ظهرت بوادر مشجعة الأحد في إيطاليا وإسبانيا، البلدين الأكثر تأثرا بكوفيد-19، في معركتهما ضد الوباء الذي يجتاح العالم، بينما تستعد الولايات المتحدة لأسبوع اعتبر الأصعب.
وأسفر انتشار فيروس كورونا المستجد عن وفاة ما لا يقل عن 68,125 شخصا في العالم منذ ظهوره في كانون الأول/ديسمبر في الصين، وفق حصيلة جمعتها وكالة فرانس برس السبت الساعة 19,00 ت غ استنادا إلى مصادر رسمية.
وسجلت إيطاليا الأحد أدنى حصيلة يومية للوفيات الناجمة عن الفيروس، فضلا عن انخفاض في الحالات الحرجة لليوم الثاني.
وأعلن الدفاع المدني الإيطالي أن عدد المتوفين في الساعات الـ24 الأخيرة بلغ 525، وهي الحصيلة اليومية الأدنى منذ 19 آذار/مارس. وقال مدير الدفاع المدني أنجيلو بوريلي ”هذه أخبار جيدة، لكن علينا ألا نتهاون“.
في إسبانيا، ذكر مسؤولون أيضا أنعدد الوفيات تراجع لليوم الثالث على التوالي. مع ذلك، أكدت الحكومة أنها ستمدد الإغلاق شبه التام حتى 25 نيسان/أبريل.
لكن عبر الأطلسي، هيأ الرئيس الأمريكي دونالد ترامب مواطنيه لتوقع عدد ”مروع للغاية“ من الوفيات خلال الأيام المقبلة، بينما تجاوز عدد الإصابات المؤكدة في الولايات المتحدة 300 ألف.
في ولاية نيويورك وحدها، مركز الوباء في الولايات المتحدة، ارتفع عدد الوفيات خلال الساعات الـ24 الأخيرة ليتجاوز 4100.
جرعة من الإنسانية
ألقت الملكة إليزابيث الثانية خطابا الأحد لحض البريطانيين على إثبات أنهم على مستوى التحدي الذي يُمليه كورونا المستجد.
وحذرت من أن الأمور قد تستمر على هذه الحال، لكنها أكدت أن الجهد الجماعي في إطار ”السعي المشترك“ بما في ذلك التعاون العلمي سيهزم الوباء. وقالت الملكة ”سننجح، وهذا النجاح سيكون ملكا لكلّ واحد منّا“.
بدورها، حذّرت الحكومة البريطانية من أنها قد تشدّد إجراءات التباعد الاجتماعي، في محاولة للحد من الإصابات.
وقال ترامب إنه ”واثق“ من أن رئيس الوزراء البريطاني بوريس جونسون سيتعافى من إصابته بفيروس كورونا.
وأُدخل جونسون الأحد المستشفى لإجراء فحوص وفق ما أعلنت رئاسة الحكومة، بعد عشرة أيام من إصابته.
نحتاج إليكم
حذر ترامب السبت من أن بلاده تدخل ”مرحلة ستكون مروعة فعلا“ مع ”أرقام سيئة جدا “ لناحية عدد الضحايا. وقال ”سيكون الأسبوع الأصعب على الأرجح“ و“سيموت كثيرون“.
لكنه شدد على أنه لا يمكن لأكبر قوة اقتصادية في العالم، حيث حصد الفيروس أرواح أكثر من 8500 شخص، أن تبقى في حال إغلاق إلى ما لا نهاية.
وقال ”تخفيف حدة الأضرار مجد، لكن لن ندمر بلدنا. قلت ذلك منذ البداية، العلاج يجب أن لا يكون أسوأ من المشكلة“.
وحذّر كومو السبت من أن الأسوأ لم يأت بعد وأن المستشفيات التي تشهد في الأساس ضغطا لا تبدو جاهزة.
وناشدت سلطات مدينة نيويورك أي شخص يحمل شهادة طبية التطوع. وقال رئيس البلدية بيل دي بلاسيو ”أي شخص لم ينخرط في الصراع بعد، نحن بحاجة إليك“.
وفيما وصف ترامب المدينة بأنها ”الأكثر سخونة بين المناطق الساخنة“، أكد نشر نحو ألف جندي، معظمهم أطباء وممرضون، لمساعدة نيويورك.
الموت من الفيروس أفضل من الموت جوعا
شجعت دول غربية بينها الولايات المتحدة المواطنين على ارتداء أقنعة واقية، رغم إصرارها في البداية على أن العاملين في القطاع الصحي هم فقط من يحتاجون لتغطية وجوههم، في تحول تام أغضب بعض الناس وأربكهم.
وجاءت النصيحة بعدما رجحت دراسات انتقال الفيروس عبر الكلام والتنفس وليس السعال والعطس فقط.
وتُراجع منظمة الصحة العالمية إرشاداتها، لكنها تخشى من أن تمنح الأقنعة ”حسا مزيفا بالأمان“ ما يقود الناس إلى تخفيف التزام غسل اليدين والتباعد الاجتماعي.
وكشفت الحكومات برامج غير مسبوقة لتحفيز اقتصاداتها وتخفيف الأزمة، لكن خبراء حذروا من أن الأزمة قد تزيد الفقر مع خسارة الملايين وظائفهم.
وأفادت إيران التي عانت حكومتها ضربة مزدوجة تمثلت بتفشي الوباء والعقوبات الأمريكية، بأنها ستسمح باستئناف أنشطة اقتصادية ”قليلة المخاطر“ مع تراجع الإصابات لليوم الخامس على التوالي.
ويشعر البعض في الدول الفقيرة بغضب حيال قرار منع التجول الذي حرمهم من الحصول على قوت يومهم.
وقال سائق دراجة نارية يستخدمها كسيارة أجرة في لواندا، عاصمة أنغولا، غارسيا لاندو ”كيف يمكن لأحد البقاء في المنزل دون شيء يأكله؟“. أضاف ”الموت بهذا المرض أو برصاصة أفضل من الموت جوعا“.
في أفريقيا كذلك، أعلنت إثيوبيا عن أول وفاتين بكوفيد-19 بينما كثفت السلطات الفحوص للحصول على صورة أوضح بشأن انتشار الفيروس.