خاص صدى الاعلام – النص الكامل لمقابلة نتنياهو مع وكالة ايتارتاس الروسية

8 يونيو 2016آخر تحديث :
خاص صدى الاعلام – النص الكامل لمقابلة نتنياهو مع وكالة ايتارتاس الروسية

نشرت وكالة ايتار تاس الروسية بتاريخ 7-6-2016 مقابلة تحدث فيها رئيس نتنياهو  مع النائب الأول للمدير التنفيذي لوكالة (ايتار تاس) الروسية (ميخائيل غوسمان) عن تأثير الثقافة الروسية على إٍسرائيل وعن آفاق تطوير العلاقات الروسية الإسرائيلية.

سؤال: سيدي رئيس الوزراء نتنياهو؛ شكراً جزيلًاً لكم على إتاحة الفرصة لي للقاء بكم، ستتوجهون خلال بضع ساعات إلى موسكو للقاء القيادة الروسية والرئيس الروسي فلاديمير بوتين. وعلى ما أذكر أن هذه الزيارة الثانية لكم إلى روسيا خلال هذا العام، كيف تقيمون حواركم الشخصي مع الرئيس الروسي، وما هي توقعاتكم من هذه الزيارة ومن المحادثات الحالية مع الرئيس الروسي؟

نتنياهو: إنها علاقة قائمة على الاحترام المتبادل. ونحن الزعيمان نقف على رأس شعبين لديهما ماض مجيد وتطلعات، ونتعاون من أجل توفير مستقبل أفضل وأكثر أمناً لشعبينا. تأتي هذه الزيارة احتفالا بمرور العام الخامس والعشرين على إقامة العلاقات الدبلوماسية بين روسيا وإسرائيل.إنه تغيير كبير، أتذكر عندما كنت جندياً، أنه كان بيننا مواجهات، وحرب تقريباً، وأحياناً حدثت اشتباكات ومصادمات بين قواتنا عند قناة السويس خلال حرب الاستنزاف. أنظروا، أين نحن اليوم، الأمر مختلف جداً، اتذكر لقاء شامير وغروميكو، وبعدها أتيحت لي الفرصة للقاء بزعماء الاتحاد السوفييتي، وبقادة روسيا ومع الزعيم فلاديمير بوتين. وعلى مدى الخمسة والعشرين عاماً عززنا علاقاتنا، وروسيا دولة عالمية وإسرائيل دولة إقليمية، ونحن ندرك أن لدينا الكثير من المصالح المشتركة، ولدينا ما هو مشترك بيننا. لدينا مصالح وقاعدة ثقافية ضخمة-أكثر من مليون روسي إسرائيلي بثقافتهم الضخمة، الثقافة والمصالح والتعاون في مجال الأمن مهم جداً من أجل تجنب التهديدات المشتركة.العلاقات تتطور، ونحن نحترم بعضنا البعض، ونترأس شعبين لهما تاريخ غني، وفي نفس الوقت ننظر إلى طموحات المستقبل، ونتعاون بشأن المسائل المهمة، على سبيل المثال قضايا أمنية، والوضع في سوريا، وتنسيق إجراءات جيشنا. على سبيل المثال، ويتعزز أمام أعيننا التعاون الاقتصادي والزراعي والثقافي…. هذه الأشياء تبقى حقيقية.

وعلى مدى 25 عاما منذ لحظة إقامة العلاقات الدبلوماسية الثنائية، حدثت تغيرات ضخمة. إسرائيل وروسيا انشأتا جسرا ثقافيا، جسرا بشريا بين البلدين. لا تنسو أن أكثر من مليون مواطن إسرائيلي يتحدثون اللغة الروسية، ونحن نشأنا على الشعر الروسي، والثقافة الروسية، والأدب الروسي. أود أن أقول إنه يوجد علاقة بين الشعبين وتعاون وثيق ومتزايد بين البلدين. روسيا دولة عالمية وإسرائيل دولة إقليمية. ولدينا الكثير لنفعلة من أجل أن يصبح العالم أكثر أمناً وآمل أن يصبح أكثر ازدهاراً.

