محللون: تصريحات البردويل رفض للمصالحة وامتداد لعقلية انقسامية

8 أبريل 2018آخر تحديث :
البردويل حماس
البردويل حماس

رام الله-صدى الاعلام

يوما بعد يوم، تتكشف النوايا الحقيقية لحركة حماس، وتتضح مواقفها تجاه المصالحة الوطنية.

تصريحات قادتها المستمرة والمركزة، وتحريضهم المستمر على الرئيس محمود عباس والقيادة الفلسطينية والحكومة، أزاحت عددا من علامات الاستفهام، واتضحت الرؤية حول عديد من القضايا.

آخر هذه التصريحات المتلفزة والموثقة بالصوت والصورة، كانت للقيادي في حماس صلاح البردويل، الذي أكد من خلالها بما لا يدع مجالا للشك بأن حماس لا تريد المصالحة، وترفض تمكين حكومة الوفاق الوطني من القيام بمهامها في قطاع غزة.

البردويل أدلى بتصريحه في جمعة “الكاوتشوك” على الحدود الشرقية لقطاع غزة، حيث سقط 10 شهداء وأكثر من ألف جريح من أبناء شعبنا، دون أي اكتراث لكل هذه التضحيات التي تقدم وما زالت من أجل فلسطين والقدس، ليعود مرة أخرى ويحرف البوصلة باتجاه المصالح الحزبية والفئوية الضيقة على حساب الدم والمشروع الوطني.

وأجمع محللون سياسيون على أن التصريحات الأخيرة للقيادي في حركة حماس صلاح البردويل، تأتي امتدادا لما تفكر به قيادات حماس بإضافة المزيد من الشرخ في الانقسام، في الوقت الذي يناضل فيه الشعب الفلسطيني قيادة وشعبا من أجل إقامة دولته المستقلة.

وقال المحلل السياسي سلطان حطاب في تصريحات لـ”وفـــا”، اليوم الأحد، إن تصريحات البردويل تؤكد ما تفكر فيه قيادات حماس التي اختارت الخارج وفضلته عن الداخل، ورجحت البعد الإقليمي على البعد الوطني، وتركت أمر إنجاز المصالحة إلى قوى خارجية تتأثر بها.

وأضاف، ان حماس ما زالت ترهن حق الشعب الفلسطيني في الوحدة الوطنية، حيث إنها لا تريد تمكين حكومة الوحدة الوطنية من إنجاز مهامها، وهي مهام تقدم على المهام الأخرى في سبيل إنقاذ شعبنا المحاصر في غزة.

وتابع حطاب “اختيار الشعب الفلسطيني في غزة المقاومة الشعبية السلمية العريضة، ما هو إلا الشكل الذي كان طالب به الرئيس محمود عباس منذ البداية، لأن قضية الشعب الفلسطيني تنتصر بالروافع الدولية والأبعاد الانسانية، وإثبات الحقوق الوطنية للشعب الفلسطيني”.

وأشار إلى أن السلطة الفلسطينية بذلت جهدا كبيرا بتوجيهات من الرئيس محمود عباس، وبإنفاذ من الحكومة التي زارت غزة وتعرض رئيسها ورئيس المخابرات العامة، لمحاولة اغتيال، فيما أصرت على أن تنجز برنامجها لصالح إنهاء الانقسام، مؤكدا أن الاجراءات التي اتخذها الرئيس لا تستهدف الشعب الفلسطيني في غزة، إنما تستهدف حماس التي توظف المساعدات التي تقدمها السلطة أو حق الشعب الفلسطيني في المال العام لصالح سياساتها الانقسامية، ولصالح إبقاء الشعب الفلسطيني في وضع لا يستطيع أن يخاطب العالم على أنه موحد في أهدافه.

من جانبه أكد الكاتب والمحلل السياسي عبد المجيد سويلم أن أي رفض من حماس لكي تمارس السلطة الفلسطينية في قطاع غزة لسلطتها كما تمارسها في الضفة معناه أنها ليست جادة في إنهاء الانقسام، لأنه لا يمكن تحقيق المصالحة وانهاء الانقسام طالما أن حركة حماس تتحكم بقطاع غزة.

وأضاف، ان حماس تعتقد بأن مسيرات العودة تعفيها من اتخاذ إجراءات ضدها وهي المستفيد من هذه المسألة، لكن المشكلة لا تحل بالهروب إلى الأمام أو التغطية على أفعالها وتصريحاتها.

وأردف سويلم: الانقسام كسر ظهر الشعب الفلسطيني، وأن تهرب حماس حتى وإن نجحت في مرحلة معينة وتحت غطاء معين، فهذا لن يفيدها بشيء، ففي نهاية المطاف يجب أن ينتهي هذا الانقسام، وأن تتخلى حماس عن تحكمها بقطاع غزة وتسلم السلطة بالكامل”.

وأكد، أنه إذا لم تتمكن السلطة الفلسطينية من السيطرة على الأمن والقضاء والأدوات المالية كالجباية، إضافة إلى المعابر والحدود، فإن الحديث عن إنهاء الانقسام هو حديث إعلامي وإعلاني وغير جدي على الإطلاق.

وفي ذات السياق علق المحلل السياسي علاء أبو عامر على تصريحات البردويل وبحر، بالقول: إن قيادة حماس تستثمر الحراك الجماهيري بمسيرة العودة لأهداف داخلية تتمثل بتحدي السلطة بالجماهير، مشيرا إلى أن حديث البردويل عن رفض تمكين السلطة في غزة وقبلها بحر بأن جماهير غزة مع حماس وحكمها، هو تحليل خاطئ للأحداث.

وأوضح، أن هناك إجماعا شعبيا لدى الغزيين بالتعاضد عندما يكون العدو إسرائيل، ولكن تصوير حشود الناس أنه مبايعة لحكم حماس فيه قراءة خاطئة ستنعكس سلبا على الوضع الداخلي في غزة.

وأضاف أبو عامر ان الأخطر في قراءة هذه التصريحات هو مبدأ القبول بالمقايضة عند حماس، إذا كانت القضية في عرف بعض قادة حماس هي قضية تثبيت حكم فهذا يعني أن المسيرات ستوضع على ميزان المقابل المتوقع لوقف المسيرات، محذرا من ربط عبارة مسيرة العودة بعبارة فك الحصار وهي عبارات مركبة برعت حماس في صياغتها.

“وفا”

الاخبار العاجلة