شخصيات وطنية ورجال دين يرفضون إعلان ترامب ويؤكدون التفافهم حول القيادة

6 فبراير 2018
شخصيات وطنية ورجال دين يرفضون إعلان ترامب ويؤكدون التفافهم حول القيادة

رام الله- صدى الاعلام

أكدت شخصيات وطنية ورجال دين إسلامي ومسيحي رفضهم لإعلان الرئيس الأميركي ترمب بشأن القدس، ووقوفهم الى جانب الرئيس محمود عباس والقيادة الفلسطينية لإفشال الإعلان الأميركي وكافة المشاريع السياسية التي تستهدف المدينة بالتهويد أو التهجير أو التضييق على أهلها، ودعوا الى تعزيز الوحدة الوطنية لمواجهة المخاطر التي تتهدد قضيتنا.

جاء ذلك خلال لقاء نظمته اليوم الثلاثاء مفوضية العمل الجماهيري في هيئة التوجيه السياسي برعاية الرئيس محمود عباس في مدينة رام الله تحت شعار “وحدتنا الوطنية طريقنا للتحرر، وخلف قيادتنا وقراراتها الحكيمة”، بمشاركة عضو اللجنة المركزية لحركة فتح عباس زكي ممثلا عن الرئيس، واللواء عدنان ضميري المفوض السياسي العام والناطق الرسمي باسم المؤسسة الأمنية، والشيخ إبراهيم زعاترة مدير أوقاف محافظة القدس، والدكتور حنا عيسى رئيس الهيئة الإسلامية المسيحية لنصرة القدس، وعبد الله صيام نائب محافظ القدس، والأب الارشمندريت الياس عواد الرئيس الروحي للكنائس في رام الله، بالإضافة الى رؤساء مجالس محلية ومؤسسات أهلية ومدراء أذرع المؤسسة الأمنية في محافظة القدس، والذي تولى إدارته ناصر عياد مفوض العمل الجماهيري في التوجيه السياسي.

وفي كلمته باسم الرئيس أكد زكي أن إعلان الرئيس الأميركي ترمب بالاعتراف بالقدس عاصمة لإسرائيل ونقل سفارة بلاده إليها سيفشل بفضل الصمود الفلسطيني ووقوف العالم أجمع مسلمين ومسيحيين ويهود ضد هذا القرار الغبي، وبفرض عزلة دولية على الولايات المتحدة والاحتلال، ومقدمة لإفشال “صفقة القرن” التي أصبحت معالمها واضحة ولا تلبي الحقوق الوطنية المشروعة لشعبنا.

وأضاف إن القدس مسرى الرسول وقبر المسيح هي أرض التآخي الإسلامي المسيحي منذ العهدة العمرية، وأن أحدا في العالم لا يمكنه تغيير واقعها مهما امتلك من قوة ما دام الشعب الفلسطيني موحدا ومرابطا في أرضه ومدافعا عن حقوقه، وقد اثبتت التجارب السابقة ذلك منذ قرن من الزمن.

وتابع زكي إن صراعنا ليس مع اليهود بل مع الصهيونية التي تفتقر إلى القيم والمبادئ ولا تعير وزنا للحقوق والقوانين وتضم أناسا غير اليهود وتسعى للسيطرة على ثروات العالم بالقوة.

وأشاد بمواقف القيادة الفلسطينية في مواجهة إعلان ترمب، وقال إن الرئيس أبو مازن شامخ كجبل أحد، وإن شعبنا العظيم بقراره الوطني المستقل وعدالة قضيته استطاع ايصال صوت العدل الفلسطيني الى العالم أجمع، وحقق إنجازات سياسية وازنة في القمم العربية والاسلامية والافريقية والاوروبية وخلال لقاءاتها بزعماء مختلف الدول والمنظمات التي اعقبت القرار الأمريكي، وآخرها التطور الذي طرأ في موقف الاتحاد الاوروبي من موضوع الاعتراف بالدولة الفلسطينية.