 

سؤال: سيدي رئيس الوزراء، لقد تحدثم عن 25 عاما لإقامة العلاقات الدبلوماسية بين روسيا وإسرائيل وسيتم الاحتفال بمناسبة هذه الذكرى في موسكو. هل اكتسبت الخبرة الكبيرة في العلم والتجارة والاقتصاد، وفي أي المجالات، هل هنالك تقدم وهل هنالك حاجة إلى المزيد من العمل من أجل تعزيز التقدم؟

 نتنياهو: لقد حققنا الكثير من النجاحات في جميع المجالات. وفي كل شيء وبدون أي استثناء. والتقدم قد يتم تحقيقة في جميع المجالات، وأعتقد أن إمكانية إدراك ذلك هو أن إسرائيل تعتبر دولة مبتكرة وتنكولوجية، وكان الدافع وراء الارتفاع غير المسبوق في هذا المجال هو بفضل إخواننا وجيراننا المهاجرين من دول الاتحاد السوفييتي السابق، بفضل الإسرائيليين الناطقين باللغة الروسية، والذين ينضمون بقوة وبطموح إلى الأواسط الأكاديمية وإلى مجال التكنولوجيا.

 لقد نجحوا في إنشاء شركات مبتدئة، وسخروا الإمكانيات للازدهار الاقتصادي والتكنولوجي في جميع المجالات، ومن وجهة نظري فإن حقيقة أنه لدينا في هذا المجال مثل هؤلاء الناس الناجحين والذين يتحدثون بالروسية ويتعاطفون بشكل كبير مع روسيا، أعتقد أن ذلك قد يؤدي إلى التعاون سواء على مستوى المنظمات أو على مستوى الدولة وأنا أرى قدرة أكبر للتنمية.

 سؤال: احتفلت روسيا وإسرائيل بيوم النصر على ألمانيا النازية قبل شهر، وأنا أعلم أن هذا العيد مهم في إسرائيل ومقدس، وهنا أيضاً حدثت مسيرة الفوج الخالد، وبالتحديد في نتانيا التي أقيم فيها نصب تذكاري للجيش الأحمر، ومع ذلك ليس سراً بالنسبة لكم أنه يوجود بعض القوى في العالم تحاول إعادة النظر في نتائج الحرب العالمية الثانية، كيف تنظرون شخصياً وكيف تنظر إسرائيل إلى مثل هذه المحاولات؟

 نتنياهو: نحن لن ننسى أبداً أن الجيش الأحمر حرر معسكر أوشفيتز، ونحن لن ننسى أن الانتصار على النازية تم تحقيقة بفضل تعزيزات الجبهتين: على الغرب-قوات التحالف برئاسة الولايات المتحدة وعلى الجبة الشرقية بفضل تضحيات كبيرة من الشعب الروسي والجيش الروسي وفي صفوفهم مئات الآلاف من اليهود الذين قاتلوا والكثير منهم لقو حتفهم في معارك بطولية.

نحن لن ننسى أبدا بأن الجيش الأحمر حرر معسكر أوشفيتز، ولن ننسى ذلك، والنصب التذكاري في نتانيا هو مجرد تعبير عن تقديرنا العميق الوطني والاعتراف بالدور التاريخي الذي لعبة الجيش الأحمر في تحطيم النازية. هذا كان تهديداً كبيراً للبشرية وليس أقل خطراً على وجود الشعب اليهودي. ولهذا السبب نحن كدولة يهودية وطنية نعبر بهذه الصورة عن علاقاتنا، وأنا فخور بأنني شاركت في وضح الأساس لهذا النصب التذكاري، وتحدث عن ذلك مع الرئيس الروسي فلاديمير بوتين خلال إحدى زياراتي إلى موسكو وأعتقد أن هذا نصب تذكاري تاريخي مهم.

