حركة فتح وقانون قانون المحبة والزمن الجميل ،،،

4 يوليو 2022آخر تحديث :
زيد الايوبي
زيد الايوبي

الكاتب: المحامي زيد نعيم الطوباسي( الايوبي)

في الفاتح من يناير 1965 كانت انطلاقة المارد الفتحاوي اول الرصاص وصرخة المظلومين وصوت الحق الفلسطيني الذين سيجه شهداء الحركة العملاقة وباقي شهداء فلسطين بدمائهم الطاهرة التي خضبت تراب فلسطين فأزهر كرامة وكبرياء وامل عنيد مصمم على الانتصار،،
كانت محطة معركة الكرامة المحطة الفاصلة بين ان تكون حركة فتح مجرد اجتهاد شخصي لبعض الثوار المغامرين وبين ان تكون حركة الجماهير ونبض الشعب الفلسطيني بكل اطيافه والوانه السياسية والاجتماعية فسجل التاريخ انخراط الفلسطينيين في صفوف حركة فتح افواجا تليها افواج فرادى وجماعات صغار وكبار اشخاص وعشائر،،
الانتصار الاسطوري للفتحاويين ومعهم اخوانهم في الجيش العربي الاردني في هذه الموقعة العظيمة كرس حركة فتح كمخلص للشعب الفلسطيني من غياهب الظلم الاحتلالي واستكباره البائس، فاستطاعت حركة فتح وقيادتها في ظل المد الجماهيري المتعاظم والداعم لها ان تعيد تنظيم صفوف الشعب الفلسطيني وبناء مؤسساته على طريق انتزاع حقوقه التاريخية والمشروعة ،،فكرست قانون المحبة بين الفتحاويين فأضحت العاصفة امل كل الثائرين والمتنفس النقي والطاهر ووجهة كل الاحرار والطامحين لمقارعة الاحتلال عبر الانتماء لرسالة العاصفة العظيمة بمبادئها وتضامن ابناءها وتراصهم مع بعضهم البعض،،،

