القمة الأفريقية-الإسرائيلية تحدي يواجه الدبلوماسية الفلسطينية

10 سبتمبر 2017آخر تحديث :
القمة الأفريقية-الإسرائيلية تحدي يواجه الدبلوماسية الفلسطينية

رام الله- خاص صدى الإعلام– 10/9/2017 في محاولة جديدة ولكن ليست غريبة عنها، تحاول إسرائيل بدبلوماسيتها المعتادة المشاركة في قمة أفريقية- إسرائيلية في شهر أكتوبر/ تشرين أول القادم، حيث من المتوقع أن تعقد القمة في توجو، الواقعة غرب القارة السوداء، و ستستمر أعمال القمة لخمسة أيام متواصلة، في تتويج للاختراق الإسرائيلي  للقارة الإفريقية.

سيناريوهات محتملة

تضع دراسة أجراها مركز الزيتونة للدراسات والاستشارات_ بعنوان ” تقدير استراتيجي: القمة الإفريقية – الإسرائيلية ومستقبل العلاقات المتبادلة“_ مجموعة من السيناريوهات المحتملة لهذه القمة، فمن جانب هناك توقعات نجاح عقد هذه القمة، وأخرى ترى أنها ستفشل وبالتالي لن تعقد القمة، ومن جانب آخر وضعت الدراسة احتمال أن يكون هناك نجاح جزئي للقمة، تناجي فيه آمالها بأن لا تكون هذه القمة فاتحة لمزيد من الخسران أمام الكيان الإسرائيلي.

كان السيناريو الأخير هو الخيار الأقرب لأستاذ العلوم السياسية في جامعة بيرزيت أ. عماد غياظة، حيث يتوقع بأن يكون نجاح هذه القمة جزئي، بمعنى أن جزء من الدول الأفريقية ستشارك في هذه القمة وليس كلها، مشيرا إلى أن الدبلوماسية الإسرائيلية ومساعيها في التغلغل داخل أفريقيا ليست جديدة، وإنما بدأت منذ العام 1948، ولكنها بمحطاتها التاريخية اختلفت وتنوعت في مداها.

أهداف ومصالح

تبطن هذه القمة في طياتها أهدافا ومصالح مشتركة تسعى إسرائيل إلى تحقيقها عن طريق استغلال نفوذها الواسع وقدراتها العسكرية والاقتصادية إضافة إلى التكنولوجية، تقدمها إلى الدول الأفريقية “الصديقة” عبر اتفاق،  مقابل تحقيق مصالحها طويلة وقصيرة المدى.

فيقول أستاذ العلوم السياسية في جامعة بيرزيت د. سمير عوض “إن الدبلوماسية الإسرائيلية داخل القارة الأفريقية ليست بالشيء الجديد، وإنما هي تعمل منذ زمن لإثبات وجودها داخل القارة الأفريقية، وهي تستغل دعمها من أجل تحريك القمة”.

ويضيف د. عوض”كل ما تريده إسرائيل هو فتح مجالات لها داخل القارة الأفريقية عبر القطاعات التي تمتلك فيها اسرائيل إمكانيات مثل التكنولوجيا الزراعية التي تستطيع اسرائيل تقديمها للدول الافريقية”.

ويوضح أ. غياظة بأن هناك مصالح استراتيجية إسرائيلية في القارة الأفريقية، أولها تتعلق بالبعد الأمني المرتبط بالسلاح وبيعه، والثاني  يتعلق بالبرامج الزراعية والقدرة التصنيعية الكبيرة التي تمتلكها اسرائيل وتحتاجها أفريقيا في الجانب الزراعي.

انقعاد المؤتمر خسارة فلسطينية

يعول الفلسطينيون في الساحة الدولية على الدول الأفريقية بشكل كبير، فسيشكل انعقاد هذه القمة ونجاحها بحضور إسرائيل خسارة كبيرة للفلسطينيين، فيقول د. سمير عوض في هذا الشأن “إن الجانب الفلسطيني سيدفع ثمن هذه القمة فهو لديه ما يخسره إذا حصل وانقعدت، وستكون له عواقب سلبية، فمهما يكن، لا يمكن لنا أن نسمح لهذه الخطوة أن تتم”.

ويوضح غياظة بأن خسارة فلسطين تكمن في أنها ستخسر عددا كبيرا من الأصوات المناصرة لها في الأمم المتحدة والمحافل الدولية في حال نجحت إسرائيل في المشاركة في  هذه القمة، وقال “يجب أن لا ننسى أن ثلث الدول العربية هي في أفريقيا”، ويضيف “لا بد أن يكون هناك قرار سياسي عربي موحد لمنع انعقاد هذه القمة”.

 

الاخبار العاجلة