(أرض السلحفاة) لليانة بدر.. رواية فلسطين بعذاباتها وأساطيرها

19 يونيو 2019آخر تحديث :
(أرض السلحفاة) لليانة بدر.. رواية فلسطين بعذاباتها وأساطيرها

رام الله – صدى الاعلام

في احتفاليةٍ ثقافيةٍ نظمها متحف محمود درويش، أطلقت الأديبة ليانة بدر روايتها الجديدة (أرض السلحفاة)، التي تعكس حكاية شعبٍ كاملٍ أُجبر على الهجرة والتنقل من منفى إلى آخر، إلى أن حوّل الكولونيالي وطنه إلى منفى جديد له.

وقدم الكاتبة والرواية وحاورها قيس الرنتاوي، مدير متحف محمود درويش، فيما قامت بدر بإلقاء نصوص من الرواية قبل أن تقوم بتوقيع نسخ من إصدارها للحضور.

وأشارت بدر في حديثها عن “أرض السلحفاة” إلى أنها رواية الحاضر، التي تحفر في الماضي وتستشرف المستقبل، فهي من فُتات الكلام الذي يتناوله الناس، ومن المشاهد اليومية في الحياة الفلسطينية، مثل وحدات التطريز بألوانها المتعددة، لتُشكل معاً لوحةً متكاملةً هي لوحة الشتات والعودة، فهي رواية اكتشاف فلسطين بسهولتها وتعقيدها وعذاباتها وأوضاعها المتشابكة وأساطيرها.

وتحدثت ليانة عن أثر خبرتها السينمائية وعلاقتها بالكاميرا في كتابة رواياتها، بشكلٍ عام، و”أرض السلحفاة” تحديداً، إذ إنها تعاملت مع هذه الرواية كأنها مقطوعات سينمائية توازن بينها، لتكون مُتناسقةً بما يخدم شكل الرواية ومضمونها.

(أرض السلحفاة).. رواية العودة/اللاعودة، فتقوم الكتابة فيها على تشكيل لوحة الشتات والوطن، مستوحيةً تصاميم التطريز الفلسطيني، وهناك حرية الاستخدام اللانهائية واللامحدودة لألوان الطبيعة، لكي يخرج كل تطريز فريداً من نوعه.

وفي حديثها عن الأرض، تنطلق الرواية من أن مواجهة الاستيطان لا تحدث إلا إذا حاولنا استعادة تاريخ الأرض المسروقة في الحكايات الشخصية والعامة.

أفردت ليانة بدر في روايتها الجديدة مساحة كبيرة في السرد للمرأة، معتبرةً ذلك انعكاساً لدور المرأة المهم والأساسي والحيوي في الحياة الفلسطينية، بعيداً عن الأدوار التقليدية التي تأسر المرأة في قفص، ولا تملك إلا إطلاق البكائيات والعويل، فـ “أرض السلحفاة” تؤكد أهمية المرأة ودورها الفاعل والتشاركيّ مع الرجل، فمن دون صوتهما معاً لا يمكننا التحرر والانفتاح إلى آفاقٍ أوسع وأرحب.

ورداً على سؤال، تحدثت ليانة عن أزمة النشر والترجمة في فلسطين، مشددةً على ضرورة الاهتمام أكثر بالترجمة من قِبل الجهات المختصة، مشيرة إلى أنه في بعض دول العالم هناك وحدات خاصة بترجمة الأعمال الإبداعية في وزارات خارجيتها.

وتخللت احتفالية إطلاق “أرض السحفاة مداخلات لعدد من المثقفين والأكاديميين والإعلاميين، حول الرواية وجديدها والأدب النسوي والترجمة.

يُشار إلى أن ليانة بدر أديبة وكاتبة وسينمائية فلسطينية، عملت أيضاً في الصحافة، ونشرت عدداً من الروايات والقصص التي ترجم بعضها إلى عدة لغات، ولها أيضاً دواوين شعر، كما كتبت وأخرجت العديد من الأفلام الوثائقية التي حصلت على جوائز تقديرية.

من رواياتها: الخيمة البيضاء، ونجوم أريحا، وعين المرآة، وبوصلة من أجل عباد الشمس، وشرفة على الفاكهاني، وكتبت في القصة القصيرة: قصص الحب والملاحقة، وأنا أريد النهار، وجحيم ذهبي، وسماء واحدة، كما نشرت في الشعر: زنابق الضوء، وزمن الليل، وأقمار.

كما أصدرت كتابين هما: ظلال الكلمات المحكية، وهو حوار مع فدوى طوقان، وأثر المكان على الهوية في أعمال الشاعر محمود درويش.

وفي عام 1999 أخرجت أول فيلم لها عن الشاعرة الفلسطينية فدوى طوقان بعنوان “فدوى.. شاعرة من فلسطين”، وتولت هي كتابة السيناريو. وفي عام 2001، أخرجت وكتبت سيناريو فيلم بعنوان “زيتونات”.

ولدت ليانة بدر في القدس عام 1952، وانتقلت مع عائلتها إلى أريحا حيث كان والدها عبد الرحيم بدر يعمل هناك، وهو أحد رموز الثقافة العلمية والفلك في فلسطين. ونزحت مع عائلتها إلى الأردن عام 1967 بعد حرب حزيران، ثم التحقت بالجامعة الأردنية، لكنها لم تكمل الدراسة فيها، إذ حصلت على شهادة الليسانس في علم النفس العام من جامعة بيروت العربية، وعادت إلى الوطن مع قيام السلطة الوطنية.

 
 
 
الاخبار العاجلة