مخاوف من تسلل عناصر متطرفة عبر رحلات إجلاء التونسيين من تركيا

22 أبريل 2020آخر تحديث :
مخاوف من تسلل عناصر متطرفة عبر رحلات إجلاء التونسيين من تركيا

حذّرت أوساط سياسية في تونس، اليوم الأربعاء، من احتمال تسلل عناصر متشددة إلى البلاد، خلال عمليات ترحيل التونسيين العالقين في الخارج وخصوصا القادمين من تركيا، إثر تفشي فيروس كورونا.

واعتبرت النائبة عن كتلة الإصلاح الوطني، نسرين العماري، أنّ هناك خطرا يهدد الأمن القومي التونسي، على خلفيّة فيديو تمّ تداوله على صفحات التواصل الاجتماعي، لأحد الأشخاص من بين العائدين في رحلات الإجلاء من تركيا قبل يومين، و هو يرتدي خاتما يحمل شعار داعش.

وطالبت النائبة اليوم الأربعاء، وزير الداخلية التونسي، هشام المشيشي، بتقديم تفاصيل التحقيقات حول هذا الموضوع الذي وصفته بـ “الخطير”، و ذلك خلال مداخلة لها اليوم بالجلسة العامة للبرلمان، مخصصة للحوار مع وزير الداخلية.

من جهته، أكد مصدر أمني لـ “إرم نيوز”، أنّ وزارة الداخلية تعهّدت بالبحث في الموضوع، وإيلاء المسألة الأهمية القصوى.

من جانبهم، حذّر خبراء من فرضية دخول عناصر تحمل فكرا متطرفا أو سبق أن حاربت في بؤر التوتر خصوصا في سوريا وليبيا، قادمين على متن رحلات الإجلاء من تركيا، وهي مخاوف تبديها السلطات الأمنية التي أكدت أنها تتحرى عن كل فرد يدخل التراب التونسي أيّا كانت الوجهة القادم منها.

وفي هذا السياق، أكد الخبير الأمني التونسي، علي زرمديني لـ “إرم نيوز” أنّ “مخاطر تسلل عناصر متطرفة إلى التراب التونسي قائمة وموجودة ولا تقتصر على وجهة محددة، بل هي مطروحة من كل المواقع”.

وأضاف زرمديني، وهو عميد متقاعد بالحرس الوطني التونسي، أنّ المصالح الأمنية الحدودية تتحرّى عن كل شخص يدخل التراب التونسي من أي جهة كانت، مع اتخاذ إجراءات متعددة لمنع تفادي تسلل أي عنصر خطير حتى من بين المطلوبين في قضايا الحق العام، فما بالك بالمتهمين في قضايا إرهابية.

وأوضح زرمديني أن التحري في سجلات الوافدين على التراب التونسي عمل روتيني تقوم به القوات الأمنية، والتحري هو من الواجبات الضرورية ومن أساسيات العمل الأمني، وهناك وجهات يتم التعاطي معها بحذر.

تضليل ومغالطة

وأشار الخبير الأمني التونسي، إلى أنّ العناصر المتطرفة تسعى إلى التضليل والمغالطة، وتعمد إلى تغيير المظهر أو تدليس جوازات السفر، وهذه أساليب معتمدة لدى هذه الجماعات، ولذلك يتمّ التحرّي عنها.

من جانبه، قال المحلل السياسي، محمد صالح العبيدي لـ “إرم نيوز” إنّ “الوضع الاستثنائي الذي تعيشه تونس اليوم بسبب الحرب المعلنة على وباء كورونا، يقتضي مضاعفة الجهد ومزيدا من اليقظة لدى السلطات الأمنية، لمتابعة أي تحرك مشبوه، وإحالة الملفات التي تتطلب متابعة إلى القضاء حرصا على سلامة التراب التونسي”.

وأضاف العبيدي أنّه من غير المستبعد أن تنقل رحلات الإجلاء القادمة من تركيا عناصر مشبوهة تمكنت بشكل أو بآخر من تغيير شكلها الخارجي أو من التلاعب بجوازات السفر، ما يطرح تحديا مضاعفا على السلطات الأمنية، لكشف مثل هذه المخططات التي وصفها بالخطيرة.

وأشار العبيدي إلى أنّ المخاوف التي أطلقها بعض النشطاء والسياسيين التونسيين في هذا الباب مشروعة ولها ما يبرّرها، داعيا الحكومة إلى بعث رسائل طمأنة للتونسيين في هذا السياق.

الاخبار العاجلة