وأضاف، إن موقفنا قوي ونرفض أن يكون أي مسجد بديلا للأقصى، وان 138 دولة في العالم تعترف بدولة فلسطين ونطالبها بسحب اعترافها بإسرائيل، وسنبقى بمستوى التحدي وسنصمد على أرضنا ونثبت على حقوقنا، مؤكدا ان انتصارنا في معركة القدس سيحمي الكثير من دول وشعوب المنطقة من مؤامرات ستطالها، بعد فشل تحويل الصراعات في المنطقة الى مذهبية بين السنة والشيعة، وبانكسارنا لا سمح الله لن تبقى هناك عروبة ولن يبقى اعتبار للدين والقيم والمبادئ.

وحول الوضع الفلسطيني قال زكي، علينا أن نخرج غزة من المأساة التي تعيشها فهي عزتنا وأرضنا وأهلنا، مضيفا إن القيادة الفلسطينية رفضت قرار وسم إسماعيل هنية بالإرهاب، ومسيرة شعبنا ستستمر حتى الحرية والاستقلال.

من جانبه أكد اللواء ضميري أن علاقة المسلمين والمسيحيين في فلسطين هي علاقة شراكة بين مواطنين وليس للطائفية فيها أي اعتبار، وكانت القدس رمزا للوحدة والتآخي الاسلامي المسيحي في الماضي والحاضر وستبقى في المستقبل، ولن يغير واقعها ترمب أو غيره ما دام الفلسطينيون متمسكين بإرثهم وقيمهم وثقافتهم الوطنية.

وقال ان الحركة الصهيونية فشلت في تشويه وجه القدس، ولم تتمكن من إحداث فتنة طائفية او شقاق بين أبنائها المسلمين والمسيحيين الموحدين في الدفاع عن القدس التي كانت عنوان الثورات والانتفاضات والهبات الفلسطينية المتتابعة منذ قرن.

وأضاف إن موقف الرئيس محمود عباس الذي عبر عنه في المؤتمرات العربية والاسلامية والدولية المتعاقبة واجتماع المجلس المركزي واللجنة التنفيذية، ليس موقفا شخصيا بل يمثل موقف الشعب الفلسطيني بكل أطيافه وطوائفه داخل الوطن وخارجه، وهو الموقف الذي عمِّد بدماء الشهداء خلال مسيرة نضال طويلة.

وقال إن خطة ترمب ونتنياهو وقراراتهما ستسقط على أيدي أطفال فلسطين وحجارتهم مثلما أفشلوا مؤامرات سابقة أكثر فتكا، وإننا اليوم أقرب من أي وقت مضى إلى الوحدة والدولة والاستقلال وطرد المستوطنين من أرضنا، فشعبنا عظيم وأحلام العظماء تتحقق.

وألقى الشيخ ابراهيم زعاترة مدير أوقاف القدس كلمة قال فيها، إننا نلتقي اليوم لنؤكد أننا شعب واحد مسلمين ومسيحيين، وان فلسطين تنفرد عن كل العالم برفع الأذان من الكنائس عندما تمنع المساجد من رفعه، وان المسجد بجوار الكنيسة، وان الكنيسة تحمي المدافعين عن حقوق شعبهم كما حدث في كنيسة المهد.

وأضاف، إن ما بين وعد بلفور عام 1917 وقرار ترمب 2017 قرن من الصراع على القدس وفلسطين وسيزول الاحتلال الاسرائيلي كما اندثرت كل الاحتلالات السابقة وستبقى القدس لأهلها مسلمين ومسيحيين وسيرفع علم فلسطين على مآذنها وكنائسها وأسوارها، وسينتهي ظلم الاحتلال، مضيفا اننا سنبقى وحدة واحدة في مواجهة الاحتلال ولن تثنينا ممارساته عن تحقيق أهدافنا.