 سؤال: خلال زيارتكم سيعقد يوم عمل رمزي، وبقدر ما أعرف سيتم نقل دبابة ماغاف التي شاركت في عام 1982 مع الجانب الإسرائيلي في الحرب والتي اغتنمتها سوريا، ولقد دعم ذلك الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، هذه أحداث تاريخية ورمزية، وهذه الدبابة التي كانت في متحف ستعود إلى إسرائيل. ماذا تعني هذه الأحداث بالنسبة لك شخصياً وكضابط سابق وكرئيس وزراء؟

 نتنياهو: أنظر أولاً وقبل كل شيء إلى أن هذه لفتة إنسانية من جانب الرئيس الروسي وذلك استجابة لطلبي على إرجاع الدبابه. لقد طلبت من الرئس الروسي إرجاع هذه الدبابة لأنه في المعركة في لبنان والتي أسميها معركة سلطان يعقوب قتل وفقد جنودنا. هذه ذكرى مادية ومعنوية من المعركة، وأنا في المقام الأول أفكر في أسر وأبناء المفقودين. ولا يوجد هناك مقابر للجنود الذين فقدوا، ولا يوجد لدى أقاربهم مكان يمكن الذهاب إليه، ليكون موجود على الأقل دبابة، على الرغم من أننا لم نتوقف عن محاولة إرجاع جنودنا المفقودين…. وفي أية حال هذه لفتة من الرئيس الروسي بوتين، الذي وافق على طلبي وطلب رئيس هيئة الأركان العامة، وهذا حدث تاريخ ومثير جداً ومؤثر وأنا حقاً أقدر ذلك.

 سؤال: تحدثتم عن دور الشارع الروسي في إٍسرائيل، وأن اللغة الروسية يمكن سماعها في كل زاوية وأنه من المستحيل عدم ملاحظة ذلك، ما هو تأثير الشارع الروسي الذين جاءوا من روسيا على الطريقة التقليدية؟ إسرائيل لديها أسلوب حياة تقليدية، تقاليدها، فما هو تأثير الشارع الروسي على إسرائيل؟

 نتنياهو: إنهم يعملون في جميع المجالات، في الجيش والسياسية والعلم وفي الصناعة والثقافة والموسيقى، وقبل كل شيء لدينا الكثيرين من عازفي الكمان، وأعتقد أنهم وبفضلهم أثروا على المجتمع الإسرائيلي إلى درجة أنه وصل إلى مستوى جديد، وأقول إنه يوجد لدى الأشخاص الروس درجة عالية من التطور والثقافة ويركزون على تحقيق النتائج الممازة، وهذا لا شك يجعل إسرائيل أفضل، إنهم يؤثرون وما زالوا يؤثرون.

 سؤال: هنا الأرض المقدسة وعلى أراضي إسرائيل يوجد العديد من الأماكن المقدسة الأرثوذكسية، وينطوي على إٍسرائيل الحفاظ على هذه المقدسات سواء أرثوذكسية أو وغيرها من الطوائف. ماذا تفعل حكومتكم وأنتم شخصياً من اجل الحفاظ على الأماكن والمواقع التاريخة؟

 نتنياهو: إسرائيل هي الدولة الوحيدة في الشرق الأوسط التي تحمي فيها جميع الأديان. مقدساتهم محمية وتكفل إسرائيل لهم حرية الدين، ونحن نقدم الحماية، انظروا ماذا يحدث حولنا: يذبحون المسيحيين واليزيديين والمسلمين ويدمرون المعالم الثقافية والكنوز مثل تدمر ولكن لا يحدث ذلك في إٍسرائيل يحدث على الرغم من أن كل الاضطرابات حولها. إسرائيل قوية وتحترم جميع الأديان وبالطبع الأماكن المقدسة للمسحيين ومختلف الكنائس.

 سؤال: كيف تقيمون الواقع الحالي الذي يجري في العالم من الزاوية الإسرائيلية؟

 نتنياهو: انظروا، التغيرات الأكبر التي حدثت خلال الأعوام الماضية هي تعزيز مواقف الإسلام الراديكالي: الإسلام الراديكالي الشيعي بقيادة إيران والإسلام الراديكالي السني الذي تترأسة حالياً داعش. الإسلاميون يحاولون التدمير ودمروا العديد من الدول في منطقتنا. إنهم يحاولون السيطرة على المنطقة كلها تماماً وبدء تهديد جميع أنحاء العالم. إسرائيل موجودة في بؤرة العاصفة، وإسرائيل المكان الأكثر استقراراً وأمناً وربما المكان الوحيد من نوعة في الشرق الأوسط. لدينا دولة قوية وديمقراطية قوية وجيش قوي واستخبارات قوية واقتصاد قوي. وأعتقد أن التغير المهم الذي حدث خلال الأربعة السنوات الماضية هو ما يمكن أن يفهمه الآخرون وهم من الأقليات وما قلته لكم للتو.

