نتنياهو وكرة الثلج المتدحرجة

9 أغسطس 2017آخر تحديث :
نتنياهو وكرة الثلج المتدحرجة

رام اللهصدى الاعلام-9-8-2017-يصر نتنياهو في كل مرة تثار فيها حوله شبهات فساد على القول إن المسألة تتعلق بملاحقته سياسيا من قبل خصومه والهدف هو الاطاحة به وبحكم اليمين الإسرائيلي، وإن هذه الاخبار ماهي الا فرقعات يضخمها الاعلام اليساري وأن التحقيق لن يفضي إلى شيء “لأنه لا يوجد شيءط .

الا ان الصفقة التي عقدها شاهد الدولة “اّريه هارو” رئيس طاقم الموظفين السابق في ديوان رئيس الوزراء شكلت صدمة لنتنياهو ولعائلته ومقربيه لما يملكه هارو من معلومات وادلة، فهو “خزانة الاسرار” المطلع على تفاصيل دقيقة في ملفات القضايا قيد التحقيق المنسوبة لرئيس الوزراء نتنياهو، ما حدا بالشرطة والنيابة العامة بعد عقد الصفقة مع هارو إلى القول انه اصبح لديهم ارضية حقيقية لتقديم لائحة اتهام ضد رئيس الحكومة .

مصادر في الشرطة كما جاء في صحيفة “معاريف” اول امس تؤكد ان هناك شبهات فساد وتلقي رشوة وخيانة الامانة في الملفات المنسوبة إلى رئيس الوزراء والمتعلقة بتلقي هدايا من اثرياء وقضية “موزيس” ناشر صحيفة “يديعوت احرنوت” .

وكان قد سبق هارو رجل الاعمال “ميكي غانور” (غانور يشغل منصب ممثل شركة حوض السفن والغواصات الالمانية “تيسنكروب” في اسرائيل) بالتوقيع على اتفاق يحول بموجبه غانور إلى شاهد ملك في القضية المعروفة اعلاميا بالقضية “3000 ” قضية الغواصات، وبموجب هذا الاتفاق “الصفقة” اكتملت الحلقات في القضية وتمخض عنها تقديم لائحة اتهام ضد المحامي المقرب من رئيس الوزراء نتنياهو وهو محاميه الشخصي وابن خاله “دافيد شمرون”، غانور كشف عن تورط عدد من المسؤولين والجنرالات منهم من خرج من الخدمة والبعض الاخر مازال يحتل مواقع مهمة في الجيش، الامر الذي احدث هزة عنيفة لمكانة نتنياهو السياسية رغم عدم تورطه بشكل مباشر في القضية .

وكان الصحفي الاسرائيلي البارز رافيف دروكر “القناة العاشرة” قد كشف عن “قضية الغواصات المعروفة بملف 3000” للمرة الأولى امام الجمهور الإسرائيلي في تشرين الثاني عام 2016، حيث كان هناك شك حول تحريف المناقصات ذات الصلة بشراء غواصات الدولفين الالمانية تخللها تلقي رشاوى وتناقض في المصالح .

وفي قضية شركة الاتصالات الاسرائيلية “بيزك” وما عرف اعلاميا بقضية بيزك، حيث كان مراقب الدولة قد اتهم نتنياهو بعدم الكشف عن علاقاته المقربة جدا مع مدير شركة بيزك شاؤول الوفيتش بشكل مباشر لتجنب وجود تضارب مصالح عندما كان يشغل وزير الاتصالات اضافة لمنصبه رئيسا للوزراء .

يوسف شابيرا مراقب الدولة كان قد خلص إلى ان وزارة الاتصالات تصرفت خلال قيادة نتنياهو لها لمصلحة صديقه الشخصي ومالك شركة بيزك “الوفيتش.

وقال شابيرا في تقرير له، بعد تفويض مدير عام الوزارة “فيلبر” باتخاذ القرارات المتعلقة ببيزك سجل عدة حالات شابها عدم الشفافية في التعاطي مع القرارات المتعلقة بالشركة، نظرا للعلاقة الشخصية بين نتنياهو والوفيتش، ووجد التقرير ان فيلبر عمل بطرق استفادت منها بيزك عدة مرات.

وفيلبر نفسه كان قد خضع للتحقيق من قبل هيئة الاوراق المالية الاسرائيلية بشبهة ارتكابه مخالفات تتعلق بالاخلاقيات وتزوير سندات مالية.

حتى شلدون ادلسون رجل الاعمال الامريكي الثري ناشر صحيفة “اسرائيل هيوم” صديق نتنياهو الشخصي واحد داعمي حزب الليكود واليمين الاسرائيلي لم يجد مفرا من الادلاء بإفادة قوضت خط الدفاع الذي ينتهجه نتنياهو في دفاعه في القضية المعروفة بملف “2000” والمتعلقة بصفقة نتنياهو مع ناشر صحيفة “يديعوت احرنوت” موزيس، حيث اعترف بأن نتنياهو قد طلب منه ان يلغي الملحق الاسبوعي في صحيفته في اطار صفقة مع ناشر صحيفة “يديعوت احرنوت” ارنون موزيس مقابل دعم سياسي يوفره موزيس لنتنياهو، الامر الذي كان ينفيه نتنياهو على الدوام .

