خزائن .. “كل قصاصة مدخل لحكاية ملهمة لن تتكرر”

15 أبريل 2018آخر تحديث :
خزائن .. “كل قصاصة مدخل لحكاية ملهمة لن تتكرر”

رام الله- صدى الإعلام

تقرير: إيمان عودة

تحتوي حياتنا اليومية على العديد من الأحداث والإنتاجات التي تتلف  دون أن يعيرها أحد أي انتباه، ودون أن تقع ضمن دائرة اهتمام الأرشيفات التقليدية، من هنا خرجت خزائن لتنادي بضرورة توثيق التاريخ المجتمعي من الحياة اليومية وقصص الناس، لتكون أرشيفا يفتح الباب للأجيال القادمة لقراءة تاريخها الحي دون الحاجة للجوء للأرشيفات الاسرائيلية والغربية كما نفعل اليوم.

“الافيمرا” في أرشيف خزائن

بدأت خزائن في تشرين الأول من العام 2016 كمبادرة تطوعية مستقلة لا تنتمي لأي تنظيم أو حزب سياسي، وحول الهدف الذي تصبوا إليه، تقول مسؤولة العلاقات العامة والتواصل في خزائن آلاء القاق، “خزائن تسعى لبناء أرشيف عربي يوثق الحياة اليومية وقصص الناس بالاعتماد على  جمع  مادة “الافيمرا”، أي المواد قصيرة المدى كالملصقات، والمناشير، البروشورات، الإعلانات التجارية والثقافية، أمسيات فنية ،منشورات المؤسسات والجمعيات والأحزاب، وكل المواد التي لا تقع ضمن دائرة اهتمام الأرشيفات التقليدية الكلاسيكية والرسمية”.

وأضافت القاق “نسعى في خزائن لجمع هذه المواد من كافة أماكن التواجد العربي مع التركيز على القضية الفلسطينية وعلى المواد العربية في أماكن الصراع، آملين أن نحمي وننقذ قدر ما يمكن إنقاذه من المواد والمنشورات العربية التي تُلقى وتتلف كل يوم دون أن تجد جهة تحفظها”.

وتنبع أهمية هذه المواد، بحسب ما أوضحته آلاء القاق “في كونها تعتبر مرجعا مهما للباحثين والدارسين والجمهور لفهم ودراسة الحياة الاجتماعية والإحاطة بالمتغيرات الثقافية والاجتماعية في فلسطين، كي لا نضطر مستقبلا لأن نبحث في الأرشيفات الإسرائيلية والغربية عن التاريخ الفلسطيني والحياة الفلسطينية كما نفعل اليوم”.

أما حول الأحداث القديمة التي لم تكتب بعد، فتقوم خزائن بتوثيقها بالاعتماد على الذاكرة الشفوية وما يحتفظه من عاش في تلك الفترة في أذهانهم، بالإضافة إلى ترجمة أهم المقالات التي نشرت في مواقع الأرشيفات الإسرائيلية، لما تحويه من الأمور المهمة.

لا يقتصر عمل خزائن محليا فحسب، فهي تتكون من فريقين: فريق محلي في فلسطين ومقره القدس المحتلة، وفريق آخر دولي وأعضاؤه موجودون في عدد من دول الوطن العربي، حيث يتم جمع المواد من عدة دول عربية منها: الاردن، مصر، دمشق، لبنان، الدوحة، ليبيا، الجزائر وغيرها، وكل مادة يتم حفظها في خزانة تحمل اسم الشخص الذي ساهم بجمع هذه المواد لخزائن، حيث يتم التواصل مع الأعضاء الكترونيا، وعقد الاجتماعات عن طريق “سكايب” والتي يتم فيها طرح الأفكار ومناقشتها.

 

تسليط الضوء على المُغَيّب

 قال عضو الهيئة الإدارية في خزائن حاتم الطحان “إن الفكرة الأولية لخزائن تم طرحها على عدد من الشبان المهتمين بمجال الأرشيفات والأبحاث وممن يمتلكون خبرة عملية ترفد خزائن بالمهارات اللازمة للنجاح والإستمرار”.

وأضاف الطحان “هناك الكثير من الإعلانات والمنشورات المطبوعة في ثلاثينيات وأربعينيات القرن الماضي تكشف الكثير من حوادث تاريخية تعتبر نقاط مفصلية وحقائق تاريخية هامة لم تعرف إلا مع مرور الزمن، وأحيانا تم تغييبها بالوعي الجمعي، لذلك من خلال الأرشيف المجتمعي نستطيع تسليط الضوء عليها، ومن خلالها يمكننا استيعاب وضعنا الحالي،  لذلك نسعى في مرحلة قريبة لطرح مبادرة معرفية لتطوير المضمون العربي من خلال تفعيل آلية تعاون بين الأرشيف ومراكز البحث والجامعات بحيث تشترك جميع الأطر في رفع مستوى الخطاب العربي والنشاط البحثي العلمي”، مشيرا إلى إن خزائن ستطلق في الاشهر القادمة موقعها الخاص والذي سيحوي على مجموعة من المواد كخطوة أولى تجريبية، علما بأن سياسة النشر المتبعة ستكون وفق سياسة الأرشفة الأخرى التقليدية.

أما مسؤول المجموعات في المتحف الفلسطيني، بهاء الجعبة، فأكد على أهمية وجود هذا النوع من الأرشيف في فلسطين، نظرا لافتقادها له ووجود العديد من المشاكل في الأرشفة بشكل عام في فلسطين، ورغم أن هناك العديد من الجهات والمؤسسات التي تسعى لحفظ الارشيف الفلسطيني، إلا أن خزائن تتميز باهتمامها بتوثيق الحدث الحالي والواقع المعاش، أي اهتمامها بكل الأحداث اليومية والفعاليات والنشاطات التي لا تتطلع إليها المؤسسات الأرشيفية الأخرى، لأننا دائما ما نتحدث في أرشيفاتنا عن واقعنا قبل النكبة، لذلك جاءت خزائن لتكون الجهة الارشيفية التي يبحث عنها  الافراد في المستقبل.

 

 

 

 

“لأجل أجيالنا القادمة”

بدأ رامي النابلسي، أحد المتبرعين لموقع خزائن، بالتعامل مع خزائن منذ ما يقارب السنتين، يقول النابلسي الذي يمتلك محلا لبيع “الانتيكات” في البلدة القديمة في القدس المحتلة: “إنه لمن المهم  أن نحفظ أرشيفاتنا ومقتنياتنا، وبالفعل قمت بتزويد خزائن بالعديد من الكتب والمجلات والجرائد والعمولات ووثائق فلسطينية وفواتير تعود لما قبل احتلال فلسطين، لأن الحفاظ على مثل هذه الأرشيفات مهم لنا ولأولادنا وللأجيال القادمة، أنا أنصح الجميع بالحفاظ على كل قصاصة ورق من تاريخنا الفلسطيني لأجل أجيالنا القادمة”.

الاخبار العاجلة