لماذا تعطل إسرائيل المحاولات السورية لحماية الدروز؟

20 نوفمبر 2017آخر تحديث :
لماذا تعطل إسرائيل المحاولات السورية لحماية الدروز؟

رام الله- ترجمة صدى الاعلام- 20-11-2017- نشرت صحيفة يديعوت أحرنوت تقريرا تساءلت فيه عن التعطيل الذي تقوم به إسرائيل تجاه جهود الجيش السوري للدفاع عن قرية حيدر الدرزية، التي تعهدت إسرائيل نفسها بحمايتها.

ويوضح رون بن يشاي، كاتب التقرير، الى أن ذلك الأمر، سببه أن السوريين يبنون مواقع داخل المنطقة العازلة في مرتفعات الجولان، “في انتهاك لاتفاق فك الارتباط لعام 1974، الذي يعتبر اليوم أداة رادعة وقانونية هامة ضد إيران وحزب الله”.

ويقول كاتب التقرير: إن طلقات التحذير التي أطلقها الجيش الإسرائيلي يومي السبت والأحد الماضيين في المواقع العسكرية السورية، تشكل رسالة أخرى نقلتها إسرائيل حول خطوطها الحمراء في مرتفعات الجولان. ولليوم الثاني على التوالي، أطلقت دبابة إسرائيلية قذيفة تحذيرية على قوة سورية تقوم ببناء موقع لحماية قرية حيدر الدرزية من تنظيم جبهة النصرة الذي يهدد القرية.

ويوضح الكاتب، “أنه على ما يبدو، فإن الجيش الإسرائيلي والقوة السورية التي تقوم ببناء التحصينات غرب القرية لها نفس الهدف – الدفاع عن الدروز الذين يعيشون في القرية. فلماذا تعطل إسرائيل جهود الجيش السوري للدفاع عن الدروز، بل إنها تمنع هذه الحماية بالقوة؟ الجواب هو أن السوريين يبنون الفضاء المحصن الجديد داخل المنطقة العازلة بين خطي فك الارتباط – السوري والإسرائيلي – في مرتفعات الجولان”.

ويستطرد الكاتب: إن اتفاق فك الارتباط لعام 1974، الذي تم التوقيع عليه بعد حرب يوم الغفران، يحظر على الجيش السوري دخول تلك المنطقة وإنشاء مواقع هناك. وعندما بنى الجيش السوري موقعا على الجانب الشرقي من قرية حيدر، لم تقل إسرائيل شيئا، لأن تلك المنطقة تقع على الأراضي السورية وليس داخل المنطقة العازلة. لكن اليوم يقوم السوريون ببناء مواقع جديدة داخل المنطقة العازلة، ما دفع إسرائيل إلى إطلاق طلقات تحذيرية على الرغم من أن هذه المراكز تخدم في الواقع أمن سكان القرية التي تعهدت إسرائيل رسميا بحمايتهم.

ويقول الكاتب: لقد أصبح اتفاق عام 1974 اليوم أكثر أهمية بالنسبة لإسرائيل مما كان عليه في السنوات العشرين الماضية، في ضوء محاولات الإيرانيين وحزب الله للوصول من خلال الميليشيات المسلحة في المقام الأول – إلى مرتفعات الجولان السوري، وخاصة إلى المنطقة القريبة من خط فك الارتباط، مشيرا الى ان إسرائيل، اعلنت بالفعل أنها لن تسمح بذلك.

ويوفر اتفاق فض الاشتباك – بحسب ما اورد التقرير – أساسا قانونيا ودوليا لذلك. في الممارسة العملية، إذا حاول الإيرانيون الاحتفاظ بقواتهم-على سبيل المثال، حزب الله أو الميليشيات الشيعية أو حتى جنود الحرس الثوري – على بعد أقل من 20 كيلومترا من الحدود مع إسرائيل، فإنه سيعتبر انتهاكا لاتفاق فك الارتباط، الذي تشرف عليه قوة الأمم المتحدة لمراقبة فض الاشتباك.

ويختم التقرير، الروس يدركون ذلك، وكذلك الحال بالنسبة للأمريكيين والأمم المتحدة. وعلى الرغم من أن هذا يتناقض بشكل طفيف مع مصالحها المباشرة، فإن إسرائيل توضح أنها لن تسمح للنظام السوري بحماية حيدر على حساب انتهاك اتفاق فك الارتباط، الذي يعتبر اليوم أداة رادعة وقانونية هامة ضد الإيرانيين وحزب الله.

الاخبار العاجلة