إعلان الاستقلال.. تاريخ ومحطة نحو إقامة دولة كاملة السيادة

15 نوفمبر 2017آخر تحديث :
إعلان الاستقلال.. تاريخ ومحطة نحو إقامة دولة كاملة السيادة
رام الله- صدى الاعلام- 15-11-2017- بينما كانت الجمعية العمومية للأمم المتحدة على وشك الانعقاد في نيويورك عام 1988، ويستعد الرئيس الراحل الشهيد ياسر عرفات لإلقاء خطاب لدول العالم في المحفل الدولي، رفضت الولايات المتحدة الأميركية منحه تأشيرة دخول، فقررت الأمم المتحدة نقل مؤتمرها إلى جنيف لسماع خطاب عرفات.

خطوة كانت انتقامية من قبل الحكومة الأميركية ومن ورائها إسرائيل، كرد على إقدام عرفات على إعلان استقلال فلسطين في نوفمبر من العام 1988، وكرد على تصاعد حدة الانتفاضة الفلسطينية الأولى التي أبرزت دور منظمة التحرير في القضية الفلسطينية، بعد مؤتمر القمة العربية الاستثنائية في حزيران من ذات العام، والذي خرج بدعم شامل للانتفاضة، وبالمطالبة بعقد مؤتمر دولي للسلام في الشرق الأوسط تحت إشراف الأمم المتحدة.

كان اعلان الاستقلال ثمرة نضال عمره عقود من الزمن خاضه الشعب الفلسطيني، كان هذا تتويجا للنضال الذي قاده عرفات لمدة عقد ونصف من الزمن. اتجه عرفات نحو استثمار هذه الخطوات على الصعيد الدولي.

وثيقة الاستقلال خطها الراحل محمود درويش، بين فيها المبادئ الأساسية لبناء الدولة، وهي أن دولة فلسطين هي للفلسطينيين أينما كانوا فيها، يطورون هويتهم الوطنية والثقافية، ويتمتعون بالمساواة الكاملة في الحقوق، تصان فيها معتقداتهم الدينية والسياسية وكرامتهم الإنسانية، في ظل نظام ديمقراطي برلماني يقوم على أساس حرية الرأي وحرية تكوين الأحزاب ورعاية الأغلبية حقوق الأقلية واحترام الأقلية قرارات الأغلبية

كسبت فلسطين جزءًا كبيرًا من الرأي العام الدولي بعد هذا الخطاب، وهو ما سارعت إليه أكثر من 100 دولة للاعتراف بدولة فلسطين كاملة السيادة وتعزيز الحلم الوطني فور إعلان وثيقة الاستقلال في 15 نوفمبر من العام 1988، والذي عقد في الجزائر، وتم نشر 70 سفيراً فلسطينياً في عدد من الدول المعترفة باستقلال فلسطين.

أمين عام حزب الشعب الفلسطيني بسام الصالحي قال، إن إعلان الاستقلال هو تأكيد على تمسك الشعب الفلسطيني بحقه في تقرير المصير وإقامة الدولة المستقلة، وجاء كثمرة لنضالات ومكتسبات سياسية تحققت خلال سنوات طويلة في مواجهة المشروع الاستيطاني الذي أنكر الشعب وحقوقه.

وأكد أن الإعلان إضافة الى الطابع الوطني والسياسي له، فقد احتوى على المضمون الديمقراطي والاجتماعي التعددي، حيث أكد الطابع الديمقراطي والعدالة للدولة الفلسطينية في بناء هذه الدولة على الصعيد الاجتماعي والاقتصادي، كما أكد أهمية المساواة بين المرأة والرجل وعدم التمييز على أساس العرق أو الدين أو المذهب.

وأضاف “منذ اعلان الاستقلال وحتى الأن ترسخت مكانة الدولة الفلسطينية في الرأي العام الدولي من خلال تزايد عدد الاعترافات بدول فلسطين، وبات واضحًا أن هذه الاعترافات هي تزكية لحق تقرير المصير للشعب الفلسطيني وأن الأسرة الدولية بمجموعها تدعم هذا الحق وبالتالي تصبح القضية المركزية إنهاء الاحتلال عن أرض دولة فلسطين بما يضمن استقلالها وسيادتها”.

بدوره، قال عضو اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير واصل أبو يوسف، إن اليوم يعتبر محطة هامة حقق فيها الشعب انتصارا على مستوى الحقوق والثوابت الفلسطينية، ولكن لم تجد تجسيدا على الأرض لإقامتها بسبب موقف الاحتلال الذي يحاول الحيلولة دون اقامة دولة فلسطينية، وكذلك موقف الولايات المتحدة المنحاز للاحتلال، مشيرا الى أنها بقيت محطة هامة ومفصلا رئيسيا في طريق إقامة الدولة.

وأشار الى أن الشعب الفلسطيني مضى ولا زال نحو إقامة الدولة المستقلة كاملة السيادة، رغم كل الاجراءات التي تقوم بها حكومة الاحتلال من جرائم وعدوان، مستند بذلك الى القرارات الشرعية والدولية، والى تضحيات الشعب التي لم تذهب هدرًا.

في هذا السياق، قال نائب الأمين العام للجبهة الديمقراطية لتحرير فلسطين قيس عبد الكريم، إن هذا الإعلان هو القاعدة التي يمكن أن تجتمع عليها كل أطياف الشعب على قاعدة برنامج مشترك لمواصلة مسيرة التحرر من الاحتلال ومن الاستعمار الاستيطاني.

وتابع “تعززت مكانة النضال الفلسطيني التحرري على الصعيد الدولي، وأرست شروط موضوعية تمكن من حث المجتمع الدولي على تحمل مسؤولياته بمعاقبة إسرائيل على خروقاتها للقوانين الدولية والشرعية الدولية، وحملها للانصياع لما تضمنته هذه القرارات من ضرورة إنهاء احتلالها لأراضي دولة فلسطين وتمكينها من ممارسة استقلالها وسيادتها”.  

المصدر: وفا

الاخبار العاجلة