الموساد الإسرائيلي… أكذوبة لإخفاء الفشل

25 سبتمبر 2017آخر تحديث :
الموساد الإسرائيلي… أكذوبة لإخفاء الفشل

رام الله- صدى الإعلام– 25/9/2017 لطالما كان جهاز المخابرات الإسرائيلي “الموساد” مصدرا للكثير من القصص والأكاذيب المغلوطة، بسبب عملياته الناجحة ضد أهداف عربية، وإحاطة طبيعة عمله بسياج من السرية والغموض، وأيضا لتعمده نشر مجموعة من المعلومات المبالغ فيها عنه، في إطار الحرب النفسية المستمرة مع أعدائه في المنطقة.

تورط في عمليات لا تحصى ضد دول عربية وأجنبية، ومن بينها عمليات اغتيال لعناصر تعتبرها إسرائيل معادية لها، ومازال حتى الآن يقوم بعمليات تجسس حتى ضد الدول الصديقة التي لإسرائيل علاقات دبلوماسية معها.

نستعرض في هذا التقرير بعض الحقائق المتعلقة بجهاز الموساد، والتي قد لا يعرفها الكثيرون، توضيحا للصورة الحقيقية بعيدا عن أكاذيب آلته الإعلامية الضخمة التي جعلت منه جهاز مخابرات لا يقهر.

 

أصل جهاز الموساد: منظمة هجرة غير شرعية!

تعتبر كلمة موساد اختصارا لموساد لعالياه بت العبرية أي منظمة الهجرة غير الشرعية وهي في الأصل إحدى مؤسسات جهاز الاستخبارات الإسرائيلي والجهاز التقليدي للمكتب المركزي للاستخبارات والأمن. تم إنشاؤها سنة 1937، بهدف القيام بعمليات تهجير اليهود. وكانت تشكلها مجموعة من الإداريين ومندوبي الميدان في قسم الاستعلام في إحدى أجهزة المخابرات التابعة لعصابات الهاجاناه، أما الموساد بمعناه الحالي فهو اختصار لهاموساد لموديعين أولتافكديم ميوحادي أو الاستخبارات والمهمات الخاصة، والذي تم إنشاؤه أواخر سنة 1949.

 

الموساد : جهاز مخابرات مختص بالعمليات الخارجية فقط.

يتم تكليف جهاز الموساد للاستخبارات والمهام الخاصة بالدراسة الاستخباراتية وبتنفيذ العمليات السرية خارج حدود إسرائيل، والمتمثلة غالبا في عمليات اغتيال لعناصر تعتبرها إسرائيل معادية لها، أو عمليات التجسس حتى ضد الدول الصديقة أو التي لإسرائيل علاقات دبلوماسية معها كمصر والأردن. ويعمل الموساد بصفته مؤسسة رسمية بتوجيهات من قادة الدولة، وفقا للمقتضيات الاستخباراتية والعملية المتغيرة، مع مراعاة الكتمان والسرية في أداء عمله. ومن بين المجالات المتنوعة التي يعمل فيها الموساد أيضا إقامة علاقات سرية كعقد معاهدتي السلام مع مصر والأردن وقضايا الأسرى والمفقودين بالإضافة إلى مجال التقنيات والأبحاث، وهي بالتالي مستقلة عن الشاباك أو جهاز الأمن الداخلي الإسرائيلي، أو آمان وحدة الاستخبارات العسكرية الإسرائيلية.

 

 مؤسسة مدنية بموظفين عسكريين!

تتكون إدارة الموساد كمؤسسة من ثلاثة أقسام رئيسية، قسم المعلومات الذي يتولى جمع المعلومات واستقراءها وتحليلها ووضع الاستنتاجات بشأنها، وقسم العمليات الذي يتولى وضع خطط العمليات الخاصة بأعمال التخريب والخطف والقتل ضمن إطار مخطط عام للدولة، ثم قسم الحرب النفسية الذي يشرف على خطط العمليات الخاصة بالحرب النفسية وتنفيذها، مستعينا في ذلك بجهود القسمين السابقين عن طريق نشر الفكرة الصهيونية، كما ألحقت بجهاز الموساد مدرسة لتدريب المندوبين والعملاء مركزها الرئيسي حيفا ويتم فيها التدريب على قواعد العمل السري والأعمال التجسسية. وتجدر الإشارة هنا إلى أن الموساد يعتبر أحد المؤسسات المدنية في إسرائيل ولا يحظى منتسبوه برتب عسكرية، لكن جميع موظفيه خدموا سابقا في الجيش الإسرائيلي وأغلبهم من الضباط.

