طفل «الشيخ جراح» يتحدى الاحتلال

9 سبتمبر 2017آخر تحديث :
طفل «الشيخ جراح» يتحدى الاحتلال

رام الله- صدى الاعلام- 9-9-2017 واصلت سلطات الاحتلال، مجددا سياسة التهجير في حي الشيخ جراح في القدس المحتلة، والعمل على تهويد الحي، بالاستيلاء على منازل الفلسطينيين، وأصدار أوامر إحلاء لمنازلهم ، رغم الزيارة التضامنية مع أصحاب المنازل المهددة بالإخلاء، من دبلوماسيين من سبع دول أوروبية، فرنسا وإيطاليا وبلجيكا وإيرلندا والسويد والنرويج ومالطا، وصلوا إلى المنطقة..وضمن العائلات المنوي إخلاءها، عائلة شماسنة، وهي تتألف من مسنين في الثمانينات من عمريهما، إلا أن طفلا فلسطينيا من العائلة تصدى لقوات الاحتلال، رافضا إخلاء منزل عائلته بحيّ الشيخ جراح بالقدس المحتلة، وتسليمه لمستوطنين .. وتحدى الطفل الفلسطيني، شرطة الاحتلال المدججة بالسلاح، إثناء اقتحامها لحى الشيخ جراح، وذلك احتجاجا على إخلاء منزل عائلتة، التي تمتلك صكوك ملكيته منذ 52 عامًا.

واعتقلت قوات الاحتلال الطفل الفلسطيني، بعد تعرضه لممارسات عنف وحشية، وإثر ذلك اندلعت اشتباكات بين قوات الاحتلال وفلسطينيين ..وبحسب تقرير نشرته الصحف العبرية، فإن عائلة شماسنة تسكن منزلا صغيرا في حي الشيخ جراح منذ العام 1964. ويطرح ادعاء بأن المبنى مقام على أرض تملكها عائلة يهودية قبل عام النكبة 1948. وقامت جمعية «الصندوق لأراضي إسرائيل» اليمينية بإجراء قضائي لإخلاء المبنى.. ويدعي ناشطو اليمين الذين يعملون على انتزاع المبنى أنه بسبب تغير الأجواء السياسية، وتغير الإدارة الأمريكية، فقد تجددت إجراءات الإخلاء.. وتمت المصادقة مؤخرا على مخططات بناء استيطاني في الحي، والتي تلزم بإخلاء عشرات السكان الفلسطينيين من المكان.

و«حي الشيخ جراح».. أحد معالم مدينة القدس المحتلة، وأكثر أحيائها ارتباطا بالتاريخ؛ منذ 900 عاماً، سمي الحي باسم طبيب صلاح الدين الأيوبي «الأمير حسام الدين بن شرف الدين عيسى الجراحي»، وهو من الأحياء الراقية في شرقي القدس، التي سقطت بيد الاحتلال الصهيوني عام 1967م. ويعد حي الشيخ جراح من الأحياء الفلسطينية العربية التي تحيط بالبلدة القديمة للمدينة، وله مكانة علمية وثقافية عبر التاريخ، وهو ما جعله مقصدا للعديد من المثقفين والأدباء والشعراء.

بدأ المخطط الصهيوني بتهويد الحي بعد احتلاله يتسارع خلال خمس سنوات مضت، فقد أسكنوا في البداية سبع عائلات يهودية في المكان بعد إخراج السكان الفلسطينيين من منازلهم، وتحولت المنازل الفلسطينية إلى منازل يهودية، ونصبت أبراج حراسة، يداوم فيها جنود الاحتلال على مدار الساعة، وبدت الأمور ممهدة لإقامة حي يهودي في حي الشيخ جراح.. وتتعرض العائلات الفلسطينية لمضايقات مستمرة من قبل المغتصبين؛ فهناك بيوت عربية أصبح مدخلها ملاصقا للمنازل التي اغتصبها سكان يهود، ومنذ الاستيلاء يخشى أصحابها النوم خوفا من اقتحام المنزل عليهم ليلاً من قبل المستوطنين.

ويتزعم الجماعات اليهودية التي تسعى لإقامة حي يهودي في حي الشيخ جراح، عضو الكنيست، بيني إيلون ،الذي ينتمي إلى حزب الاتحاد الوطني «المفدال»؛ مبرراً ذلك بأنه «لخلق تواصل سكاني يهودي يحيط بالبلدة القديمة، ومن أجل تنفيذ المخطط ينبغي هدم المنازل الفلسطينية الموجودة في الحي، ووجوب ضم المناطق المفتوحة هناك إلى خطة البناء المقترحة»!! وسبق له عندما كان وزيرا للسياحة، أن  تزعم عمليات طرد السكان الفلسطينيين من حي الشيخ جراح، كما حدث في شهرإبريل/ نيسان 2003، عندما تم طرد 20 شخصا من عائلة غاوي من منازلهم.

ويتبنى رجل الأعمال الأمريكي اليهودي، إيرفينغ موسكوفيتز، تمويل مشروع «تهويد حيّ الشيخ جراح» عبر منظمة «عطيريت كوهانيم» التي تسعى لـ«تهويد» القدس المحتلة..ومنذ سنوات يتعرض الحي إلى هجمة «إسرائيلية» تهدف للسيطرة عليه وكسر الحلقة العربية التي تشكلها هذه الأحياء حول البلدة القديمة من مدينة القدس، وبلغت أشدها في الربع الأول من عام 2009 وكان أحدثها تسليم الاحتلال 28 أسرة فلسطينية إخطارات للرحيل عن بيوتهم.

 

المصدر الغد العربي
الاخبار العاجلة