السلاح الأقوى

25 مايو 2017آخر تحديث :
السلاح الأقوى

رام اللهصدى الاعلام-25-5-2017-بعد قضائه 37 يوما مضربا عن الطعام، لم يجد الأسير سعد دويكات (20 عاما) من بلدة بيتا جنوب نابلس، والذي أفرج عنه يوم أمس من سجن نفحة الصحراوي، كلمة يصف فيها معنى الإضراب وقوته داخل الأسر سوى “السلاح الأقوى للأسير”.

دويكات الذي اعتقل في20 مايو/ أيار 2014، وكان عمره ستة عشر عاما ونصف، كان أصغر أسير يخوض إضراب الحرية والكرامة، إلى جانب الأسرى، الذين يضحون بأجسادهم منذ 17 أبريل/ نيسان الماضي، سعيا لتحقيق مطالبهم العادلة.

دويكات الذي قضى ثلاث سنوات ونصف في الأسر، أدخل الى مستشفى نابلس التخصصي، لإجراء الفحوصات الطبية اللازمة، وتناول السوائل لتعويض ما خسره جسده النحيل الذي فقد 18 كيلوغراما خلال إضرابه عن الطعام لمدة 38 يوما، واليوم بدأ طريق العودة إلى الحياة، تاركا خلفه مئات الأسرى الذين يواجهون السجان بسلاحهم الأقوى.

وخلال مقابلة مع وكالة “وفا”، قال دويكات “إن الأسير بمجرد اتخاذ قرار بخوض الإضراب، عليه أن يعي معنى ذلك، كونه لا يدرك الفترة التي يضرب فيها عن الطعام حتى تحقيق مطالبه، وذلك من خلال جلسات ونشرات توعوية من قبل الأسرى القدامى”.

وأضاف: على الأسير أن يشرب نحو نصف لتر من الحليب قبل خوض الإضراب من أجل إفراغ المعدة والأمعاء، ثم يبدأ بتناول ما يقارب ستة لترات من الماء مع غرامين من الملح مرتين يوميا، وتوضع على رأس الإصبع وليس تذويبها في الماء.

وأشار دويكات إلى أن الأسير يبقى محافظا على حركته وتنقله من أجل المحافظة على طاقته، للأيام المقبلة، حيث يبدأ بالشعور بالوهن والضعف بعد اليوم السابع، الذي لا يشعر بعده بطعم الماء ويصبح كأنه غريبا عليه.

وقال إن عملية التحضير للإضراب تشمل تهريب كميات من الملح ورشها فوق الخزائن وعلى أطراف الغرف، ثم يتم جمعها باليد، إذا ما تم اكتشاف الكميات المخبأة، وتكون أيضا مساعدا للأسرى الجدد الذي يتم نقلهم للأقسام.

39 يوما من الإضراب، والأسرى يعانون من هبوط حاد في الوزن وصعوبة في الحركة وحالات إغماء متكررة، علاوة على أوجاع بالمفاصل والكلى ويتقيؤون الدم، علماً أن عدداً من الأسرى المضربين هم من المرضى حسب اللجنة الإعلامية المنبثقة عن هيئة شؤون الأسرى والمحررين ونادي الأسير الفلسطيني.

ثمانون أسيرا كانوا يشاركون المحرر دويكات في القسم، 75 منهم خاضوا الإضراب منذ البداية، والخمسة الباقون يعانون من أمراض مزمنة، ورغم ذلك التحقوا بالإضراب بعد أيام من انطلاقه.

وبين دويكات أن قوات الاحتلال تتعمد عقاب الأسرى المضربين بنقلهم من قسم الى آخر، وقد تنقل الأسير من قسم إلى آخر خلال أيام ولأكثر من مرة، عدا عن الاعتداء على الأسرى خال عملية نقلهم بـ”البوسطة”.

ويرى دويكات أن حركة التضامن مع الأسرى في الخارج، ترفع من معنويات الأسير وتعطيه شحنة للصمود أكثر، وذلك عند سماع الأخبار التي كانت تصل من بعض الأسرى، أو من خلال الراديو الذي تم تهريبه، واكتشف أمره بعد 18 يوما من الإضراب.

وأوضح أن الأسير يكون معزولا عن العالم الخارجي، كنوع من العقاب الذي تمارسه إدارة سجون الاحتلال، فلا زيارة للمحامين ولا حتى الأهل.

يوم أمس تفاجأت لحظة سماع أن أحد بناء البلدة وهو معتز التايه، استشهد أثناء مشاركته في مسيرة مساندة للأسرى، قال دويكات.

دويكات اعتقل طفلا يحلم بحياة كريمة ومستقبل أجمل دون احتلال، واليوم أصبح رجلا وعليه نصرة قضايا الأسرى ونقل رسالتهم وتحقيق مطالبهم.

المصدر/ وكالة وفا

الاخبار العاجلة