 

مهام الموساد الأساسية، جمع معلومات وتجسس واختطافات واغتيالات

تتركز مهمة الجهاز التنفيذي في الموساد في إدارة شبكات التجسس في كافة الأقطار الخارجية وزرع عملاء وتجنيد المندوبين في مختلف أنحاء العالم، وتوجيه فرع المعلومات العلنية الذي يقوم برصد مختلف مصادر المعلومات التي ترد في النشرات والصحف والدراسات الأكاديمية والإستراتيجية في العالم، بالإضافة إلى إحباط تطوير الأسلحة غير التقليدية من قبل الدول المعادية وإحباط تسلّحها بهذه الأسلحة، والحصول على معلومات استخباراتية إستراتيجية وسياسية، وعلى معلومات ضرورية تمهيدا لتنفيذ عمليات خارجية تتعلق بالأساس باغتيال قياديين فلسطينيين أو من دول عربية أخرى معادية، كما يهدف الموساد إلى إقامة علاقات سرية خاصة خارج البلاد مع العمل على الحفاظ عليها، كما يمتلك الموساد العديد من الشركات التجارية الوهمية حول العالم، ذات أرقام تسجيل تجارية، وكشوف ضريبية سليمة، رغم أنها في حقيقتها أماكن تستخدم كغطاء أمني لأنشطة الموساد.

 

 قائمة اغتيالات طويلة، أشهرها عملية فاشلة!

نفذ جهاز الموساد الإسرائيلي عدة عمليات اغتيال ضد عناصر في المقاومة الفلسطينية والمقاومة اللبنانية، وأيضا لبعض العلماء المرموقين من مصر ودول عربية أخرى، فتم مثلا اغتيال غسان كنفاني الروائي والقيادي الفلسطيني المعروف بتفجير سيارته في بيروت سنة 1972، وعدد من ضباط منظمة أيلول الأسود الفلسطينية كانتقام على عملية أسر وقتل الرياضيين الإسرائيليين في ألعاب ميونيخ الأولمبية 1972، ثم الرجل الثاني في فتح خليل الوزير أبو جهاد بعملية نوعية نفذتها فرقة كوماندوز إسرائيلية في تونس سنة 1988، وأيضا الأمين العام السابق لحزب الله اللبناني عباس الموسوي بقصف سيارته سنة 1992، والفلسطيني فتحي الشقاقي مؤسس حركة الجهاد الإسلامي بإطلاق النار عليه في جزيرة مالطا سنة 1995، والقيادي البارز في كتائب القسام المهندس يحيى عياش بتفجير هاتفه المحمول سنة 1996، مرورا بمؤسس حركة حماس الشيخ أحمد ياسين وعبد العزيز الرنتيسي سنة  بقصف جوي 2004، ونهاية بالقائد العسكري لحزب الله اللبناني عماد مغنية بتفجير دقيق في دمشق سنة 2008، والقيادي في حركة حماس محمود المبحوح بخنقه في غرفة فندق بدبي سنة 2010، مع عمل دؤوب للتمكن من تصفية أهداف أخرى كالأمين العام لحزب الله اللبناني حسن نصر الله والقائد العسكري لكتائب القسام محمد الضيف الذي نجا من عدة عمليات سابقة، ولكن تبقى أشهر عملية للموساد حتى الآن هي محاولة الاغتيال الفاشلة للقيادي البارز في حماس خالد مشعل في العاصمة الأردنية عمان سنة 1997، وهي العملية التي نجا منها مشعل بأعجوبة، وتم اعتقال عميلي الموساد وإجراء صفقة تبادلية أفرج على إثرها على الشيخ أحمد ياسين من السجون الإسرائيلية، وتم إحضار طائرة بطاقم طبي إسرائيلي خاص مزود بالترياق المضاد للسم الذي استنشقه مشعل وأدخله في غيبوبة طويلة كادت تودي بحياته!

 

 عندما كاد جاسوس إسرائيلي أن يصبح رئيسا لسوريا!

نعم، ويتعلق الأمر بإيلي كوهين، وهو يهودي مصري من الإسكندرية هاجر إلى إسرائيل سنة 1957، وقام الموساد بتجنيده، في البداية كان الهدف زرعه كجاسوس إسرائيلي في مصر، لكن سرعان ما تم تعديل الخطة وإرساله إلى دمشق، حيث تم تدريبه على حفظ القرآن الكريم والتعاليم الإسلامية وإتقان اللهجة السورية واستخدام وسائل التجسس كالحبر السري وأجهزة الاتصالات وغيرها، وتم تلفيق قصة مزورة لحياته أساسها كونه مسلما سوريا اسمه كامل أمين ثابت، جاء كرجل أعمال ثري من بوينس آيرس في الأرجنتين بهدف الاستقرار في وطنه سوريا، وبسرعة فائقة تمكن من صنع شبكة علاقات واسعة مع قيادات سياسية وعسكرية سورية، ساعدته دون أن تدري على الحصول على كنز من المعلومات الاستخباراتية المتعلقة بالدفاعات العسكرية وخطط الهجوم السورية التي وصلت أولا بأول إلى الموساد، وتداول البعض خبر ترشحه لرئاسة الحزب أو حتى الجمهورية بفضل علاقاته الواسعة مع الحزب الحاكم، لكن سرعان ما تم اكتشافه بعد رصد إشارات مورس منبعثة من منزله عن طريق جهاز تتبع ورصد الاتصالات السوري، ويحكي البعض عن دور للمخابرات المصرية في المساهمة في كشفه، وهكذا تم القبض عليه متلبسا وإعدامه أمام دهشة الجميع يوم 18 ماي 1965 في ساحة المرجة، حيث بقيت جثته معلقة لعدة أيام.

