مع تعطيل المفاوضات: النظام يحشد قواته تمهيدا لعملية عسكرية وشيكة في درعا

22 أغسطس 2021آخر تحديث :
مع تعطيل المفاوضات: النظام يحشد قواته تمهيدا لعملية عسكرية وشيكة في درعا

صدى الإعلام – يواصل النظام السوري حشد قواته وإرسال تعزيزات عسكرية إلى محافظة درعا الجنوبية، بحسب ما أفادت مصادر صحافية اليوم، الأحد، ما يشير إلى اعتزامه إطلاق عملية عسكرية وشيكة، في ظل عدم إحراز تقدم في المفاوضات التي يجريها النظام بوساطة روسية مع ممثلي الفاعليات المحلية في المحافظة.

وفي 25 حزيران/ يونيو الماضي، فرضت قوات النظام السوري والمليشيات التابعة لها حصارا على “درعا البلد”، بعد رفض المعارضة تسليم السلاح الخفيف، باعتباره مخالفا لاتفاق تم بوساطة روسية عام 2018، ونص على تسليم السلاح الثقيل والمتوسط.

وتواصل دبابات النظام السوري، قصف منطقة “درعا البلد” في محافظة درعا، رغم التوصل لاتفاق بوقف إطلاق النار، السبت الماضي، بين روسيا والنظام من جانب، واللجنة المركزية للتفاوض عن أهالي درعا من جانب آخر، وإطلاق جولة جديدة من المفاوضات.

وفي هذا السياق، وذكرت وكالة الأنباء الرسمية التابعة للنظام السوري (“سانا”) أنه “مع وصول تعزيزات عسكرية جديدة إلى مدينة درعا، بدأت وحدات من الجيش تكثيف الحماية على الطريق الدولي بين درعا ومعبر نصيب الحدودي لحمايته من اعتداءات المجموعات الإرهابية، في الوقت الذي فتح الجيش فيه ممر السرايا لتأمين خروج الأهالي في درعا البلد والمخيم”.

وادعت الوكالة أن محافظة درعا وبالتعاون مع عدة جهات، شرعت بتجهيز مركز إيواء جديد في المدينة لاستقبال المدنيين الراغبين بالخروج من مناطق سيطرة المسلحين في درعا البلد وطريق السد والمخيم، عبر حاجز السرايا الذي أعلنت قوات النظام فتحه “أمام من يرغب من سكان تلك الأحياء بالمغادرة”.

وأشارت الوكالة إلى ما وصفته بـ”إفشال” جهود التسوية، محملة من سمتهم “المجموعات الإرهابية” المسؤولية، بسبب رفضها تسليم السلاح، مدعية أن استقدام تعزيزات عسكرية إلى مدينة درعا يأتي “من أجل وضع حد لاعتداءات الإرهابيين وترسيخ الأمن والاستقرار في أرجاء المحافظة كافة”.

وادعى مصدر في جيش النظام السوري تحدث لوكالة “سانا” أن “معبر السرايا الواصل بين منطقتي درعا المحطة والبلد افتتح منذ صباح أمس ولمدة 24 ساعة أمام الأهالي الراغبين بمغادرة الأحياء المذكورة من أطفال ونساء وشيوخ وممن يحملون التسويات باتجاه مدينة درعا”.

وزعم المصدر أن الهدف من “تكثيف انتشار الجيش على الطريق الدولي، هو تأمين حركة المسافرين وصولاً إلى معبر نصيب – جابر الحدودي مع الأردن حيث تمت زيادة عدد النقاط العسكرية المنتشرة على الطريق”، مشيرا إلى ما وصفه بمحاولات لـ”الاعتداء على الطريق وترهيب المسافرين والمواطنين”، من قبل جانب المسلحين في ريف درعا الشرقي.

في المقابل، أكدت مصادر محلية تحدثت إلى صحيفة “العربي الجديد” أن قوات النظام عززت انتشارها في عدة مواقع على الطريق الدولي دمشق – عمان بالقرب من معبر نصيب الحدودي في بلدتي صيدا وأم المياذن بريف درعا الشرقي، وذلك في أعقاب “هجمات متفرقة نفذها شبان على الحواجز العسكرية في المنطقة.

وأشارت المصادر إلى تعزيزات عسكرية أخرى في البلدات الواقعة في محيط الطريق الدولي الواصل إلى معبر نصيب الحدودي مع الأردن، بما في ذلك إقامة حواجز وإعادة نشر فرق عسكرية والدفع بقوات مدفعية ونصب رشاشات متوسطة وثقيلة على أسطح عدة منازل سيطرة عليها في المنطقة.

من جانبه، نفى المتحدث الرسمي باسم لجنة التفاوض، عدنان المسالمة، وجود أي خرق من جانب مجموعات المعارضة لوقف إطلاق النار في مدينة درعا؛ وقال، في حديث مع وكالة “نبأ” المحلية، إن ما يتحدث به النظام حول وقوع هجمات ضد نقاط عسكرية في محيط درعا البلد عار من الصحة.

وشدد على أن قوات النظام والمليشيات الأجنبية هي التي تخرق وقف إطلاق النار بشكل يومي. كما شجب المسالمة ما تقوم به وسائل إعلام النظام لناحية بث أخبار هدفها التحريض ضد درعا وتبرير عمليات القصف التي يقوم بها النظام.

بدورها، أكدت وكالة “الأناضول” نقلا عن مصادر محلية أن الفرقتين الرابعة والتاسعة التابعتين للنظام تواصلان قصف درعا البلد بشكل متقطع، رغم اتفاق وقف إطلاق النار الذي أعلنه كل من روسيا والنظام، الأسبوع الماضي.

وأوضحت المصادر أن لجنة التفاوض عن أهالي المنطقة رفضت مقترحًا روسيا للتهدئة، واعتبرته مجحفًا بسبب تأكيد المقترح على مطالب النظام بتسليم الأسلحة الخفيفة المتبقية بيد المعارضين وإدخال قوة كبيرة للنظام إلى المنطقة.

وذكرت المصادر أن الجانب الروسي أضاف مطالب جديدة تضمنت البحث عن “المطلوبين” الذين لم يسووا أوضاعهم مع النظام، والبحث عن الأسلحة المخفية (في حال وجودها)، وتهجير من لا يرغب بتسوية وضعه، وهو ما قوبل بالرفض من قبل لجنة الأهالي.

وأكدت مصادر “الأناضول” أن النظام أرسل في الأيام الماضية تعزيزات عسكرية إلى الريف الغربي للمحافظة، في وقت يتواصل فيه القصف المدفعي على البلدات التي ترفض دخول قوات النظام إليها.

الاخبار العاجلة