القدس خط أحمر… وأكثر

5 ديسمبر 2017آخر تحديث :
القدس خط أحمر… وأكثر

كلمة الحياة الجديدة

لن تكون للرئيس الأميركي دونالد ترامب، أية صفقة يعقدها لإقرار السلام في الشرق الأوسط، اذا ما ذهب الى مذهب اليمين الاسرائيلي المتطرف، وقال باعتراف غير قانوني بالقدس عاصمة لدولة الاحتلال، أبعد من ذلك لن يكون له أبدا حضور الوسيط، لا النزيه ولا غيره، وهو يسجل اذا ما أقدم على هذا القول ، سابقة سياسية خطيرة في انتهاك القانون الدولي، الذي ما زال يضع القدس موضع التفاوض، بوصفها مدينة محتلة، وبالقطع لا نريد للرئيس ترامب ذلك، بل ونتطلع دائما الى التوازن الخلاق ان يتحقق في موقف الولايات المتحدة، تجاه الصراع في هذه المنطقة، لتنتعش عملية السلام من جديد حتى تمضي نحو تحقيق أهدافها النبيلة، في تحقيق الأمن والاستقرار في الشرق الأوسط، حين تسترد فلسطين حقوقها المشروعة، وتقيم دولتها المستقلة بعاصمتها القدس الشرقية.

وتعرف الولايات المتحدة، وتماما مثلما قال مستشار الرئيس الأميركي ومبعوثه للشرق الأوسط جاريد كوشنير، خلال خطابه قبل يومين في منتدى سابان “ان حل القضية الفلسطينية هو مفتاح الاستقرار في منطقة الشرق الأوسط” لكن أي حل هو الممكن ليحقق هذا الاستقرار، اذا لم يكن هو الحل العادل ..؟؟ والحل العادل لا يؤسس على الانحياز العنيف لصالح الاحتلال، في الوقت الذي عليه ان يلتزم بقرارات الشرعية الدولية جميعها التي قالت بعدم جواز إحداث أي تغيير في وضع مدينة القدس من جهة، ومن جهة ثانية في ادانة الاستيطان على نحو بالغ الوضوح في القرار رقم 2334، ومن جهة ثالثة أكدت هذا القرارات وما زالت تؤكد ضرورة عملية السلام لانهاء الصراع في الشرق الأوسط، وقد أعطت لفلسطين مقعد دولتها في الأمم المتحدة، وان كان حتى الآن بصفة مراقب، لكنها الدولة التي باتت حاضرة في خطابات الضمير الأخلاقية، وخطابات الواقعية السياسية، الاقليمية والدولية معا، بل وحاضرة في اعترافات كاملة من دول وبرلمانات دول عديدة، ومؤسسات دولية باتت فلسطين فيها بعضوية كاملة.

نعم فرص السلام اليوم في مواجهة خطر التدمير الشامل، اذا ما اقدمت الولايات المتحدة على انتهاك القانون الدولي، وضربت عرض الحائط بقرارات الشرعية الدولية، اذا ما قالت بالقدس عاصمة لدولة الاحتلال الاسرائيلي..!! القول الذي لا يحق لها طبقا للشرعة الدولية وميثاق الأمم المتحدة، في الوقت الذي لا يجوز لها من الناحيتين الأخلاقية والسياسية، ان تقوله بوصفها دولة عظمى معنية بسلام العالم واستقراره..!!

وتدمير فرص السلام لا يعني غير فتح أبواب جهنم في هذه المنطقة، لإشاعة الارهاب فيها أكثر مما هو الآن، وهذا ما لا يحقق مصالح لأحد فيها، خاصة الولايات المتحدة، وليس في هذا التحذير من هذا الخطر الجسيم تهديدا لأي جهة كانت، ولا بأي حال من الأحوال، بل ان هذا التحذير ليس إلا قول المسؤولية الانسانية والحضارية قبل كل شيء، القول الذي ترى فلسطين الدولة، وعلى لسان رئيسها، الرئيس أبو مازن، ضرورة تعميمه في اللحظة الراهنة، والتمعن فيه، بقراءة موضوعية ومسؤولة، قبل ان تقع الواقعة، ويحدث ما لا تحمد عقباه.

وما لا تحمد عقباه خطير، وخطير جدا، فهل تدرك الولايات المتحدة ذلك قبل فوات الأوان..؟؟ بل انها من الضرورة ان تدرك ذلك اذا كانت معنية حقا بإقرار السلام في الشرق الأوسط، وبالقطع لا سلام في الشرق الأوسط غير السلام الذي تنشده فلسطين، لأنه السلام الذي تريده للعالم أجمع، من أجل الأمن والاستقرار المثمر الذي يؤمن التبادل النزيه للمصالح المشروعة، سلام الحق والعدل والكرامة، سلام التسامح والتعايش الخلاق بين الشعوب والأمم، سلام القدس عاصمة السلام، بفلسطينيتها الأصيلة، وعروبتها الراسخة، مثلما هي عبر التاريخ، وكما هي رسالة العلي القدير للبشرية جمعاء، اذ هي رسالة تعايش وتسامح وايمان ومحبة، وهذه هي رسالة السلام. رسالة القدس.

 

مقالات أخرى للكاتب

 

القدس خط أحمر… وأكثر

المصالحة بلغة الانقسام

المصالحة.. شكليات حمساوية

مصر العزيمة
اقرأ أيضاً

 

الاحتلال يقرر الإفراج المبكر عن أسيرين بمحكمة ثلثي المدة

الإحصاء: ارتفاع الرقم القياسي لكميات الإنتاج الصناعي خلال تشرين

الألمان يرون ترامب مشكلة أكبر من كوريا الشمالية أو روسيا

اشتية: الفلسطينيون يمتلكون إرادة الرفض لكل ما ينتقص حقوقهم

الاخبار العاجلة