العين الشاهدة على جرائم الاحتلال

20 نوفمبر 2020آخر تحديث :
العين الشاهدة على جرائم الاحتلال

قبل ثلاثة أيام، فوجئ الطفل بشار عليان (15 عاما) في طريق عودته من المدرسة، بجنود الاحتلال الإسرائيلي، يطلقون الرصاص بشكل عشوائي تجاه المواطنين ومنازلهم في مخيم قلنديا شمال القدس، وما إن استدار للخلف حتى باغتته رصاصة معدنية مغلفة بـ”المطاط”، استقرت في عينه اليمنى.

حاول عليان البقاء واقفا، لكنه لم يقوى على ذلك، فسقط على الأرض، وراح يصرخ “عيني.. عيني”، وعلى الفور تجمع عشرات الشبان حوله، ونقلوه بسيارة الإسعاف لمجمع فلسطين الطبي، ومنه إلى مستشفى النجاح الوطني الجامعي في مدينة نابلس، حيث أجريت له عملية جراحية هناك، جرى خلالها استئصال عينه بالكامل.

“فور خروجي من المدرسة، رأيت جنود الاحتلال يطلقون الرصاص الحي والمعدني وقنابل الغاز المسيل للدموع والصوت صوب المواطنين، حاولت الاحتماء بجدار المدرسة، إلا أني شعرت بشيء يدخل عيني كان الألم شديدا، وفقدت السيطرة، ووقعت أرضًا”، قال عليان.

لغاية اللحظة، لا يزال عليان غير متقبل لفكرة فقدان عينه اليمنى، فهو لم يكن يشكل خطرا على جيش الاحتلال، بل كان بزي المدرسة وحقيبته المدرسية على كتفه، وبعيدا عنهم مسافة تزيد على 150 مترا.

يخشى عليان أن تؤثر إصابته عليه على المدى البعيد، لاسيما في القراءة والكتابة، والذي قد ينعكس على تحصيله العلمي، فهو لا يزال في الصف العاشر.

وفي الوقت الذي يحتفل فيه العالم بيوم الطفل العالمي، الذي أقرته الجمعية العامة للأمم المتحدة في 20 تشرين الثاني/ نوفمبر عام 1954، لتعزيز الترابط الدولي وإذكاء الوعي بين أطفال العالم وتحسين رفاههم، يعيش الطفل الفلسطيني ظروفا نفسية صعبة، نظرا لإمعان سلطات الاحتلال في جرائمها بحق شعبنا الفلسطيني، صغارا وكبارًا، غير مكترثة بالقوانين والأعراف الدولية.

ووفقا لنادي الأسير، فإن قوات الاحتلال الاسرائيلي اعتقلت أكثر من 400 طفل فلسطيني تقل أعمارهم عن (18 عاما) منذ بداية العام الجاري، وحتى نهاية تشرين الأول/ أكتوبر الماضي، غالبيتهم من القدس. فيما يبلغ عدد الأطفال الذين يعتقلهم الاحتلال 170 طفلا، ويحتجزهم في ثلاثة سجون مركزية، هي :”مجدو، و عوفر، والدامون”.

ووفقا لمدير برنامج المساءلة في الحركة العالمية للدفاع عن الأطفال عايد أبو قطيش، فقد قتلت قوات الاحتلال الإسرائيلي منذ بداية العام الجاري 7 أطفال في الضفة وقطاع غزة، آخرهم الطفل عامر عبد الرحيم صنوبر (16 عاما) من قرية يتما جنوب نابلس، الذي استشهد في 24 تشرين أول/ اكتوبر الماضي، جراء تعرضه للضرب المبرح من قبل أفراد من شرطة الاحتلال،

وقال إن 2119 طفلا استشهدوا منذ بداية اندلاع انتفاضة الأقصى عام 2000، ولغاية تشرين الأول/ أكتوبر الماضي.

الاخبار العاجلة