نتفوا رموشها في المدرسة لأنها جميلة

25 سبتمبر 2016آخر تحديث :
نتفوا رموشها في المدرسة لأنها جميلة

بقلم حافظ البرغوثي

كنت اظن ان الحقد والعداء  للتفوق والجمال يصاب به اصحاب القبح والتشوه النفسي فقط، لكن لم يدر بخلدي ان هناك حزبين  تربوا على الكراهية والحقد  لأن في قلوبهم مرض ويكرهون كل ما هو جميل وباتوا من ذوي العاهات النفسية . 

ففي احدى المدارس في غزة تتم معاقبة طفلة في السادسة عشرة خلعت الحجاب خارج المدرسة ، وقامت احدى المدرسات بنتف رموشها الطويلة بحجة انها اصطناعية او تضع المسكارا.

أيحدث هذا في ظل حكم غير طالبان بنت داعش بنت الشيطان؟ أوصل الأمر بالحاقدات على الأنوثة ان ينتقمن من الجمال والتفوق  ! وهل القبح جواز سفر لحسن السلوك الحزبي الاخواني؟  ولمن  تشتكي هذه الطفلة عندما تم تحطيم تفوقها ونتف رموشها وإسماعها كلاما اكثر قبحا من قائلته؟ ومن هي المعلمة المعبأة بالحقد التي اتخذت سلوكا همجيا لئيما مثل هذا، هل هي انثى بلا مشاعر ؟ وكأن الشاعر ابو دلامة كان يصفها عندما قال “جمعت دمامة وجمعت لؤما كذلك اللؤم تنبعه الدمامة.

حدث ذات سنة ان اتصلت بي طالبات ثانوية فلسطينيات في الكويت واشتكين من ناظرة المدرسة وهي كويتية عانس قبيحة المظهر والجوهر طردت بعض الطالبات الفلسطينيات من المدرسة لأسبوع لانهن متفوقات وجميلات ، فقد استدعت الناظرة الشمطاء بعض الطالبات ووبختهن على وضع المكياج  فردت احداهن انهن لا يضعن اية مساحيق وان وجوههن طبيعية وبامكانك ان تتأكدي ! ولما تأكدت الناظرة من ذلك لم تعتذر بل واصلت الشتم ووصفتهن بانهن عاهرات كبقية الفلسطينيات  واوقفتهن عن الدراسة لأسبوع . 
فلجأت الطالبة الى كاتب كويتي يكتب زاوية يومية ظنا منها انه سينصفها لأن مقالاته جيدة  بعد ان علمت انه ابن اخ الناظرة واتصلت به وشرحت ما  حدث معها من عمته  فقال انه سيتدخل  لكنه ابلغ عمته عنها وكأنه  يتآمر معها  فقامت باستدعاء الطالبات وزادت من معاقبتهن بدلا من الاعتذار لهن .

وبالطبع  كتبت عن هذه الواقعة في زاويتي اليومية  آنذاك في القبس وانتقدت الناظرة وابن اخيها الكاتب الذي رد علي  وكان معروفا بأن لا احد ينتقده لسلاطة لسانه لكنني رددت عليه  بقوة حتى جاء شقيقه وهو رجل صديق  ومؤدب وقومي واتصلت شقيقته  الفاضلة هي الأخرى تطلب الا اواصل الرد عليه لأنه يخلق لهم المشاكل ولم يكن  يجرؤ احد من كتابنا الفلسطينيين ان يتناول موضوعا كهذا. 

الآن السؤال لمن  يسيطر على غزة ويتحكم برقاب العباد بالقوة  لماذا هذا السلوك الوحشي الهمجي مع طفلة  جميلة متفوقة ؟ لماذا تتركون  بعض ضعاف النفوس يمارسون سلوكيات بهذا القبح في المدارس يا من لا تجادلون بالتي هي احسن بل اقبح كما يبدو؟ هل التفوق جريمة وهل الجمال جريمة وهل طول الرموش من الموبقات ام انه الحسد الحزبي الذي تربت عليه هذه الشريحة من المدرسات اللواتي امتزج فيهن القبح الباطني مع المقت كما قال ابن الرومي:مزج القبح كله فيك بالمقت فأمتزج.

لقد وهب الجميل سبحانه وتعالى الذي يحب الجمال الطفلة جمالا فلم تعاقبونها ؟ ومنحها الذكاء فلم تحاولون تجهيلها ؟  وأطال رموشها فلماذا هذا التنكيل؟ كنا نحتمل ظلم غير الفلسطيني ولكننا كنا نجاهر بنقده في عقر داره مهما كلفنا الأمر من تبعيات دفاعا عن شعبنا في الغربة  فما بال احد منا لا يرفع صوته ضد هذه العقلية الهمجية الحزبية القبيحة!

الاخبار العاجلة