شهادة أم أسير: الزيارة رحلة عذاب

30 أبريل 2017آخر تحديث :
شهادة أم أسير: الزيارة رحلة عذاب

رام الله-صدى الاعلام-30-4-2017-ليلة زيارة ابنها الأسير لا تذق أم ضياء الأغا طعم النوم وهي تفكر بتلك اللحظات التي تنظرها على “أحر من الجمر”.

لكن فرحة أم ضياء (65 عاما) قتلتها قوات الاحتلال الإسرائيلي قبل عام عندما حرمتها من مشاهدة ولدها أو سماع صوته في تلك الزيارة التي وصفتها بـ”رحلة العذاب والإذلال” لأهالي الأسرى.

“أنا محرومة منذ 11-6-2016 من زيارة ولدي… رغم أنني الوحيدة التي كان يسمح لي بزيارته من باقي أفراد الأسرة بحجج أمنية كاذبة”، قالت الحاجة أم ضياء لـ”وفا”.

وبعد أن أتمت الصلاة والدعاء لولدها في خيمة الاعتصام في “ساحة السرايا” وسط مدينة غزة، أضافت أم ضياء: “والده توفي وهو في السجن وجميع اخوته وأخواته ممنوعون من زيارته”.

ضياء المحكوم بالمؤبد ويلقب بعميد الأسرى الغزيين في سجون الاحتلال وهو معتقل منذ 10-10-1992، يخوض اضرابا برفقة أكثر من 1600 أسير لليوم الرابع عشر على التوالي مطالبين بتحسين ظروفهم الاعتقالية.

قلق وخوف ليلة الزيارة

وعن تفاصيل ومشاق الزيارة التي كانت تقوم بها، أشارت أم ضياء الى أن مندوبا من “اللجنة الدولية للصليب الأحمر” يتصل بهم قبل موعد الزيارة بشهر لتسجيل أسمائهم للزيارة، وهنا تقول: تبدأ عملية القلق والانتظار خوفا من رفضنا من قبل قوات الاحتلال الإسرائيلي.

تنتظر أم ضياء الزيارة بالدقائق والساعات وليس بالأيام، وعشية الزيارة لا تعرف النوم من شدة الفرحة المخلوطة بالقلق والخوف.

وتابعت أم ضياء وهي تجلس مع مجموعة من أمهات الأسرى، “يوم الزيارة استيقظ قبل صلاة الفجر وأجهز نفسي وبعد الصلاة والدعاء بتسهيل الأمور أغادر منزلنا في منطقة السطر الغربي بخان يونس الى حافلة “الصليب” المخصصة لنقل أهالي أسرى جنوب ووسط قطاع غزة”.

“من هنا تبدأ رحلة العذاب” تقول أم ضياء “بعدها تتجه الحافلة صوب مقر الصليب في مدينة غزة حيث تنتظر الحافلات المخصصة لنقل ذوي أسرة محافظتي غزة والشمال”.

وتحرم قوات الاحتلال الاخوة والاخوات والأبناء فوق 16 عاما من زيارة الأسرى التي تتم كل شهرين أو ثلاثة، ولا تسمح الا للوالدين فقط.

بعد ذلك تنطلق حافلات الأسرى متجهة الى معبر بيت حانون شمال القطاع، حيث ساعات الانتظار والتفتيش المهين والمذل، كما تقول أم ضياء.

تفتيش مهين على معبر بيت حانون

بعد خمس ساعات أو أكثر من الانتظار تبدأ قوات الاحتلال بإدخال أهالي الأسرى الى التفتيش، وذلك حسب “مزاج” جنود الاحتلال على بوابة المعبر.

وأكدت أم ضياء، أنه يتم ادخال الأهالي الى جهاز زجاجي للفحص في ظروف مهينة، خاصة أن جميع الزائرين هم من كبار السن والأطفال، مشيرة الى أنه يطلب منهم رفع اليدين الى أعلى وفتح الساقين وأن الجهاز يصدر اشعاعات تعرض الانسان للخطر.

ولا يكتفي الجنود بالفحص بواسطة الجهاز، بل يتبعه تفتيش يدوي مهين، وكذلك لمستلزمات الأسرى.

استكمال رحلة العذاب أمام المعتقلات

بعد انتهاء عمليات التفتيش، تقول أم ضياء: “تنطلق الحافلات صوب السجون التي يقبع بها أهالي القطاع المشمولين بالزيارة، ويحط بيّ الرحال أمام بوابة نفحة الصحراوي”، حيث تستكمل هناك رحلة العذاب والاذلال لذوي الأسرى.

تتابع ام ضياء: أمام البوابة تطلب شرطة السجن من الأهالي النزول من الحافلات والوقوف في طابور والانتظار لحين فتح البوابة ومن ثم السير للعدد، تأخذ إدارة السجن مستلزمات وأغراض الأسرى لتفتيشها وارجاع الكثير منها لأسباب تافهة.

بعد ذلك حسب أم ضياء، يتم تسليم “الهويات” والانتظار لمناداة الأسماء، واصفة لحظة الزيارة بالصعبة للغاية، لأنها لا تستطيع معانقة أو حتى لمس جسد نجلها الذي خطفته قوات الاحتلال من بين أحضانها بعمر الستة عشر عاما.

“يفصل بيننا نافذة زجاجية ونتحدث بواسطة هاتف لمدة خمس وأربعين دقيقة فقط، نتبادل خلالها الحديث للاطمئنان على بعض، وأنقل له سلامات أخوته وأخواته والأقارب والجيران والأصدقاء وأخبار الحارة، وفي النهاية استفسر عن ما يجب احضاره له في الزيارة القادمة، وبعد انتهاء الزيارة نغادر على أمل العودة في المرة المقبلة، ونصل منازلنا وقد شارفت شمس ذلك اليوم على المغيب” أوضحت أم ضياء.

وتتابع أم ضياء بقلق من خيمة الاعتصام في “ساحة السرايا” أخبار ولدها الذي يقود اضراب أسرى قطاع غزة، مؤكدة أنها لا “تطبخ الطعام” في بيتها منذ بداية “معركة الأمعاء الخاوية” وتتناول فقط “ساندويتشات الفلافل” بضغط من أبنائها.

ويقبع في سجون الاحتلال حوالي 350 اسيرا غزيا منهم معتقل قبل اتفاق أوسلو ورفضت قوات الاحتلال الافراج عنهم.

المصدر:وكالة وفا

الاخبار العاجلة