الإساءة للرئيس وانتقام اسرائيل من الشهداء والأسرى!

16 يوليو 2021آخر تحديث :
الوقف

صدى الإعلام – الكاتب: موفق مطر

نعم لقد خرجت جماهير حركة التحرير الوطني الفلسطيني فتح الى الشارع في غير مناسبة وطنية على غير التقليد المتبع، لأنه لم يكن ممكنا الانتظار فيما اخطر مؤامرة على المشروع الوطني تجري تفاصيلها امام عيون مناضليها وقادتها، فالمسؤولية التاريخية، والوعي الوطني، والتجارب السابقة، ولأن (المؤمن لا يلدغ من الجحر مرتين) كان لا بد من الرسالة، ومضمونها أن فتح ما زالت بخير، قوية وقادرة على حماية مكاسب الشعب الفلسطيني وتحقيق ثوابته، والحفاظ على حقوق الشهداء والأسرى وآمالهم وأهدافهم، وحقوق ذويهم وكل الشعب في وطن حر ونظام وقانون فوق الجميع.

وصلت رسالة حركة فتح الى رؤوس منظومة الاحتلال وأصابع الشاباك الاخطبوطية، فكان رد المنظومة اسرع مما ظن مساعدوها الذين تهيأوا لإطلاق الشماريخ احتفالا بسقوط السلطة الوطنية الفلسطينية، ودفن المشروع الوطني، وما قرار الكنيست وحكومة المنظومة برئاسة بينيت باستقطاع حوالي 600 مليون شيقل من أموال الضرائب الفلسطينية (المقاصة) إلا محاولة لثني الرئيس أبو مازن عن اصراره على صرف آخر مليم يبقى في الخزينة العامة لصالح ذوي الشهداء وللأسرى، ضربة مركزة ومقصودة على العمود الفقري والمراكز العصبية في جسد الحركة الوطنية الفلسطينية لشلها وإخضاعها، تمهيدا لتذويبها وتبخيرها وكأن شيئا لم يكن! فهؤلاء اذكى من ان يعتبروا رسالة فتح الجماهيرية الشعبية موجهة نحو مجموعة أو جماعة أو فصيل ارتكب خطيئة لا تغتفر بحق المعنى الحقيقي للحريات والحقوق والديمقراطية، ذلك أنهم يعلمون الى حد اليقين أن حركة فتح بجوهر مبادئها الوطنية لا يمكن تصغير حجمها لدى الشعب الفلسطيني ولدى الأحرار في العالم كرمز لحركات التحررالعالمية، ولا يمكن لمناضل فيها أن يفكر بدلق بقعة سوداء على صفحات كتاب تاريخها، ويعرفون أكثر من معاونيهم أن كل المناضلين في فتح مؤمنون بأن للصراع اتجاها واحدا فقط، معهم مع جيش حرب منظومتهم ومع مليشياتهم (المستوطنين)، ففتح العظيمة الكبيرة النبيلة لا تصارع إلا أصل البلاء والشر والظلم والخراب، وأنها بتحديها وكفاحها وانتصارها على الأصل فإن الفروع تذبل وتجف وتنكسر تلقائيا، ففتح ما كانت إلا لتخوض المعارك الكبرى، وتتصدى وتسقط المؤامرات الكبرى، وليس في وارد قيادتها ومناضليها التوقف وحرف مسيرة الصراع الرئيس مع منظومة الاحتلال لمجرد حدوث ردة فعل محدودة على خطأ محدود غير مقصود.

لقد تحملت حركة فتح طعنات من الخلف موجهة ومقصودة، ونزيد بكل يقين فنقول إنها خطة كانت جاهزة في الأدراج، أخرجت في لحظة ظن ناظموها أن فتح في اسوأ حالاتها وأنها ساعة الصفر.. ولكن الجماهير الوطنية الفلسطينية وجماهير فتح عمادها قد خيبت ظنونهم، عندما تبين لهم أن العمود الفقري لحركة التحرر الوطنية الفلسطينية، ما زال شابا، قادرا على حمل القضية بأثقالها وأعبائها وتعقيداتها والمسؤوليات بأمانة وإخلاص، وأن قيادة الحركة ومناضليها لن يسكتوا عن الاساءة لشخص الرئيس محمود ابو مازن ومكانته الرمزية السيادية، وموقعه كقائد ورئيس لحركة فتح، لأنها تنسحب على المناضلين الوطنيين دون استثناء، والشهداء والأسرى ايضا، ولن يسمحوا لأحد بشطب فصل هام من كتاب تاريخ الشعب الفلسطيني ما زالت كلماته تخط بالعرق والدم، ونعتقد أن في رسالة كل من نائب رئيس حركة فتح محمود العالول ابو جهاد وامين سرها جبريل الرجوب أبو رامي برهانا على نبض فتح الوطني الوحدوي.. فالأحرار الكرام الشجعان النبلاء الوطنيون يأتي خطابهم على قدر منهجهم وأخلاقهم وقيمهم وإيمانهم وهذا ما كان.

نعتقد ان رسالة حركة التحرير الوطني الفلسطيني فتح قد وصلت الى رأس منظومة الاحتلال الاستعماري الصهيوني العنصري، وبات في حكم المؤكد أن استخباراتها ستعيد حساباتها بخصوص عمليتها المتدرجة لخرق وتفكيك وتدمير السلطة الوطنية، ففتح اكبر وأنبل من التفكير باستعراض قوتها وقواعدها الشعبية في مواجهة اي فلسطيني آخر في الوطن، ذلك أن الحوار منهجها الوحيد لحل أي اشكالية في الاطار الوطني، وكذلك تصحيح وتصويب الأداء لما فيه خير وصلاح مؤسسات سلطة ودولة الشعب الفلسطيني، فإن كان لفتح شرف انشائها وريادتها وقيادتها لهذه المؤسسات إلا أن كل مناضل ملتزم بمنهج حركة فتح يعلم يقينا أن تضحياته عائدة على الوطن كله، وأن العضو المناضل في هذه الحركة لا يسعى لمكسب أو مغنم، وإنما لأكبر فرصة عطاء من أجل فلسطين الشعب والأرض.

الاخبار العاجلة