خطوات “استباقية” دولية في حال خروج بريطانيا من أوروبا

23 يونيو 2016آخر تحديث :
خطوات “استباقية” دولية في حال خروج بريطانيا من أوروبا

قال مسؤولون حكوميون اليوم الخميس إن وزراء مالية دول مجموعة السبع سيصدرون بيانا يؤكد استعدادهم لاتخاذ جميع الخطوات الضرورية لتهدئة الأسواق إذا صوتت بريطانيا لصالح الخروج من الاتحاد الأوروبي.

وقال المسؤولون -الذين لهم دراية مباشرة بالاستعدادات لكنهم تحدثوا شريطة عدم الكشف عن أسمائهم بسبب حساسية الموضوع- إن السلطات المالية لمجموعة السبع تتفاوض على مسودة بيان سيصدر بعد وقت قصير من اتضاح نتائج الاستفتاء الذي سيجرى اليوم، وفقا لوكالة رويترز.

وقال أحد المسؤولين إن البيان سيعيد تأكيد إتفاق بين دول مجموعة السبع بأن “التقلبات المفرطة والتحركات غير المنظمة للعملات هي شيء غير مرغوب فيه.”

وقال المسؤولون إن وزير المالية الياباني تارو أسو قد يصدر أيضا بيانا منفصلا يهدف لمنع تصويت بالموافقة على خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي من إثارة زيادات مفرطة في سعر صرف الين.

وأضافوا أن بيان أسو سيكون مماثلا لبيان أصدرته وزارة المالية العام الماضي عندما قالت إنها ستراقب تحركات السوق وستعمل عن كثب مع بنك اليابان المركزي للتعامل مع أي اضطرابات للسوق.

والبنوك المركزية الكبرى جاهزة لاستخدام الترتيبات الحالية لمبادلة العملات لتقديم سيولة طارئة للتغلب على أي نقص في التمويل بالدولار إذا جاءت نتيجة الاستفتاء لصالح خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي.

وتراقب الأسواق العالمية في قلق نتيجة الاستفتاء الذي مازال من الصعب التكهن بنتيجته مع تحذير المستثمرين وصانعي السياسات من أن تصويتا لصالح الخروج من الاتحاد الأوروبي قد يطلق اضطرابات في الأسواق المالية.

ويشعر صانعو السياسات الاقتصادية والمالية اليابانيون بقلق من أن خروج بريطانيا سيزيد الطلب على الين وهو عملة للاستثمار الآمن ويثير زيادة غير مرحب بها في قيمة الين تؤدي إلى الإضرار بالصادرات.

وسبق لدول مجموعة السبع أن أصدرت بيانات مشتركة في ظروف معينة لتهدئة الأسواق مثلما فعلت عندما تصاعدت أزمة ديون اليونان في 2012.

الاستفتاء بين نعم ولا

ويقرر البريطانيون مستقبل بلدهم وأوروبا، الخميس، في استفتاء على عضوية الاتحاد الأوروبي بعد حملة مريرة بدا أنها قسمت بريطانيا إلى معسكرين، فيما يترقب العالم نتائج التصويت.

وستفتح مراكز الاقتراع في 382 منطقة محلية لفرز الأصوات أبوابها الساعة 06:00 بتوقيت غرينتش وستغلق الساعة 21:00، ومن المتوقع إعلان معظم النتائج بين الساعة 01:00 والساعة 03:00 من صباح يوم الجمعة.

وأظهرت معظم استطلاعات الرأي منافسة حامية بين معسكر “البقاء” في الاتحاد الأوروبي ومعسكر “الخروج” في نهاية حملة هيمنت عليها الهجرة والاقتصاد وهزتها جريمة قتل نائبة بمجلس العموم مؤيدة للاتحاد الأوروبي رغم أن استطلاعين أشارا في وقت متأخر، الأربعاء، إلى تقدم معسكر “البقاء”.

ويقول معسكر “الخروج” إن اقتصاد بريطانيا سيستفيد من الانسحاب من الاتحاد الاوروبي، ويقول كاميرون إنه سيحدث فوضى مالية.

ويستعد المتعاملون والمستثمرون والشركات لتقلبات في الأسواق المالية أيا كانت نتيجة الاستفتاء.

وسيتوقف الكثير على حجم الإقبال على التصويت، فيما يبدو البريطانيون الأصغر سنا أكثر تأييدا للاتحاد الأوروبي من أولئك الأكبر سنا لكنهم من المرجح بدرجة أقل أن يدلوا بأصواتهم في الاستفتاء.

وأبلغ كاميرون أنصار معسكر “البقاء”، الأربعاء، “اخرجوا وادلوا بأصواتكم من أجل بريطانيا أكبر وأفضل داخل اتحاد أوروبي معدل”.

وقال منافسه الرئيسي رئيس بلدية لندن السابق، بوريس جونسون، الذي يقود معسكر “الخروج” للناخبين إن هذه هي “الفرصة الأخيرة لحسم الأمر”.

وحاول أنصار المعسكرين، الأربعاء، استمالة حوالي 10% من الناخبين المسجلين البالغ عددهم 46.5 مليون تظهر استطلاعات الرأي أنهم لم يحسموا موقفهم.

ورسمت استطلاعات الرأي صورة لبلد منقسم بشكل حاد مع اختلافات كبيرة بين الناخبين الأكبر سنا والناخبين الشبان وبين لندن واسكتلندا المؤيدتين للاتحاد الأوروبي ووسط إنجلترا الذي ينظر بشكوك إلى أوروبا.

وأيا كانت نتيجة الاستفتاء فان التركيز على الهجرة إلى بريطانيا والتي تزايدت بشكل كبير في الأعوام القليلة الماضية قد يفاقم الانقسامات في بلد تتسع فيه أيضا الفجوة بين الأغنياء والفقراء.

الاخبار العاجلة