ترامب يستبعد الخارجية الامريكية من مساعي عملية السلام

13 مارس 2017آخر تحديث :
ترامب يستبعد الخارجية الامريكية من مساعي عملية السلام

رام الله-صدى الإعلام-13-03-2017-تقول مصادر مطلعة أن وزارة الخارجية الأميركية فوجئت يوم الخميس الماضي حين أعلن البيت الأبيض في إطار جدوله لليوم التالي، الجمعة 10 آذار 2017، أن الرئيس دونالد ترامب رتب وقتاً لمكالمة هاتفية مع الرئيس محمود عباس، وأن قرار الرئيس ترامب بالاتصال مع الرئيس عباس لم يتم تنسيقه مع وزير الخارجية ريكس تيلرسون أو قسم شؤون السلام في الخارجية الأميركية الذي يرأسه حالياً مبعوث الرئيس للأزمة السورية مايكل راتني.

وأكدت الوزارة، أن راتني تسلم ملف سلام الشرق الأوسط الذي كان يقوده فرانك لوينستين، مساعد وزير الخارجية جون كيري السابق، رغم أن راتني يتحمل ثقل مسؤولية الأزمة السورية منذ صيف 2015.

يشار إلى الناطق الرسمي المناوب مارك تونر رد على سؤال لصحيفة”القدس” الأسبوع الماضي بشأن أي خطط للقاء مسؤوليين فلسطينيين وما إذا كان وزير الخارجية تيلرسون قام بالاتصال شخصياً مع الرئيس الفلسطيني محمود عباس أو الفريق الفلسطيني المفاوض، خاصة في ضوء انعقاد العديد من الاجتماعات مع مسؤولين إسرائيليين أكد تونر “إن ذلك لم يحدث” مؤكداً أن ليس لديه معرفة بأي خطط في المدى القريب لعقد اجتماعات مع الجانب الفلسطيني أو لأي مكالمات هاتفية محتملة من قبل الوزير مع الفلسطينيين.

ووصل جيسون غرينبلات، وهو مبعوث الرئيس الأميركي دونالد ترامب الخاص لعملية السلام الإسرائيلية-الفلسطينية، إلى تل أبيب الاثنين، حيث من المتوقع أن يتابع لقاء ترامب ورئيس وزراء إسرائيل بنيامين نتياهو في البيت الأبيض يوم 15 شباط الماضي، ومكالمة ترامب الهاتفية مع الرئيس الفلسطينية محمود عباس يوم الجمعة، حيث يلتقي كل من الرئيس عباس ونتنياهو وذلك في “إطار إطلاق محاولة التوسط في محادثات سلام جديدة بعد سنوات من الجمود بين الجانبين” بحسب مصدر مطلع.

يشار إلى ان غرينبلات، وهو محام ومستشار قانوني للرئيس الأميركي دونالد ترامب ويعتبر نفسه “يهودي متدين”، هو مقرب جداً من جاريد كوشنر، صهر الرئيس ترامب الذي تسلم ملف الشرق الأوسط بشكل كامل، ويتجاوز وزير الخارجية تيليرسون في العديد من الشؤون الخارجية.

ويكثر الحديث في واشنطن عن “تغييب وزير الخارجية ريكس تيلرسون عن قضايا السياسة الخارجية ” في إطار تلاشيه (تيليرسون) عن الأضواء منذ تسلمه موقعه يوم 2 شباط الماضي.

يشار إلى أن وزير الخارجية الأميركي السابق هنري كيسنجر قال في لقاء صحفي بعد لقائه تيليرسون في غداء خاص في مكتب وزير الخارجية إن “النزعة الطبيعية لدى تسلم مثل هذا المنصب هي زيادة نسبة ظهورك وإثبات وجودك وقيادتك للوزارة”، ولكن تيلرسون يريد أولاً أن يدرس متطلبات منصبه جيداً.

 ومنذ استلام الرئيس ترامب مقاليد الرئاسة يوم 20 كانون الثاني الماضي غالباً ما تصدر التصريحات الخاصة بالسياسة الخارجية أولاً على موقع تويتر للتواصل الاجتماعي (من قبل ترامب) “حيث ما يزال مستشارو البيت الأبيض يتدافعون من أجل الهيمنة على زمام الأمور، وقد يوصف النهج الذي يتبعه تيلرسون بأنه رائع أو محير أو دليل على العجز” بحسب قول ديفيد سانجر في تقرير كتبه في صحيفة نيويورك تايمز الاثنين.

ويقول سانجر “لقد أهدر تيلرسون كافة الفرص التي أُتيحت له لتوضيح وجهات نظره أو لإعطاء توجيهات إلى الدبلوماسيين الأميركيين في الخارج، واكتفى بإصدار بيانات مقتضبة ومُعدّة سابقاً وامتنع عن تلقي أسئلة الصحافيين ولم يصدر أي احتجاج علني عندما اقترح البيت الأبيض خفض ميزانية وزارة الخارجية بنسبة 37% دون التشاور معه أولا”ً.

وينسب سانجر لمسؤوليين في وزارة الخارجية قولهم ” إن تيلرسون عانى بصمت عندما هاتفه الرئيس ترامب للإعلان عن رفضه للشخص الذي اختاره تيلرسون كنائب له (إليوت آبرامز) كما تغيب عن اجتماعات البيت الأبيض مع أبرز زعماء العالم، وعندما أصدرت وزارة الخارجية تقريرها السنوي عن حقوق الإنسان _وهو حدث هام تؤكد فيه الولايات المتحدة على تصديها للقمع في جميع أنحاء العالم، لم يكن تيلرسون ضمن الحضور“.

ويقول المدافعون عن تيلرسون إنه حقق الكثير من الإنجازات من وراء الستار، ومن بينها الإعداد للزيارة الأولى لوزير خارجية المملكة العربية السعودية إلى العراق منذ ما يربو على ربع قرن من الزمان _ فيما تُعتبر المناورة الأولى له في الشرق الأوسط منذ توليه مهام منصبه.

يشار إلى أن البيت الأبيض لم يخبر وزارة الخارجية الأميركية ولا وزير الخارجية تيليرسون عن زيارة وزير الخارجية المكسيكي لويس فيداغاري التي قام بها يوم الخميس الماضي، 9 آذار 2017 حيث أقر الناطق باسم الخارجية تونر في إطار مؤتمر صحفي هاتفي أنه ليس على معرفة بزيارة فيداغري الذي توجه إلى البيت الأبيض مباشرة والتقى ترامب وكوشنر.

الاخبار العاجلة