الغارديان:”مدينة إنسانية” في غزة أم معسكرات اعتقال..علينا تسمية الإبادة باسمها الحقيقي

9 يوليو 2025Last Update :
الغارديان:”مدينة إنسانية” في غزة أم معسكرات اعتقال..علينا تسمية الإبادة باسمها الحقيقي

صدى الاعلام_استوحت صحيفة “الغارديان” عنوان افتتاحيتها من مقولة للمؤرخ الروماني تاكتيوس التي قال فيها “صنعوا صحراء وسموها سلاما” في معرض حديثها عن غزة وإسرائيل، قائلة إن خطاب حكومة رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو يحاول خلط الذبح بخطط التطهير العرقي، والكلمات مهمة في هذا السياق كما تقول.

وأضافت أن رئيس الوزراء الإسرائيلي، بنيامين نتنياهو الذي يزور واشنطن هذه الأيام كان مسرورا عندما سلم الرئيس ترامب مغلفا، قال فيه إنه يحتوي على ترشيحه لجائزة نوبل للسلام.

وأشار رئيس الوزراء الإسرائيلي إلى جهود ترامب لإنهاء الصراعات في الشرق الأوسط، لكنه في الحقيقة ممتن للرئيس الأمريكي لمشاركته في حربه ضد إيران الشهر الماضي ولسماحه باستمرار المذبحة في غزة بعد توقف قصير. كما أنه حريص على ألا يجبره الرئيس الأمريكي على وقف إطلاق نار جديد. ولعل المحادثات غير المباشرة بين حماس وإسرائيل في قطر قد تفضي إلى اتفاق مؤقت، مع إطلاق سراح الأسرى وربما السماح بدخول المزيد من المساعدات الإنسانية. ومع ذلك، لا يتوقع الكثيرون أن تثمر الجهود هذه عن سلام دائم.

وتعلق الصحيفة أن الكلمات مهمة، لكنها أصبحت منفصلة عن الواقع عندما يتعلق الأمر بالحرب الإسرائيلية على غزة، لدرجة أنها لم تعد سخيفة أو حقيرة بل وفاحشة أيضا. وأشارت إلى أن وزير الدفاع الإسرائيلي، إسرائيل كاتس أعلن عن خطط لإنشاء “مدينة إنسانية”، وهذا يعني إجبار جميع الفلسطينيين في غزة على العيش في مخيم يمنعهم الجيش من مغادرته.

استخدم البروفسور عاموس غولدبرغ، مؤرخ الهولوكوست، الكلمات الدقيقة: سيكون “معسكر اعتقال أو معسكر عبور للفلسطينيين قبل طردهم”. وتقول الصحيفة إن “خطة الهجرة” التي يقول كاتس إنها “ستتحقق”، حسبما أوردت صحيفة “هآرتس” الإسرائيلية، هي في الواقع خطة تطهير عرقي.

وقد استخدم البروفسور عاموس غولدبرغ، مؤرخ الهولوكوست، الكلمات الدقيقة: سيكون “معسكر اعتقال أو معسكر عبور للفلسطينيين قبل طردهم”. وتقول الصحيفة إن “خطة الهجرة” التي يقول كاتس إنها “ستتحقق”، حسبما أوردت صحيفة “هآرتس” الإسرائيلية، هي في الواقع خطة تطهير عرقي.

ولا يمكن الحديث عن مغادرة طوعية عندما يكون البديل هو الجوع أو السجن لأجل غير مسمى في ظروف غير إنسانية.

ويعتقد البعض أن الاقتراح مناورة سياسية، ربما. ولم تجد إسرائيل بعد دولا مستعدة لاستقبال الفلسطينيين. ومع ذلك، لم يعلن عن الخطة شركاء متطرفون في الائتلاف الحاكم، يريد نتنياهو إبقاءهم في السلطة، بل رجل يمنحه منصبه سلطة تنفيذه، حتى لو كان لدى الجيش تحفظات.

وتضيف الصحيفة أن أفكارا غير واقعية وغير مقبولة أصبحت واقعية اليوم، فنظام “توزيع المساعدات الإنسانية” الذي تديره مؤسسة غزة الإنسانية يوقع الفلسطينيين الجائعين في فخاخ الموت، وقد قتل المئات. وقال جنود قرب المراكز للصحافيين بأنهم أُمروا بإطلاق النار على فلسطينيين عزلا لا يشكلون أي تهديد، وهذه جريمة حرب. وردت الحكومة الإسرائيلية بوصف هذه المزاعم بأنها “فرية الدم”. ويقول الجيش الإسرائيلي بأنه يحاول تقليل الخسائر المدنية إلى أدنى حد. لكن معظم عشرات الآلاف الذين لقوا حتفهم هم من النساء والأطفال. كما قتلت إسرائيل مئات العاملين في المجال الطبي: وهي جريمة حرب أخرى.

وتقول الصحيفة إن للكلمات أهميتها، فعندما رفعت جنوب أفريقيا قضية الإبادة الجماعية أمام محكمة العدل الدولية، قاوم الكثيرون هذا الوصف. أما الآن، فعددهم أقل بكثير. فالمعايير القانونية صارمة للغاية، لكن الدول الموقعة على اتفاقية الإبادة الجماعية ملزمة بمنعها، وقد أعلنت الولايات المتحدة عن جرائم إبادة جماعية أربع مرات خلال العقد الماضي. إن تدمير سبل عيش الفلسطينيين والتخطيط لتهجير سكان غزة والتخطيط لتدميرها بالكامل، ليست مجرد أعمال وحشية بل هي أعمال ترتكب “بقصد تدمير جماعة قومية أو إثنية أو عنصرية أو دينية، كليا أو جزئيا”، وهذا هو تعريف الإبادة الجماعية في اتفاقية الأمم المتحدة.

وتقول الصحيفة إن خطاب إسرائيل يهدف إلى طمس حقيقة الفظاعة ومنح المتواطئين، بمن فيهم بريطانيا، فرصة للنأي بأنفسهم. تؤكد أنه “على القادة مواجهة الحقائق. وسينظر وزراء الاتحاد الأوروبي الأسبوع المقبل في المراجعة الداخلية لاتفاقية التجارة بين الاتحاد وإسرائيل. عليهم اتخاذ الإجراءات اللازمة. إذا أراد ترامب جائزة نوبل للسلام، فعليه الإصرار على سلام حقيقي، بدلا من الانبهار بسراب ريفييرا بنيت على أنقاض غزة”.

Breaking News