صدى الاعلام
وفي كل مرة يتطلع أبناء شعبنا الفلسطيني بشكل عام على إنهاء الانقسام الحمساوي ولكن في اللحظات الأخيرة كما هي العادة يتكرر دوما. نصاب بخيبة الأمل في الذهاب إلى نهاية الطريق.
وأعتقد كما يدرك كل من يفكر في التحليل السياسي. ان السلطة الوطنية الفلسطينية ممثلة بالرئيس محمود عباس رئيس دولة فلسطين رئيس اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير الفلسطينية. على الصعيد الداخلي والخارجي يريد المصالحة ما يعزز أوراق الجانب الرسمي الفلسطيني. وهذا الذي دفع الرئيس ابو مازن أن يتجاوز آثار نتائج الانقسام ويريد أن ينجز بعض من النتائج وفي مقدمتها الوحدة الوطنية الفلسطينية. وتجديد المؤسسات الفلسطينية التنفيذية والتشريعية. وهذا ما دفعها إلى مشاركة قيادات فتح والحكومة السابقة وبما في ذلك المخابرات العامة الفلسطينية.
واليوم كما في الأمس يطل علينا المتحدثين باسم حماس: أن هناك قوائم من شبكات للتجسس منتشرة في قطاع غزة ومصر والضفة الغربية وتركيا أي أن هذه المجموعات المنتشرة حول العالم تريد أن تقود الأمن والاستقرار والتنمية الاقتصادية والاجتماعية والثقافية في قطاع غزة من خلال إثارة أعمال العنف والشغب في قطاع غزة الذي يعيش في واحة الأمن والاستقرار والحياة الكريمة .فعلا كما يقول المثل الشعبي شر البلية ما يضحك.
آلاف المواطنين الفلسطينيين في قطاع غزة انتفضوا رفضا للإجراءات الضريبية والجباية التي تفرضها حماس وأجهزتها القمعية على المواطنين إضافة الى سلسلة من القرارات الجائرة ما أدى لاعتقالات وقتلى وجرحى خلال المواجهات التي اندلعت في كل مكان من المحافظات الجنوبية في قطاع غزة. فإن كان هذا بالفعل عمل الأجهزة الأمنية الفلسطينية فهذه إدانة لكم أنتم.
وهناك بعض الأسئلة.. هل حالات الانتحار التي تحدث في قطاع غزة واليوم مواطنة في مخيم النصيرات أقدمت على الانتحار ومن أقدم على إحراق نفسه، وعشرات الحوادث، إضافة إلى الهروب الجماعي بالمئات من شباب أبناء غزة عبر البحار والمحيطات من عمل الأجهزة الأمنية الفلسطينية؟ إن كان هذا بالفعل عليكم بالرحيل قبل فوات الأوان. وأطرح المثل الشعبي “إن لم تستحي فافعل ما تشاء”.
اذا كان لديكم هذا الحس الوطني والأمني لماذا قدمت “حماس” كشوفات الرواتب إلى الجانب الإسرائيلي كشرط من أجل السماح بإدخال 20 مليون دولار، إضافة إلى تقديمها حسن سير وسلوك لدى الجانب الإسرائيلي.
ألم يكن من الشروط الإسرائيلية حفظ النظام الأمن والسياج الفاصل بتفاهم “حماس” وأجهزتها الأمنية مع الجانب الإسرائيلي. من أجل إبقائها وأجهزتها القمعية مسيطرة على قطاع غزة. أي أن حماس وأجهزتها الأمنية أقدمت على هذه الأعمال بتهدئة طويلة الأمد حتى يقضي الله أمرا كان مفعولا لكن في سبيل الإبقاء على الحكم.
هذه التخبطات والإحباط الذي تعيشه “حماس” وأجهزتها لا تريد حدوث أي خلل في المستقبل من إطلاق بعض الصواريخ أو زحف المواطنين قرب السياج، وذلك بطلب مباشر من رئيس الوزراء الإسرائيلي نتنياهو الذي طلب من حماس وأجهزتها ضبط غلاف غزة الحدودي، والصواريخ التي انطلقت خلال فترة الانتخابات الإسرائيلية بررها هو أنها عن طريق الأخطاء والبعض منها مجهول النسب، وبعضها يتحملها الرئيس محمود عباس.
ويبدو أن نتنياهو كما تظهر النتائج لا يستطيع تنفيذ ما وعد “حماس” بسبب الاختلاف ما بين المعارضين على الهدنة طويلة الأمد. هناك اتجاهات قد لا تصب فيما كانت تصبوا إليه حماس وحكومتها الخفية، لذلك أصبحت الخلافات والانقسامات والتخندق بين جماعات حماس وأجهزتها داخل غزة إلى سلسلة من الانقسامات.
ونقول عسى أن يخرج من بينهم رجل رشيد.. يدعو إلى إنهاء الانقسام ويعمل قولا وفعلا على إنقاذ قطاع غزة.