حدود قوة الموقف العربي

18 فبراير 2024آخر تحديث :
بايدن نتنياهو بدنا نعيش

صدى الإعلام _ الكاتب: عمر الغول – في الآونة الأخيرة تسارعت اللقاءات والمشاورات العربية العربية على اكثر من مستوى وصعيد، وتم بلورة ورقة عربية أساسها الورقة السعودية، وتضمنت موقفا موحدا أساسه العناوين التالية: بعد التواصل بين القيادة الفلسطينية وكل من السعودية ومصر والأردن وقطر والامارات ودول عربية أخرى من اجل دعم الموقف الفلسطيني بقيادة منظمة التحرير وصياغة خطة سلام شاملة يتم طرحها على الإدارة الأميركية والاقطاب الدولية ذات الصلة؛ والعمل على وقف حرب الإبادة الجماعية والانسحاب من قطاع غزة، وضمان دخول المساعدات الإنسانية كافة، ومنع التهجير القسري، وعودة النازحين لمدنهم وأماكن سكناهم، ووقف الاعتداءات من قبل جيش العدو وقطعان المستعمرين في الضفة عموما والقدس العاصمة خصوصا؛ يتم العمل مباشرة على الحل السياسي/ خطة السلام الشاملة بحصول دولة فلسطين على عضويتها الكاملة في الأمم المتحدة بقرار من مجلس الامن الدولي واعتراف دول أوروبا وغيرها بدولة فلسطين؛ دعم وتمكين عربي ودولي لحكومة كفاءات فلسطينية جديدة تقوم بإصلاحات وتوحيد هياكل المؤسسات في كل من الضفة وغزة، وتمارس مهامها وفق مبدأ السلطة الواحدة والقانون الواحد والسلاح الشرعي الواحد. يكلفها الرئيس محمود عباس عندما تتوفر البيئة السياسية والأمنية والاقتصادية المؤاتية لاستلام مهامها في عموم أراضي الدولة الفلسطينية المحتلة عام 1967؛ الذهاب لمؤتمر دولي للسلام لإقرار خطة سلام شاملة تنهي الاحتلال الإسرائيلي لأرض دولة فلسطين بعاصمتها القدس الشرقية، وانهاء جميع قضايا الوضع النهائي والدائم (الحدود والامن والاستيطان والقدس واللاجئين والمياه) وإطلاق سراح جميع اسرى الحرية الفلسطينيين في سجون الاستعمار الإسرائيلي، وتقديم ضمانات دولية وجدول زمني محدد للتنفيذ؛ تمكين دولة فلسطين ودعم برامج التنمية وإنعاش الاقتصاد في فلسطين وبرامج إعادة الإعمار في غزة.

هذه الخطة العربية وفق المصادر الفلسطينية العليمة المتبناة من الاشقاء العرب بالتوافق مع قيادة الشعب الفلسطيني تحتاج الى ميكانيزمات واليات عمل فلسطينية عربية مشتركة لبلوغ محدداتها، لانه لا يكفي الحديث هنا عن تقديمها وعرضها على الإدارة الأميركية وعلى الاتحاد الأوروبي وروسيا والصين واليابان وغيرها من الدول ذات الصلة، انما تحتاج الى توفر أوراق القوة العربية الى جانبها، كي تأخذها الدول المختلفة وخاصة الولايات المتحدة صاحبة القول الفصل في وقف حرب الإبادة الجماعية، ودون التزام واضح من قبل واشنطن بمرتكزات الورقة العربية فعليا، وعدم العمل على التسويف والمماطلة، والعبث باولوياتها يصبح الحديث عن الورقة وقوة إقرارها مجرد مشروع يمكن طيه أسوة بالعديد من المشاريع والخطط العربية السابقة بما فيها مبادرة السلام العربية.

 

وما لم يستخدم الأشقاء العرب الأسلحة المتوفرة بيدهم، والعلاقات السياسية والدبلوماسية والاقتصادية والتجارية والاقتصادية والأمنية عموما لا يمكن حسبما اعتقد وجود آذان صاغية في أوساط إدارة بايدن، وحدث ولا حرج عن حكومة نتنياهو التي تُصر على مواصلة الحرب الى ما لا نهاية، وحتى تحقق حسب تصريح رئيس حكومة حرب الإبادة الجماعية أهدافها العبثية امس السبت، التي تذهب بعيدا في غيها وخروجها على القانون الدولي والقانون الإنساني الدولي، وتحاول كسب الوقت، واستغلال الشهور المتبقية من حملة انتخابات الرئاسة الأميركية للهروب للامام، والالتفاف على مواقف الإدارة الأميركية، والانفكاك من ضغوطها النسبية والضعيفة. وبالتالي يصبح الحديث عن خطة السلام العربية غير ذي شأن.

ولهذا فإن قيمة واهمية وثقل المشروع العربي الجديد والمقبول والمدعوم من قبل الكل الفلسطيني يكمن في استخدام أوراق القوة العربية، وأيضا الاستفادة من احكام وتدابير محكمة العدل الدولية والمناخ الدولي الملائم والمؤيد عموما لضرورة وقف حرب الإبادة الجماعية في قطاع غزة والضفة عموما بما فيها القدس العاصمة، وكذلك ضغط كل من الصين وروسيا الاتحادية ودول الاتحاد الأوروبي التي حدث تحول نسبي في مواقفها بعد ضغط الرأي العام في دولها وفي مراكز القرار داخل الهيئات القيادية في الاتحاد الأوروبي.

اذا هناك فرصة واقعية نسبيا لاحداث نقلة إيجابية إذا ما احسن الاشقاء العرب في استخدام الاليات والميكانيزمات المؤثرة لتمرير خطتها للسلام، وهذا يستدعي التحرك الفوري دون تأجيل او انتظار.

الاخبار العاجلة