غاليري حيفا.. الثقافة الفلسطينية تنبت مجددا في وادي النسناس

13 يناير 2020آخر تحديث :
غاليري حيفا.. الثقافة الفلسطينية تنبت مجددا في وادي النسناس

صدى الاعلام _ رام الله :

 يامن نوباني

في حي وادي النسناس العريق، في قلب حيفا العتيقة، وفي مبنى تأسس في عشرينيات القرن الماضي، واستخدم كمطحنة، ثم متجر، ثم منجرة، تستعد سعاد نصر مخول، لافتتاح “غاليري حيفا” ليكون رمزا ثقافيا فلسطينيا وعربيا، وسط حالة من الإهمال المتعمد من قبل بلدية حيفا للمباني والأحياء العربية التي ظلت صامدة هناك بعد التهجير والهدم والمحو للهوية العربية للمدينة عام 1948.

مخول، وهي فنانة تشكيلية ومخططة مدن من مدينة حيفا، قالت: هدفي من إنشاء غاليري حيفا، الحفاظ على الموروث الثقافي والحضري للمدن الفلسطينية عن طريق إقامة المعارض، وإقامة مشاريع مجتمعية لتوعية الشباب بأهمية الحفاظ على التراث وتعريفهم بتاريخ بلادهم وتقوية انتمائهم.

وأضافت: وهي خطوة ضمن سعيي لإقامة المشاريع التربوية والثقافية لدعم حضور المرأة وأن يكون لها دور فعال في بلورة شكل بيئتها المادية عبر إقامة المعارض للفنون البصرية في الفن الحديث، وتوفير منبر ثقافي للفعاليات التربوية والثقافية للمجتمع الفلسطيني في حيفا، إضافة إلى إقامة المحاضرات والندوات في مجال الثقافة والفنون والتطور الحضري.

وقالت: يقع الغاليري في حي وادي النسناس التاريخي، الرمز المتبقي للسكان العرب في المدينة، يتميز هذا الحي كونه منطقة سكنية يجمع بين استعمالات السكن في الطوابق العليا وتجارة وحرف صغيرة في الطبقات الأرضية ويقع ضمن المنطقة سوق الخضار التجاري للتجار العرب.

وخلال مسيرة مخول الفنية الطويلة نفذت مئات اللوحات المستوحاة من واقع المجتمع الفلسطيني وواقع التهجير وواقع المرأة وعشرات اللوحات المستوحاة من المرأة وعلاقتها مع الطبيعة. تتميز أعمالها الفنية بالأسلوب التجريدي التعبيري والواقية التجريدية، حيث تظهر المرأة العنصر الأكثر بروزا في أعمالها. إضافة لذلك نفذت مئات الأعمال الفنية ذات القيمة التوثيقية للمدن والبلدات العربية الفلسطينية، ومؤسسة مشروع “معرض المدن” عام 2008وغاليري حيفا الذي يجيء استمرارا لمعرض “حيفا من هنا انطلقت” الذي أطلقته في العام 2012 .

يذكر أن مخول، تحمل شهادات عالية في تخطيط المدن وهي مديرة المركز الهندسي للدراسات والتخطيط منذ عام 1989، وعملت سابقا محاضرة في كلية الفنون بجامعة النجاح الوطنية في  نابلس.

وأضافت: في دورة التجدد الحضري التي تميز المناطق القديمة سيتحول المبنى الى غاليري يجمع بين الفن التشكيلي الحديث وأعمال التصميم الفني والتطور الحضري وأعمال التوثيق للبلدات والمدن الفلسطينية، الغاليري حاليا يشهد أعمال ترميم وسيتم افتتاحه قريبا.

كانت حيفا قبل النكبة، كرفيقاتها يافا وعكا والقدس، مركزا ثقافيا ثقيلا، فيها الصحف ودور السينما والمكتبات والكُتاب والشعراء والفعاليات والأنشطة الثقافية، من مسرح وفن وأدب وحفلات غنائية وأنشطة رياضية.

حول حيفا قبل النكبة، قالت مخول: ما أعرفه عن حيفا قبل العام 1948، انها كانت منبرا ثقافيا متميزا، وكان فيها تعاون مع فنانين من لبنان ومن أصول فلسطينية فيما يتعلق بالفن المعماري مثل حليم الرومي جد المغنية ماجدة الرومي، ورسم على العديد من سقوف الكنائس والقصور في حيفا، وغيره من الفنانين، وكانت حيفا مسرحا للفنون وجاءتها الفرق الموسيقية والمغنين من الكثير من دول العالم والدول العربية، أبرزهم كانت أم كلثوم، التي غنت في مقهى “الانشراح”.

وبينت أن العديد من المؤسسات الثقافية وأصحاب معارض وفنانين ومهتمين بالثقافة والفنون تواصلوا معها مهنئين ومستفسرين عن التعاون في تنفيذ مشاريع ومعارض ولقاءات، وأن هناك اهتماما محليا في داخل حيفا والمدن والبلدات العربية، ومن الضفة الغربية ودول عربية وأجنبية وفلسطينيي الشتات.

ودعت مخول المهتمين بالفن والموروث الحضاري الفلسطيني أينما وجدوا، والمؤسسات المجتمعية والتعليمية والبلديات والمجالس المحلية ورجال الأعمال، إلى التعاون المشترك من أجل جعل الغاليري نقطة التقاء الفن والحضارة والتاريخ والتراث الفلسطيني، وتوجيه رسالة للعالم مفادها أن الشعب الفلسطيني يحافظ على مكوناته الثقافية ويطورها، وأنه مهد للفنون والتطور الحضري.

الاخبار العاجلة