“أبو ثريا”.. أفقده الاحتلال ساقيه فقاوم بيديه حتى استشهد

16 ديسمبر 2017آخر تحديث :
“أبو ثريا”.. أفقده الاحتلال ساقيه فقاوم بيديه حتى استشهد

صدى الإعلام- 16/12/2017

لم تفقد الإعاقة الجسدية التي تعرض لها الشهيد إبراهيم أبو ثريا (29 عاما) من سكان مخيم الشاطئ غرب غزة، العزيمة في أن يتقدم صفوف الشبان الذين يشاركون في المسيرات في العامين الأخيرين، وكذلك المسيرات في الأيام الأخيرة بعد القرار الأميركي بالاعتراف بالقدس عاصمة لإسرائيل .

ومنذ أن أصيب ببتر في قدميه على إثر قصف من طائرات الاستطلاع الإسرائيلية عام 2008  مع مجموعة من أصدقائه في منطقة زراعية، وحتى استشهاده لم يتوقف الشاب أبو ثريا ، عن مكافحة ظروفه الحياتية الصعبة حتى واصل الطريق من أجل توفير لقمة العيش لعائلته بكل السبل.

وتعيش عائلة الشهيد أبو ثريا، في ظروف معيشية صعبة، فكان يمثل ابنها الشهيد المعيل الوحيد لها بسبب مرض والديه، في حين أن لديه ست من الشقيقات، وثلاثة من الأشقاء في عمر الفتيان والأطفال كانوا يرون في شقيقهم الشهيد “إبراهيم” الأب والأم الذي لا يتوانى في توفير احتياجاتهم رغم ظروفه الصحية الصعبة.

وتخطى إبراهيم بإرادته خلال حياته منذ إصابته كل الحدود والعوائق، وترك في عيون كل من يراه بصمة لا يمكن أن تنسى بعزيمته القوية وتحديه لكل الظروف، حتى أصبح أكثر الشبان شهرةً في غزة بعد أن كان دوما يظهر في حي الرمال  على كرسيه التي كان يقودها بنفسه وهو يتنقل من بين شارع إلى آخر، ومن سيارة إلى أخرى من أجل تنظيفها والحصول على بعض الشواكل التي يجمعها لكي يعيل نفسه وعائلته التي تعيش في منزل صغير بـ “الإيجار”.

وأشار الشهيد إبراهيم في أحاديث تلفزيونية سابقة أنه كان يعمل قبيل إصابته في الحادي عشر من أبريل/ نيسان 2008، في صيد الأسماك بالبحر. مشيرا إلى أنه منذ انتفاضة الأقصى الثانية عام 2000 لم يتوقف عن المشاركة في المسيرات وأنه أصيب 12 مرة بجروح متفاوتة.

وقال في إحدى اللقاءات أن ما دفعه إلى العمل رغم ظروفه الصحية الصعبة، هو تحديه للإعاقة ولإسرائيل. معتبرا أن ما جرى له حينها “قدر الله الغالب” وأنه بالعزيمة والإصرار واصل هذا التحدي.وبين أن العجز الذي تسبب فيه القصف لم يؤثر على ممارسة حياته بشكل طبيعي من أجل إعالة نفسه وعائلته. مشيرا إلى أنه كثيرا ما كان يحاول تطوير ذاته.

وأظهرت صور وفيديوهات نشرها صحافيون ونشطاء عبر شبكات التواصل الاجتماعي خلال الأيام الماضية ، الشهيد إبراهيم وهو يتقدم صفوف الشبان المحتجين ردا على القرار الأميركي.وقال في لقاء متلفز “نحن شعب لا نستسلم، وسنواصل المواجهات حتى يعود ترامب عن قراره”.

واستشهد إبراهيم برصاصة اخترقت رأسه شرق من حي الشجاعية شرقي مدينة غزة. حيث عم الحزن في أوساط عائلته ومخيم الشاطئ الذي احتضنه لسنوات طويلة، وقلب كل من عرفه من الإعلاميين والمواطنين.

المصدر: القدس دوت كوم/ محمود أبو عواد

الاخبار العاجلة