 ليست فقط الدول الصديقة لنا مثل الولايات المتحدة وروسيا، وأن ما يفهمه أكثر هم البلاد العربية، وللأسف لا يمكن الحديث عن الفلسطنيين الذين يرفضون بدء المحادثات السلمية من أجل وضع حد نهائي للصراع بيننا، ولكن ما يخص الدول العربية يحدث ما يلي: الأنظمة العربية الأكثر اعتدلاً تدرك بأن إسرائيل ليست عدوة لهم، وإسرائيل حليفتهم في مكافحة قوى الإسلام الراديكالي ومكافحة الإرهاب. هذا تغير كبير ومهم، وآمل أن يمثل هذا التغير فرصا جديدة، وعلى سبيل المثال إمكانية تحقيق اتفاقيات سلام وطموحات أوسع وأكثر مع العالم العربي. وهذا لن يحدث فوراً ولكن يمكننا أن نرى بالفعل التغيرات.

 سؤال: كرئيس وزراء إسرائيل، ما الذي يجب فعلة لتسوية النزاع السوري؟

 نتنياهو: أولاً وقبل كل شيء، لا أستطيع أن أقول لكم ما هو حل القضية السورية. وأعتقد أن الإجراء المناسب هو التعاون على المستوى الدولي وتوحيد القوى الأمريكية والروسية والإسرائيلية وغيرها من الدول، ومن الضروري مكافحة الإرهاب على جبهة مشتركة.

 نحن لم نتدخل، وفعلنا شيئان في سوريا: قررت أن نقدم المساعدات الإنسانية للجرحى من الأطفال والنساء وغيرهم ونحن نساعهدم، ونجري لهم العمليات في إٍسرائيل ونعالجهم في المستشفيات العسكرية وفي المستشفيات العامة. والقرار الثاني الذي قررته هو أن لدينا خطوطا حمراء، الحدود التي لن نسمح لأحد أن يتجاوزها: إيران لا يمكن لها استخدام الأراضي السورية من أجل مهاجمتنا وفتح جبهة إرهابية ثانية في الجولان من خلال حزب الله، ولا يمكن تقديم أسلحة فتاكة لحزب الله في لبنان، حيث هناك بالفعل جبهة معادية لإسرائيل. قلت علنا للرئيس الروسي: “هذا خطنا الأحمر، وهذه أشياء لا يمكن أن نسمح بها وسوف ندافع عن أنفسنا”.

 ولكننا نحن دولتان صديقتان، ونحن نريد أن نتأكد بأن قواتنا المسلحة لن تتصادم مع بعضها البعض، وجميع أعمال التنسيق بيينا تهدف إلى تفادي مثل هذا النوع من الاشتباكات بين الجيشين. لا يوجد بينا تعاون عسكري ولم نفعل هذا، ويجب أن أقول إننا نجحنا بشأن منع اصطدام قواتنا المسلحة.

 نحن مع الاحترام المتبادل لمصالح الطرف الأخر ونحاول تجنب الحوادث غير المرغوب فيها، ويجري مثل هذا الحوار بيننا ويوجد مثل هذه العلاقات بيننا، نتحدث مع بعضنا البعض علناً وأكثر وضوحاً وبطريقة محترمة. نجحنا في تجنب وقوع الحوادث، وأنا مسرور جداً لنجاحنا في فعل ذلك.

 

سؤال: إذا نظرنا إلى الخريطة باستثناء سوريا، هنالك علاقات من التاريخ الطويل بينكم وبين الأردن ومصر، كيف هو الوضع مع هذه الدول؟

 نتنياهو: لقد أبرمنا اتفاقية السلام مع مصر، وبعدها مع الأردن، والشيء المثير للاهتمام هو أن السلام ما يزال مستمار على مدى العقود، وأود توسيع دائرة السلام.

