أن يكون قريباً من الضمير الوطني وليس مع إيران

7 أغسطس 2024آخر تحديث :
موفق مطر

صدى الإعلام – الكاتب: موفق مطر –  يحيى السنوار لن يقبل رئيسا لحماس ما لم يكن متقاربا مع إيران! هذا مضمون وفحوى خبر نشرته وكالات أنباء وفضائيات نقلا عن مصادر موثوقة كما ذكرت الوسائل الاعلامية، وهنا لا نرغب في طرح اسئلة حول سرعة استقاء موقف حماس في قطاع غزة، بعد اغتيال رئيس المكتب السياسي لحماس اسماعيل هنية في طهران (العاصمة الايرانية) قبل حوالي اسبوع، ولا حول كيفية تمكن مجلس شورى حماس من الاجتماع أو التشاور من بعيد عبر تكنولوجيا الاتصال، لأن الأمر يتعلق بما هو أعمق وأبعد، فهذا الموقف المنقول عن السنوار يؤكد الغياب الغطير للبصيرة والعقلانية الوطنية لدى المتنفذين لدى حماس، ودليل قاطع على أن أجندة الدول والقوى الاقليمية كانت وستبقى الناظم لسياسة الممسكين بقوة السلاح بمصير حماس، وبمصير اكثر من مليوني فلسطيني في قطاع غزة، باتوا اسرى عقلية متجردة من، والانتماء الوطني، نكتب هذا ونحن على يقين أننا نحتاج الى معجزة – وقد لا تحدث ابداً – للاقتناع بانتقال حماس من الخندق المتقدم لحروب إيران وغيرها، والتموضع في المكان الصحيح، في الجغرافيا السياسية والتاريخية والحاضرة والمستقبلية للشعب الفلسطيني، هنا حيث لا أولوية تتقدم على المصالح العليا لهذا الشعب، وحيث ينظم العقل الوطني، منهج حركة التحرر الوطنية الفلسطينية وبرنامجها السياسي، وحيث تستخلص العبر، وحيث يمضي القادة الوطنيون بحكمة وصبر وإخلاص في العمل وشجاعة وصلابة التمسك بالثوابت الوطنية الفلسطينية، فالأسلحة التقليدية والتكتيكية والاستراتيجية كافة، لا قدرة لها على تدمير ايمان شعبنا بحقه التاريخي والطبيعي، أما الغاء وجوده فمستحيل حتما، ونعتقد ان (المشروع الاستعماري الصهيوني) باتوا على قناعة بهذه الحقيقة، واتجهوا فعلا – بدافع تخوف وتشاؤم شديدين على وجودهم – للحفاظ على تماسك قواعد وركائز مشروعهم الاستعماري العنصري، فاستغلوا عقلية السنوار غير العابئ وبطوفان الدمار في قطاع غزة لرفع وتيرة وفظاعة جرائمهم ومجازرهم، وأحدثها حملة الابادة الجماعية الدموية على الشعب الفلسطيني كافة، وذروتها في قطاع غزة، حيث يتأكد العالم يوما بعد يوم، احتدام خطر همجية الصهيونية الدينية والسياسية على السلام في الأرض المقدسة ( فلسطين)، والمنطقة الحضارية في الشرق الأوسط، وهذا ما يجب على قادة حماس ادراكه، لأن من شأن ابقاء حماس كمستخدم في ( محور ) لا تعنيه فلسطين، ولا تعنيه القدس، ولا تعنيه حرية الشعب الفلسطيني والأسرى، ومن يتابع تصريحاتهم وخطاباتهم يعلم تماما سياستهم، التي لا تتجاوز حدود مصالحهم، ومصالح الجماعات الفلسطينية المرتبطة معهم، فنحن لم نسمع منهم سوى :” يجب ان تنتصر حماس، ويجب ان تنتصر غزة ” !!! ولم ينطقوا ولو لمرة واحدة بمبدأ الانتصار لحركة التحرر الوطنية الفلسطينية، ومنظمة التحرير الفلسطينية الممثل الشرعي والوحيد للشعب الفلسطيني، ولدولة فلسطين وعاصمتها القدس المحتلة، ولم يقولوا يجب ان تنتصر فلسطين التاريخية والطبيعية ! وكأنهم لا يدركون أن الانتصار الحقيقي لأكثر من مليوني مواطن فلسطيني في غزة، هو بالعمل الجاد لإيقاف حملة الابادة الجماعية الصهيونية، ومنح شعبنا جرعة أمل بالحياة، وكذلك مساندة في المحافل الدولية لتحقيق هذا الهدف، وإفشال مؤامرة التهجير القسري من غزة والضفة الغربية بما فيها القدس .. وليس أمام اصحاب القرار في حماس ورئيسها الجديد، إلا الاقتراب الى نقطة الصفر من الضمير الشعبي، والتسلح بعقل وطني، وبسياسة واقعية، أما عكس ذلك، فإن النتيجة ستكون توسع دائرة الكارثة والإبادة الجماعية.


اقرأ|ي أيضاً| واشنطن بوست: إيران تدرس تخفيف ردها على إسرائيل

الاخبار العاجلة