وفي قضية المنازل العائلية وتلقي الهدايا باهظة الثمن والصرف ببذخ على رحلات عائلية خاصة من قبل بعض الاثرياء “اصدقاء العائلة”، مقابل خدمات استطاع نتنياهو ان يقدمها اعتمادا على موقعه في الحكومة، سريعا ما تحولت إلى شبهات فساد في الملف المعروف اعلاميا بالملف “1000 ” ولم يجد المستشار القانوني للحكومة “افي حاي مندلبنت” مفرا من الموافقة على فتح تحقيق فيها.

بل اكثر من ذلك وافق المستشار القانوني للحكومة كما اكدت الصحف الاسرائيلية الرئيسة امس “يديعوت احرنوت” و”هآرتس” و”معاريف” و”اسرائيل هيوم” على تقديم لائحة اتهام ضد سارة نتنياهو في اربع قضايا جلها الفساد والتحايل على القانون وتلقي رشوة .

ووفق وسائل اعلام اسرائيلية، فمن المتوقع ان توصي الشرطة بتقديم نتنياهو للمحاكمة في القضية “1000 ” والقضية “2000” والتي تجري في اطارها التحقيق في اتصالات لتنفيذ صفقة رشوة مع ناشر صحيفة “يديعوت احرنوت” موزيس، وبحسب الشرطة فإن القضية “1000” والقضية “2000 ” تتضمنان مخالفات الرشوة والخداع وخيانة الامانة، وبحسب الملف الاول فإن نتنياهو هو المشتبه به الوحيد بسبب تلقيه الهدايا اما في الثاني فهو احد اثنين مشتبه بهما.

الان وقد اوشكت التحقيقات في الملفات المنسوبة لرئيس الوزراء على نهايتها اثر توصل النيابة العامة والشرطة إلى شاهدي الدولة “شاهد ملك” غانور وهارو واستكمال الادلة في الملفين فتقديم لائحة اتهام بحق نتنياهو بات مسألة وقت.

“ولن يفيد نتنياهو الذي سعى إلى تدمير ثقة الجمهور بمؤسسات الدولة الجيش والشرطة والنيابة والمحاكم والاعلام والاكاديميات، بهدف التهرب من لوائح الاتهام ضده وضد زوجته، والتي تقوم اساسا على البخل المرضي والغيرة من الاغنياء والتوق لنيل الاعجاب”، كما كتب مؤخرا الوف بن رئيس تحرير “هارتس “.

 خيار تقديم نتنياهو استقالته من منصبه واتاحة المجال امام حزب “الليكود” لاختيار زعيما يحل مكانه اصبح امرا شبه مؤكد، ورغم اصطفاف قيادات حزب الليكود إلى جانب رئيس الوزراء نتنياهو والدفاع عنه اعلاميا في القضايا المنسوبة إليه، الا ان التنافس على خلافته والتحضير لمرحلة ما بعد نتنياهو اصبح ملموسا على ارض الواقع.

وقيادات الليكود يقرأون استطلاعات الرأي العام الاسرائيلي جيدا، وحسب القناة العاشرة فإن آخر استطلاع للرأي العام الاسرائيلي اظهر أن 66 % من المستطلعة آراؤهم يرون ان على رئيس الحكومة تقديم استقالته إذا تم تقديم لائحة اتهام ضد من قبل الشرطة والنيابة العامة .

من هنا بدأت الاصوات تتعالي من داخل الحزب مطالبة نتنياهو بالتفكير مليا وبواقعية بما يدور حوله، فها هما عضوا اللجنة المركزية في الحزب غيل شموئيلي وايلي كورنفيلد يطالبانه بالاستقالة ان قدمت ضده لائحة اتهام، ونقلت صحيفة “معاريف” امس عنهما أن هذا الطلب يؤيده أغلبية أعضاء الحزب، كما أنه يعبر عن الأغلبية الصامتة في “الليكود“.

شموئيلي قال “الشعور هو أنه وصلنا اليوم إلى حضيض أخلاقي، وتوجد قيادة التصق فيها عيب من الناحية الأخلاقية ولا يمكنها الاستمرار بعد الآن، ومن يبدو كأنه يتساهل مع الفساد بدلا من اجتثاثه، ومن يبدو كمن يدافع عن الفساد، مكانه ليس في الليكود خاصة ولا في الحياة العامة عامة“.

معاريف” نقلت ايضا عن الناشطة في “الليكود” أوري نحمان، قولها: “كمواطنة وكعضو في الليكود، أرى قضايا كثيرة وتتم مطالبتنا بالدفاع طوال الوقت عن اسم ومكانة نتنياهو، وأنا أتساءل: متى يجد الوقت للتفرغ من أجل معالجة قضايا المواطنين؟ لا يوجد أمن سياسي أو اقتصادي أو اجتماعي. والفجوات داخل المجتمع تتسع والكراهية هائجة. هو يعطينا شعارات كغسيل دماغ ضد اليسار، ويحرض العلمانيين على المتدينين واليهود على العرب. شيء سيء يحدث لنا. لا يمكن نفي هذا بعد الآن. وأنا لست مستعدة لأن أغمض عيني، على نتنياهو أن يستقيل فورا“.

تقرير – نضال عامر – وفا

الاخبار العاجلة