 وسأكون سعيداً لانضمام جيراننا الفلسطنيين إليه، ولكن هذا صعب جداً، لأنهم لا يريدون الجلوس على طاولة المفاوضات. السلام يتحقق من خلال الجلوس على طاولة المفاوضات كما نجلس الآن وفي نهاية المطاف فإن الفلسطنيين سوف يعترفون ويعطونا ما يطلبون لأنفسهم. إنهم يقولون: “اعترفوا بالدولة الوطنية الفلسطينية”. وأنا أقول لهم: “حسناً اعترفوا من فضلكم بالدولة اليهودية الوطنية، دولة الشعب اليهودي”. أربعة آلاف عام نعيش هنا على هذه الأرض. إنهم يطلبون الاعتراف بدولتهم الوطنية ولكن غير مستعدين للاعتراف بدولتنا الوطنية، إنهم يقولون: “سوف نبني الدولة من أجل محو عاصمتكم من الخارطة”. هذا ليس سلام بل هراء. نحن ننتظر تغيرات في النهج الفلسطيني، وفي المقام الأول ننتظر الموافقه على مفاوضات مباشرة دون شروط مسبقة، وأريد أن أجذب دول المنطقة، والموقف اتجاه إسرائيل يتغير، وأريد إيجاد وسيلة لضم هذه الدول من أجل التوصل إلى تقدم واقعي وحقيقي في الاتصالات بينا وبين الفلسطنيين.

 

سؤال: كيف تتطور التسوية السلمية مع فلسطين، هناك مبادرة الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي، وهناك العديد من المبادرات الأخرى بشأن التسوية الفلسطينية الإسرائيلية، إنه موضوع طويل ومؤلم، ما هي الخطوات الضرورية من أجل تسوية الصراع وإقامة السلام بشكل نهائي؟

 جواب: من أجل بدء العملية هناك حاجة إلى شيء بسيط، ليس مؤتمرات دولية، وليس قرارات أممية، وليس فرض حلول، بل بحاجة إلى شيء واحد وهو المحادثات المباشرة دون شروط مسبقة. وأنا مستعد لبدئها فوراً. وعباس ممثل السلطة الوطية الفلسطينية غير مستعد، ولهذا السبب يجب الضغط عليه من أجل الجلوس على طاولة المفاوضات. هذا هو الشيء الوحيد الذي من شأنه أن يضع حداً للنزاع وسوف يساعد في التغلب على السبب الحقيقي للجمود، السبب الذي لم يجد حلا على الرغم من التعزيزات المبذولة من جميع رؤساء الحكومة السابقين، رابين، وبيريز، وشارون، وباراك وأولمرت، لم ينجح أحد. لماذا؟ لأن العقبة الرئيسية ليست الأراضي، وليست حركة الاستيطان، العقبة الرئيسية هي رفض الاعتراف بإسرائيل كوطن قومي للشعب اليهودي على أية أرض. هذا هو جوهر المشكلة.

 أنا لا أتحدث عما تفعلة حماس في غزة، أقول بخصوص رام الله، حيث يدرس الأطفال بأن مهمتهم هي ذبح اليهود وتدمير دولة إسرائيل، والعودة إلى يافا وعكا وتل أبيب. هذه المشكلة. أستطيع أن أبرم السلام فقط مع من يريد العيش معنا بسلام. وإذا كان هناك من لا يريد استخدام العملية السلمية فقط من أجل تدميري في المستبقل، فهذا يعني أنه لن يكون سلام، ويجب بدء العملية السلمية بدون شروط مسبقة، وفي نهاية المحادثات يجب أن يكون اعتراف متبادل للدول الوطنية، عندها الفلسطينيون في النهاية سيعترفون بالدولة اليهودية، وهذا كان وما زال يشكل عقبة حقيقية للسلام.

 سؤال: ما هي الخطوات التي يجب أن يبذلها المجتمع الدولي وروسيا وإسرائيل من أجل أن يتخلص العالم من هذا الإرهاب الدولي؟

 نتنياهو: يتعين في المقام الأول مكافحته ماديا. وهنا يجب التعاون وأعتقد أنه كان جيداً، وهناك عدد من الإجراءات المناسبة للتعاون على المستوى الدولي وتوحيد القوى الروسية والأمريكية والإسرائيلية وغيرها من الدول، ومن الضروري مكافحة الإرهاب على جبهة مشتركة، ومنع الإرهابيين من الحصول على الأراضي. عندما يكون للإرهاب أرض يمكن تسليحه وتمويل نشاطه وقيادته، والأنظمة الإرهابية تشكل خطرا، وهم يعملون على أراضي محددة، وثالثا هو منعهم من تحقيق النجاحات، وعلى سبيل المثال عندما نجحت داعش في السيطرة على أراضي جديدة نحجت في تجنيد أشخاص جدد، وعندما ستخسر داعش فإن التجنيد سيتوجه نحو الانخفاض.