من جانبه استعرض حنا عيسى تاريخ المدينة منذ ان كانت قرية قبل 4500 عام وصولا إلى العهدة العمرية التي حققت العدالة الاسلامية المسيحية والتي تطورت على مر العصور، كما تناول التغيرات الجغرافية والديمغرافية وثقافية التي طرأت على المدينة المقدسة جراء سياسات الاحتلال الهادفة تهويدها.

 كما تناول المؤامرات التي حيكت ضد مدينة القدس وآخرها إعلان ترمب الذي قال إنها مدينة يهودية، مضيفا إن صمود المقدسيين في وجه تلك المخططات يحتاج الى دعم ومساندة ليثبتوا فيها ويحافظوا على مقدساتها.

وحيا الرئيس محمود عباس المؤتمن على الحقوق الوطنية الفلسطينية، وشكر هيئة التوجيه السياسي والوطني التي بادرت الى عقد هذا اللقاء، واشاد بقادة وضباط وجنود الأجهزة الأمنية المدافعين عن شعبنا وأمنه واستقراره، وشكر أصدقاء الشعب الفلسطيني المساندين لحقوقه.

بدوره ألقى عبد الله صيام نائب محافظ القدس كلمة وصف فيها اللقاء الذي يجمع أطياف الشعب الفلسطيني بلقاء الوحدة والالتحام لإفشال مخططات استهداف القدس، ومواجهة الاحتلال الذي أغلق أبواب المدينة وحال بين المسلمين والمسيحيين ومقدساتهم فيها.

وقال، علينا مراجعة الواقع في مدينة القدس بصورة يومية لأن اجراءات الاحتلال لا تتوقف، فكان آخرها تجديد قرارات اغلاق مؤسسات فلسطينية فيها، وفرض الضرائب على الكنائس بمبلغ 190 مليون دولار، وعلى مقرات وكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين “الاونروا” بمبلغ 27 مليون دولار، بالإضافة الى نشر قوات لجيش الاحتلال في محيط وأحياء المدينة لمحاربة الوجود الاسلامي المسيحي فيها، وتحويلها الى مدينة أشباح.

وعبر صيام عن خشيته من فرض ضرائب مماثلة على أملاك الوقف الاسلامي في القدس، ضمن خطط ظالمة متتالية لترجمة إعلان ترمب على الأرض.

فيما أكد الأب الارشمندريت الياس عواد الاب الروحي لكنائس رام الله، أن القدس تتعرض لعدوان بعد إعلان ترمب، وان الرئيس محمود عباس يتعرض لهجوم شرس لرفضه كل القرارات التي تستهدف القدس والحقوق المشروعة للشعب الفلسطيني، وقال اننا نقف خلف الرئيس وقيادتنا الوطنية الصامدة والمدافعة عن حقوقنا. 

وأضاف ان المسجد الاقصى ومساجد القدس وكنائسها تتعرض الى عدوان لتغيير معالمها وتزييف واقعها، وحيا أبناءها المدافعين عن مقدساتهم وحقوقهم الوطنية والسياسية والانسانية، ووجه رسالة الى العالم أجمع يطالبهم فيها الى عدم الصمت على جرائم الاحتلال والضغط على حكومة الاحتلال لوقف عدوانه الظالم على شعبنا عامة ومدينة القدس بصورة خاصة.

وقال ان الوحدة التي جسدتها وثيقة عمر بن الخطاب وسفرونيوس لن يستطيع ترمب أن يهدمها وستبقى كما هي الى الأبد.

وكان اللقاء بدأ بتلاوة آيات من القرآن الكريم رتلها الشيخ ماهر عساف مفوض الإرشاد الديني في محافظة بيت لحم، وعزف السلام الوطني الفلسطيني والوقوف دقيقة صمت إجلالا وإكبارا للشهداء وقراءة الفاتحة على أرواحهم.

الاخبار العاجلة