قلقيلية.. حرب اسرائيلية “قذرة” على مشارف الحقول

16 سبتمبر 2019آخر تحديث :
قلقيلية.. حرب اسرائيلية “قذرة” على مشارف الحقول

صدى الإعلام – قلقيلية: على “جبهة الصراع” شمال الضفة الغربية، يواجه عشرات المزارعين والفلاحين البسطاء في محافظة قلقيلية ممن تقع أراضيهم على امتداد وبمحاذاة المستوطنات والمنشآت الصناعية الاسرائيلية، خطر التلوث بفعل المياه العادمة المنسابة من المستوطنات صوب مزارعهم.

حروب اسرائيل “القذرة” الدائرة هناك على مشارف الحقول، يشارك فيها قادة مستوطنين وادارات مصانع كيماوية تحت سمع وبصر الجهات المختصة التي تساهم بدورها بـ”تقصد” في استمرار ما يمكن أن يطلق عليه كارثة بيئية، جل ضحاياها من المستهلكين الفلسطينيين الذين يعتمدون على سلة خضرواتهم من تلك الأراضي والحقول الزراعية الغارقة في الوحل.

وفيما يحتفل العالم، هذه الأيام، بيوم النظافة العالمي الذي يصادف 15/9 من كل عام، تظل الدولة المحتلة/ اسرائيل غير آبه بأدنى المعايير والقوانين الدولية التي تجهد في الحد من المشكلات الناجمة عن التغير المناخي، والاحتباس الحراري، وتراكم النفايات.. وغير آبه ايضا بشعار “يوم واحد، كوكب واحد، هدف واحد” الذي أطلقته المنظمة العالميّة المختصّة بيوم النظافة العالمي المعروفة باسم Let’s Do It World)) التي ينطوي تحت لوائها 157 دولةً عالميّةً و18 مليون مُتطوّع من جميع أنحاء العالم.

على الجبهة الفلسطينية المغايرة، شارك مئات المتطوعين من كافة المحافظات، في حملات تنظيف واسعة، إحياء ليوم النظافة العالمي، بهدف التوعية بضرورة الحفاظ على بيئة الأرض، دون أن يتمكنوا من حماية بيئتهم الخاصة الواقعة تحت وطأة الاجراءات والممارسات الاسرائيلية التي حولت مساحات شاسعة من الأرض الفلسطينية الزراعية الى “مزبلة” لنفاياتها السامة بمختلف أنواعها.

يقول مسؤول ملف الاستيطان في محافظة قلقيلية محمد أبو الشيخ، أن مستوطنة “شعاري تكفا”، الجاثمة على أحد جبال قرية عزون عتمة جنوب قلقيلية، تعتبر المسبب الأول للتلوث البيئي في المحافظة، حيث يتعمد المستوطنون ضخ مياه صرفهم الصحي الى داخل مدرسة عزون- بيت أمين الثانوية الملاصقة لهم، كما أن مياه المستوطنة المذكورة تنساب الى أراضي قرية عزبة سلمان جنوب قلقيلية “.

ويضيف: “تتدفق مياه مستوطنة القانا الواقعة جنوب شرق عزون عتمة على وادي القرية، كما أنها تنساب لأراض تقع خلف جدار الضم والتوسع تتبع قرى مسحة والزاوية في محافظة سلفيت، وتعاني قرى بيت أمين وسنيريا جنوب قلقيلية من تدفق مياه مستوطنة ‘عتسفرايم’ القابعة على أراضي محافظة سلفيت”.

“الى الشرق من قلقيلية وعلى أراضي عزون وعسلة، تقع مستوطنة “الفي منشه”، وتنساب مياه صرفها الصحي إلى أراضي المزارعين في قرية النبي الياس وحبلة ومدينة قلقيلية” يقول أبو شرخ، ويتابع “.. والى الشرق ايضا تستهدف مياه المنطقة الصناعية لمستوطنة (كارني شمرون) الجاثمة على أراضي كفر لاقف، وجينصافوط، وحجة، ودير استيا، على أراضي قرية كفر لاقف شرق قلقيلية، وكور شمال شرق طولكرم.

يضاف الى ذلك المياه العادمة المتدفقة من المنطقة الصناعية “لمصنع المخللات” في مستوطنة “عمانوئيل”، بحسب مسؤول ملف الاستيطان في محافظة قلقيلية، والتي تتسبب بمكرهة صحية لأهالي وأراضي وادي قانا ومحميتها الطبيعية الواقعة بين سلفيت وقلقيلية، وتحيطها مستوطنات “عمانوئيل، وكارني شومرون من الشمال، ويكير ونوفيم من الجنوب، بالإضافة الى البؤر الاستيطانية: “ألوني شيلو، ايل متان، وحفات يئير”، حيث تضخ المستوطنات والبؤر الاستيطانيّة مياهها العادمة إلى الوادي وتضر بينابيعه ومصادر مياهه التي يعتمد عليها المزارعون.

ووفقا لتقرير منظمة “بتسيلم” الإسرائيلية، فإن المستوطنات، تنتج نحو 17.5 مليون متر مكعب من مياه الصرف الصحي في العام، ونسبة المياه العادمة غير المعالجة الناتجة عنها، تصل إلى 34 %، وهناك مستوطنات غير مرتبطة بشبكات صرف صحي وتنتج نحو 5.5 مليون متر مكعب من المجاري في العام، ولا تتم معالجتها، ويتم ضخها اتجاه الوديان والجداول في أنحاء الضفة الغربية.

مدير دائرة التخطيط في مديرية زراعة قلقيلية تيسير بصلات، اشار لـ”وفا” الى أن مديرية زراعة قلقيلية تستقبل وبشكل مستمر شكاوى من المزارعين حول تدفق مياه المستوطنات على أراضيهم، وخاصة مزارعي شرق قلقيلية القريبة أراضيهم من مستوطنات تحتوي على مصانع.

ولفت بصلات الى أنهم ينفذون حملات تفتيش ورقابة دائمة على الأراضي الزراعية، بهدف توثيق الانتهاكات والاضرار للمزارعين والعمل على تعويضهم، مؤكدا أن الاحتلال بهذه التصرفات، يهدف الى التضييق على المزارعين وجعلهم يعزفون عن الاهتمام بأراضيهم، وضرب القطاع الزراعي، باعتباره أحد ركائز الاقتصاد الوطني الفلسطيني وأحد مقومات صموده.

وتُبين لين سنجق، من مكتب سلطة جودة البيئة بقلقيلية، أن المياه العادمة الناجمة عن المصانع ومياه الصرف الصحي تؤثر على صحة الانسان، وتسبب اكثر من “15” مرضا خطيرا مميتا نتيجة احتوائها على انواع كثيرة من الكائنات الحية الدقيقة، كالبكتيريا، والطفيليات، والفيروسات، بالإضافة للمعادن الثقيلة المتسربة من المصانع والتي تحوي الكادميوم، والرصاص، والزئبق، ومخلفات منظفات كيماوية، وطلاءات معدنية وغيرها.

وتتابع: “إن تدفق المياه من المستوطنات الإسرائيلية إلى الأودية والينابيع والأراضي الزراعية يؤثر على جودة المياه ويعمل على زيادة نسبة النترات والأملاح، وبالتالي عدم صلاحيتها للاستخدام الآدمي، كما انها تتسبب في اضرار بيئية كبيره، حيث زيادة ملوحة التربة يؤدي الى انسداد مساماتها وعدم قابليتها للإنتاج وتقليل الغطاء النباتي وتدهور التنوع الحيوي.

المصدر : وكالة وفا- ميساء عمر

الاخبار العاجلة