 الموقف الثالث هو مكافحة الإرهاب بالتعاون على المستوى الدولي ومنع ظهور قواعد إقليمية ومنع الإرهابيين من تحقيق النجاح-هذا هو السبيل لمكافحة الإرهاب والانتصار عليه.

 سؤال: ماذا يجب على إسرائيل أن تفعل من أجل التغلب على موجهة العنف الجديدة؟

 نتنياهو: هذا نوع جديد من الإرهاب، وأصفه على أنه خليط من بن لادن أو داعش والإنترنت، إنهم يحرضون الشباب والتعساء، ويحاولون توريطهم لارتكاب الجرائم والهجوم بالسكين وما شابه ذلك. لقد ارتفعت موجة الإرهاب هذه، ولكن تم قمعها.

 لقد اتخذنا العديد من الخطوات من أجل التعامل معها. وفي أية لحظة يمكن أن ترتفع موجة الإرهاب، ولكن نحن قمعناها، ونحن لم نسمح لهم بتحقيق النجاح، وعندما لا يتمكنون من قتلنا فإنهم يفقدون دافعهم، وهذا لم يجلعنا نستسلم ولم يجعلهم يتخلوا عن أهدافهم.

 نحن على مدى المئة عام نصطدم مع موجات من الإرهاب، وفي كل مرة نتعامل معها بنجاح. تعلمون أن والدي مؤرخ مشهور، وأنا أذكر عندما كان عمري خمس سنوات خرجت إلى حديقة المنزل، ورأيته يعمل في الحديقة ويقول لي يجب دائما التخلص من الأعشاب الضارة.  ويجب القضاء على الإرهاب، وأن هذه ليست مهمتنا فقط بل ومهمة البشرية جميعها ومهمة كل الشعوب المتحضرة.

 سؤال: ما هي الدروس التي تعلمتها من والدك؟

 نتنياهو: علمني والدي أن الفترة المأساوية الكبيرة للشعب اليهودي كانت خلال الفترة عندما كنا بدون بلاد وبدون وطن وبدون جيش وبدون قدرة للدفاع عن أنفسنا، ولهذا السبب كرس حياته لعودة استقلالية الشعب اليهودي والسيادة والقدرة على الدفاع، وهدف جيلنا وهدفي كرئيس وزراء هو الحفاظ على العودة وتوفير الإمكانيات لتعزيز قواتنا وتطوير البلاد من أجل تأمين المستقبل.

 سؤال: ما هي الأولوليات لكم كرئيس وزراء؟ وكيف تضع أمام أعينك الأهداف الرئيسية كرئيس وزراء؟

 نتنياهو: أولاً، توفير الأمن، وثانياً، تطوير إسرائيل وتحويلها إلى دولة عالمية وتكنولوجية واقتصادية، وأنا اليوم أتوجه إلى روسيا بالإضافة إلى أننا نرى تعزيزات العلاقات مع الصين والهند واليابان وفيتنام وكوريا ودول أفريقيا وسوف أتوجه إلى هناك خلال اسبوعين، إسرائيل تعود إلى أفريقيا ومع دول أمريكا اللاتينية بالإضافة إلى تحالفنا غير القابل للكسر مع الولايات المتحدة، وأنا أومن بأن زيارتي إلى موسكو مثالية.

 سؤال: ماذا تفعل في وقت الفراغ؟

 نتنياهو: اقرأ الكثير من الكتب وأقضي بعض الأوقات مع أسرتي.

 سؤال: شكراً جزيلاً سيدي رئيس الوزراء ورحلة موفقة إلى موسكو.

 نتنياهو: شكراً جزيلاً

الاخبار العاجلة