مفارقة الأسى

9 أغسطس 2021آخر تحديث :
مفارقة الأسى

يشعرنا الفقدان بعزلة خانقة في غالب الأحيان، لكن السعي للتواصل مع الآخرين وتلقي الدعم من شأنه أن يساعدنا في شق طريقنا للأمام من جديد.

عندما نأسى لفقد أحدهم فإننا نعيش مفارقة من نوع ما. إن الفقدان تجربة حتمية لا مفر منها فأغلب الناس -وعلى وجه الخصوص أغلب البالغين- قد فُجِعوا بفقدان شخصٍ يحبونه. مع ذلك تبقى تجربة الفقدان قادرة على خلقِ عزلةٍ تامة تجعل العالم حولنا زنزانة بلا نوافذ.

السطور التي كتبتها لوري عن الموت كانت موجهة بشكل خاص لحبيسي تلك الزنزانة ولأولئك الذين ينتظرون خارجها لأجل المساعدة. دائمًا ما يسألها الناس: كيف نتخلص من كل هذا الألم؟ وفي أجوبتها، تدفعهم لوري بعيدًا عن هذا السؤال!

ليس التشافي خلاصًا من الألمِ، إنما تحويله إلى مقدسٍ منا وفينا إلى الابد. أو كما تكتب لوري: يستشيرني المراجعون في أغلب الأحيان عما إذا كان بالإمكان أن أساعدهم لوضع حدٍ لمآسيهم، لكن لطالما شعرت أن ذلك الحد ليس سوى وهمٍ محض!

على أي حال، كيف يمكن وضع حد أو نهاية للفقدان أو للحب؟ هل نحن حقًا راغبون بالعثور على تلك النهاية أو وضع ذلك الحد؟ وإن لم يكن وضع حد فاصل لألم الفقدان أمرًا ممكنًا، فما هو الأمل؟

تستعين لوري بعمل وليام وردن الذي يتمحور حول (سيكولوجيا الفقدان) لتوضيح الأمر. يقول وردن: أحد التحديات التي تواجهنا عند الفقدان هي صناعة وضعٍ تصبح فيه حالة الفقدان جزءًا من عالمنا. أن نصبح قادرين على التعايش مع حقيقة فقدنا لأحدهم صانعين نسيجًا يصلنا به، باحثين في نفس الوقت عن طريقة للمضي قدمًا.

بالنسبة لكثيرٍ من الذين يخيم الحزن على حياتهم، تبدو هذه النصيحة كلامًا يتسم بالريبة، ويبدو المضي إلى الأمام خيارًا محجوبًا. لكن من خلال قراءة هذه السطور يتضح أمر مهم: الخطوة الأولى هي مغادرة تلك الزنزانة، كما تكتب لوري «أن تكون وحيدًا في مواجهة أسى الفقدان يعني أن تزيد الأمر سوءًا».

اخرج من تلك الزنزانة أو اسمح للآخرين بالوصول إليك. فالقيام بذلك، كما تكتب لوري، كان عاملًا مساعدًا لها في التعافي من حالة الفقدان التي عانتها.

لم تستطع معالجتها النفسية ولا النصيحة التي أسداها إليها والدها قبل أن يفارق الحياة «على مساعدتي للتخلص من الالم» على حد قولها، لكنهما كانا معي في خسارتي، كأنهما يقولان: «أنا أراكِ وأسمعك، أنا معك».

الاخبار العاجلة