ووفق ‘هآرتس’ فإنه يتّضح من خلال الإفادات التي تقدم بها الزوجان شلدون ومريام إدلسون ومالك صحيفة ‘يسرائيل هايوم’، الأسبوع الماضي، أن نتنياهو كان ينوي بجديّة إخراج الاتفاق بينه وبين ناشر صحيفة ‘يديعوت أحرونوت’، نوني موزيس إلى حيّز التنفيذ، وهو الأمر المناقض لما أدلى به نتنياهو سابقًا، أن المحادثات كانت لـ’جس النبض’ ولمعرفة ما يضمره موزيس ولم تكن لديه النيّة لإخراج ‘التفاهمات’ إلى حيّز التنفيذ.
كما نقل المصدر ذاته عمّن وصفه بأنه ‘شخص مدرك لتفاصيل التحقيق’ أن شهادة إدلسون على أنها على درجة من الأهميّة.
وفي السياق نفسه، ذكرت ‘هآرتس’ أنه في المراحل الأولى للتحقيقات في القضية، أدلى أحد الأشخاص بشهادة مفادها أن نتنياهو فحص مع شخصيات سياسية إمكانية تمرير قانون صحيفة ‘يسرائيل هايوم’ أثناء فترة الانتخابات.
وبحسب ما تناقلته وسائل الإعلام الإسرائيلية وكذلك موقع “عرب 48″، بما يتعلق بـ ‘القضية 2000’، فإن نتنياهو تعهد لموزيس بتشريع قانون يحد من اتساع صحيفة ‘يسرائيل هيوم’ المنافسة لصحيفة ‘يديعوت أحرونوت’ الذي تعهد مالكها موزيس، بدوره لنتنياهو، بإجراء تغييرات جوهرية بالتغطية الصحفية لرئيس الحكومة وإيقاف النهج النقاد والمعادي وتحويله لتغطية داعمة والتي من شأنها أن تضمن بقاء نتنياهو بمنصبه لأطول وقت ممكن.
ويذكر أن إدلسون هو ناشر صحيفة ‘يسرائيل هيوم’، وقد أسسها خصيصا لتشكل بوقا لسياسة نتنياهو.
وفي سياق منفصل عن القضيّة ‘2000’، ومتصل بالتحقيقات مع نتنياهو، كشفت الصحيفة تفاصيل إضافية في قضية الفساد المشتبه بها نتنياهو بتلقي هدايا ثمينة، بمئات آلاف الشواقل، من رجال أعمال، أبرزهم المنتج السينمائي الإسرائيلي أرنون ميلتشين، في مقابل توسط نتنياهو لدى السفير الأميركي في تل أبيب، دان شابيرو، لمنح ميلتشين تأشيرة دخول مدتها 10 سنوات للولايات المتحدة، والمعروفة باسم ‘القضية 1000’.
والجديد الذي كشفته ‘هآرتس’ اليوم هو أن المقابل الذي منحه نتنياهو لهدايا ميلتشين لا يتعلّق بتأشيرة الدخول إلى الولايات المتحدة فقط، إنما بسوق الاتصالات الإسرائيلي، إذ أدلى مندوب ميلتشين في إسرائيل، مدقق الحسابات، زئيف فيلدمان، بشهاداته عدّة مرات في الشرطة، مؤخرًا.
كما علمت ‘هآرتس’ أنه تم استدعاء عدّة أشخاص على علاقة بما يدور بشأن بيع القناة العاشرة في التلفزيون الإسرائيلي، ومنهم المستثمر الرئيس في القناة خلال العقد الأخير، يوسي ميمان، للاشتباه بأن نتنياهو تدخل لحسم ملف البيع لصالح أحد المستثمرين المقرّبين منه، وما مدى تأثير ذلك على أرباح ميلتشين، الذي يملك عددًا من أسهم القناة.
ولم تحسم حتى الآن، داخل الأجهزة المعنيّة، مسألة استدعاء وزير الخارجية الأميركي السابق، جون كيري، للتحقيق في القضية لفحص إن كان نتنياهو قد توسّط لديه من أجل منح ميلتشين تأشيرة الدخول للولايات المتحدة، كذلك استدعاء السفير الأميركي في إسرائيل للتحقيق، وذلك بسبب اعتراض المستشار القضائي للحكومة.