قانون المحبة الفتحاوي ليس مجرد فكرة تسبح في خيالنا لقد كان واقعا عظيما ميز الزمن الثوري الجميل وقد انعم الله علي بان اعيش هذا هذا القانون الجليل بكل تفاصيله في مرحلة الطفولة ،،
فقد ولدت في بيت فتحاوي عنيد حيث كان والدي رحمه الله عميد الاعلام الفلسطيني ونقيب الصحفيين السابق نعيم الطوباسي احد كوادر حركة فتح في الداخل المحتل وكان منسقا للقيادة الوطنية الموحدة التي تقود انتفاضة الشعب الفلسطيني الاولى في اواخر الثمانينات ،،كنت في ذلك الوقت شبلا ارافق والدي في الكثير من الجلسات والاجتماعات واللقاءات مع الكوادر الفتحاويين وممثلي الفصائل ،،لم اكن اعرف لماذا يخططون او بماذا يتحاورون لكني كنت واثقا انهم فرسان يجتمعون على امر عظيم ،،
كان مكتب والدي رحمه الله على المنارة في رام الله هو ملتقى القادة الكبار ومنهم اليوم من هو اسيرا مثل البطل ابو القسام وابو مخلص رحمه الله ومنهم هو الان عضوا باللجنة المركزية للحركة ومنهم من تم ابعاده الى الخارج ومفتاح مكتب والدي في جيبه ومنهم من توفاه الله او استشهد فكلهم كانوا يلتقون في هذا المكان الذي كان منارة للروح الوطنية ومصدر الهام وطني لكل المناضلين في الداخل ،،كنت اتابع محبة القادة الكبار لبعضهم واهتمامهم ببعضهم بشكل نفتقده الان ،لقد كانوا من الشمال والجنوب والوسط والقدس منهم الشهيد فيصل الحسيني والاعلامي اكرم هنية واللواء نايف سويطات ومحمد الحوراني وموسى ابو صبحة والمرحومة ربيحة ذياب واسماء كثيرة لا استطيع تذكرها الان ،،كانوا يلتقون سرا ويكتبون بيان التاسع من كل شهر ويتم توزيعه من قبلهم على المواقع وكانت المرحومة ربيحة تتولى توصيل البيان لبعض المواقع المحاصرة بالحواجز مثل المخيمات وهكذا ،،كانوا صادقون واوفياء لرسالة العاصفة وكانوا اسرى وخيام سجن انصار تعرفهم جيدا وسياط الجلاد الاسرائيلي في سجن المجنونة وجنيد وعسقلان وغيره تعرف اجسادهم وسمعت اهاتهم خلال التعذيب،،كانوا اخوة واحباء يفكرون في بعضهم وكلما علموا ان فتحاويا في الشمال او الجنوب يحتاج لاي نوع من الوقفات تجدهم يتركون كل اعمالهم وحتى اطفالهم ويسافرون بين المدن بالمواصلات والباصات لنجدة الاخ الفتحاوي الذي شعروا بانه يحتاج لوقفتهم ،،لم تكن مرحلتهم تعج بالمؤامرات فكلهم واحد ويأثرون بعضهم على بعض ولا يتزاحمون على القيادة ولا يدسون لبعضهم الدسائس فقد حملوا راية الفتح والم النضال في وجه الاحتلال فأحبوا بعضهم وتآخوا في العاصفة ،،وكانوا نموذجا وطنيا عظيما احبه الناس فساروا خلفهم لانهم مؤتلفين متآخين متحابين وبمجموعهم كانوا فتحاويين ابطال على قلب رجل واحد ،،ذات يوم وبينا كنا في السيارة مع والدي ابا زيد عائدون من القدس الى الخليل حيث مسقط رأسه سألته : يا والدي ما الذي يجعلك انت واصحابك تحبون بعضكم الى هذا الحد فتسألون عن بعضكم اكثر مما تسألون عن اولادكم ؟؟ ارتسمت ابتسامة الفارس على محياه وقال انه قانون المحبة الفتحاوي يا ولدي ،،فلأننا اوفياء لفلسطين انتمينا لفتح لاننا وجدنا فيها الطريق الذي يؤدي حتما الى القدس وعشاق القدس لا بد ان يكونوا اوفياء ومحبون لبعضهم،،فلا تستغربوا وانتم تدرسون تاريخ حركة فتح وانتصاراتها في مواجهة العدو الصهيوني او حسمها لكل الانتخابات الجامعية والنقابية في ذلك الوقت،فمحبة الفتحاويين لبعضهم في ذلك الزمان جعلتهم قدوة وطنية لكل الفلسطينيين لذلك سميت العاصفة بام الجماهير ،،

لا اريد ان اقارن الماضي الجميل بالواقع الاليم اليوم لكن عندما نسأل اين نحن جميعا اليوم من ذلك التاريخ العظيم وذلك الزمن الجميل الذي كان اساسه قانون المحبة الذي كرسه ثائرون حقيقيون؟؟؟؟؟ ،،دعونا نفعل هذا القانون ونعيد له الاعتبار ففتح اكبر من الجميع ورسالتها العظيمة تستحق ان نحب بعضنا بعضا ،،نعم قوة فتح في وحدتها ومحبة ابناءها لبعضهم ،،دعونا نتعالى على الهموم الداخلية ونعلي من شأن ام الجماهير ،،صدقوني اننا قادرون على اعادة الاعتبار لقانون المحبة وقادرون ان نبقى في طليعة اعظم شعب عرفه التاريخ وقادرون على ان نعيد ونسترد الزمن الجميع الذي ضاع في غياهب البحث عن الانا والسعي خلف المنصب على حساب مستقبل الحركة ،،،لنكن جميعنا مسؤولين فنكرس معا قانون المحبة الفتحاوي ونعليه على اشخاصنا ومصالحنا الذاتية عندها فقط سننتصر في كل توجهاتنا ونكون املا حقيقيا واعدا لكل الفلسطينيين

الاخبار العاجلة