي الفلسطيني وقيادته الشرعية السعي الحثيث لتكريس الوحدة الوطنية، وقطع الطريق على الأعداء كافة، وتعزيز عوامل الصمود لمواجهة التحديات جميعها.

وللحديث بقية. 

الاخبار العاجلة