غطرسة القوة لا يمكنها تحقيق السلام والأمن لاسرائيل

20 يوليو 2016آخر تحديث :
غطرسة القوة لا يمكنها تحقيق السلام والأمن لاسرائيل

بقلم: حديث القدس  – القدس

يبدو ان رئيس الوزراء الاسرائيلي لا يجيد قراءة التاريخ المعاصر والماضي جيدا، بل يحاول العمل على تزويره كما يزور الحقائق دائما معتقدا ان قوة اسرائيل العسكرية يمكنها تحقيق هذا التزوير وان جنون العظمة لديه جعله لا يرى الأمور على حقيقتها.

فتارة يبحث برسالة إملاءات للرئيس محمود عباس ضمنها الدعوة للتنازل عن حق العودة وتاره أخرى يوجه تهديدا لحزب الله اللبناني يحذره فيها من أن تسول له نفسه بأن يهاجم اسرائيل حيث قال إن اسرائيل سترد على ذلك بقبضة من حديد.

وقد جاءت تهديدات نتنياهو هذه في الكلمة التي ألقاها في المقبرة العسكرية بمناسبة مرور عشر سنوات على حرب لبنان الثانية والتي استطاع خلالها جيش نتنياهو فقط تدمير الجنوب اللبناني وإيقاع خسائر جسيمة في صفوف المواطنين اللبنانيين في حين فشل في استعادة الجنديين الاسرائيليين اللذين أسرهما حزب الله وتبين لاحقا بأنهما ميتان.

فهذا التبجح بالقوة العسكرية والتهديد والوعيد مرة لقطاع غزة ومرة لحزب الله ومرة لسوريا وغيرها من الدول العربية والشرق أوسطيه يعطي الدليل الواضح بأن هذه الدولة هي دولة عدوانية قامت ولا تزال على الحروب والدمار، رغم زعمها بأنها دولة ديمقراطية.

غير ان هذا التبجح بالقوة لا يمكنه ان يستمر الى أبد الآبدين. صحيح ان الأوضاع في المنطقة تستغلها اسرائيل أبشع استغلال حيث الحروب الداخلية في العديد من البلدان العربية خاصة في سوريا والعراق واليمن وليبيا وغيرها من الدول العربية، إلا ان هذه الأحوال لن تستمر الى ما لا نهاية، وفي نهاية المطاف فإن هذه الحروب والاقتتال الداخلي ستنتهي وتعود الدول العربية للإعمار بسواعد أبنائها المخلصين ويضعون حدا لإراقة الدماء.

وكما ان الشعوب التي استُعمرت في القرن الماضي نهضت وتحررت واستطاعت التفوق على مستعمريها كما هو الحال في الصين الشعبية حيث أصبحت قوة عظمى في طريقها لأن تكون الأولى عالميا بعد تحررها من المستعمرين وإلحاق الهزيمة بهم.

ولينظر نتنياهو الى بريطانيا التي أوجدت دولة اسرائيل من خلال إعطائها للحركة الصهيونية وعد بلفور المشؤوم والتي كانت مستعمراتها لا تغيب عنها الشمس وكانت أيضا القوى العظمى الأولى، كيف انحسرت بعد تحرر شعوب مستعمراتها.

فالقوة لا يمكنها أن تبقى الى الأبد، فالتاريخ علمنا ان الدول تصل أعلى مراحلها من القوة ثم تعود وتتراجع الى الخلف، وهناك الكثير من الأمثله على ذلك حيث كانت دول عظمى وأصبحت متقوقعة على نفسها.

فغطرسة القوة التي تطغى على نتنياهو لا يمكنها ان تستمر وتتواصل الى ما لا نهاية، فإرادة الشعوب أقوى من أية قوات عسكرية، وعندما تمتلك الشعوب العربية الإرادة فإن قوة اسرائيل لا تجدي نفعا. فانتفاضة الحجارة الأولى حيّدت لدرجة كبيرة قوة اسرائيل العسكرية وأصبح جنودها يتراكضون في الشوارع لملاحقة الفتية والشبان الذين يرشقونهم بالحجارة.

ان غطرسة القوة لا يمكن ان تحقق الأمن والسلام لاسرائيل، بل على العكس من ذلك فإنها ستبقى في حروب دائمة متواصلة لا يمكن التكهن بنتائجها خاصه في حالة امتلاك شعوب المنطقة لإرادتها.

ان الذي يجلب الأمن والسلام لاسرائيل والمنطقة والعالم هو اعتراف دولة الاحتلال بحقوق شعبنا الوطنية بما فيها حق العودة الذي تطالب بشطبه من القاموس الفلسطيني، ولكن هذا الحق راسخ رسوخ الجبال ولا يتنازل عنه أي شخص فلسطيني طال الزمن أم قصر. كما ان إنهاء دولة الاحتلال لاحتلالها ورحيلها عن أرضنا هو الذي يحقق السلام والأمن وليس القوة العسكرية وغطرستها.

الاخبار العاجلة