 

أخطر جاسوسة في تاريخ الموساد: عربية!

هي أمينة المفتي، ولدت سنة 1939 في العاصمة الأردنية عمان لأسرة شركسية مسلمة، سافرت سنة 1957 إلى النمسا بقصد إكمال دراستها بعد حصولها على الثانوية العامة، وهناك انطلقت في حياة الانحلال، قبل أن تتعرف على طيار عسكري يهودي نمساوي هو أخو صديقتها، وقد ساعدها على الحصول على دكتوراة مزورة في علم النفس المرضي، وبعد قصة حب ، تزوجته بعد تخليها عن الإسلام واعتناقها الديانة اليهودية في معبد شيمودت في فيينا بالنمسا، وصار اسمها آني موشيه بيراد على اسم زوجها.

هاجرت برفقة زوجها إلى إسرائيل سنة 1972، وأصبح زوجها طيارا في سلاح الجو الإسرائيلي، لكن تم إسقاط طائرته من قبل الدفاعات الجوية السورية سنة 1973، واعتبر على إثر ذلك مفقودا حتى الآن.

كانت شخصية أمينة أو آني من أغرب الشخصيات التي تتطلب دراسة نفسية معمقة، فقد أعماها الحب وقررت الانتقام من الفلسطينيين والسوريين لتسببهم حسب رأيها في فقدان زوجها، وهكذا كان سهلا على الموساد تجنيدها لحسابه، فانتقلت إلى لبنان وعملت كطبيبة متطوعة في المخيمات الفلسطينية، وبالفعل تغلغلت في المواقع الفلسطينية في بيروت والجنوب وحصلت حتى على إذن موقع من ياسر عرفات شخصيا للتنقل بحرية تامة ساعدتها على نقل معلومات هامة للمخابرات الإسرائيلية تسببت في خسائر جسيمة للمقاومة الفلسطينية.

تم كشف أمرها سنة 1975، ويرجع الفضل في ذلك لأحد أهم رجال المخابرات الفلسطينية المقربين من عرفات، علي حسن سلامة، الذي كشف بذكائه ما تخفيه الجاسوسة (تم اغتياله في ما بعد سنة 1979)، فتم اعتقالها وإخضاعها للتحقيق، قبل أن تتم مبادلتها بأسرى فلسطينيين بعد 5 سنوات في إطار صفقة مع الجانب الإسرائيلي، ولم يعرف عنها بعد ذلك أي شيء حتى الآن، باستثناء تصدر اسمها لائحة الشرف في مدخل مبنى الموساد، كاعتراف بخدماتها الجليلة للإسرائيليين!

 

 الموساد في الأدب العربي والعالمي:

تعتبر روايات الكاتب الأمريكي اليهودي دانيال سيلفا من أشهر الروايات التي تناولت عمليات الموساد بشكل دقيق (مع بعض الأكاذيب والدعايات الضرورية خدمة لصورة الموساد لدى أعدائه) إذ كان على تواصل دائم بعملاء سريين سابقين للموساد، وقد تناول في كتاباته بعض العمليات الحقيقية كعملية اغتيال خليل الوزير أبو جهاد سنة 1988 في تونس.

عربيا، تناول عدد كبير من الأدباء مخابرات الموساد، كالأديب المصري صالح مرسي وروايته الشهيرة عن رأفت الهجان، لكن تبقى أشهر سلسلة روايات تناولت الصراع مع الموساد، سلسلة رجل المستحيل للكاتب المصري نبيل فاروق، وتتحدث عن ضابط مخابرات مصري يدعى أدهم صبري يتمتع بقدرات خاصة في عالم الجاسوسية والمخابرات وله مهمات خارجية ضد مختلف أجهزة المخابرات وخصوصا صراعه المرير مع عميلة الموساد الحسناء سونيا جراهام، وقد عرفت هذه السلسلة شهرة واسعة في مختلف الدول العربية واستمر إصدارها منذ منتصف الثمانينيات حتى بداية الألفية الثالثة.

 المصدر: عكا للشؤون الاسرائيلية

الاخبار العاجلة