(هيروشيما في فلسطين) برأسين نوويين!!

8 نوفمبر 2023آخر تحديث :
(هيروشيما في فلسطين) برأسين نوويين!!

صدى الإعلام _ الكاتب: موفق مطر – يجب أن يعلم الجميع أن مقتلنا جميعا كشعب يبدأ باجتثاث الوعي الوطني، وزرع شرائح تبعية عمياء في أدمغة صغار وكبار، معبأة بفيروسات مهيأة لإبادة مواضع التفكير والأحاسيس والتأمل، والمقارنة، وقطع الحواس عن البصيرة، فهذه الحرب الخفية أفظع وأخطر على وجودنا من القنبلة النووية التي طالب (عميخاي الياهو) الوزير في حكومة الإرهاب والعنصرية لدى منظومة الاحتلال والاستعمار الاستيطاني (إسرائيل) بتفجيرها لإبادة أكثر من مليونين من شعبنا الفلسطيني في قطاع غزة!!

ما يحدث على الأرض قصف نووي برأسين: الأول لأحداث (هيروشيما في فلسطين) بطيئة تدريجية، تحقق دمارا شاملا وإبادة بالتجزئة أما الرأس النووي الآخر الموازي لهيروشيما فلسطين، فهو (هيروشيما في العقل الوطني الفلسطيني) لتثبيت الإشعاعات القاتلة المدمرة لكل عناصر الحق الفلسطيني، والهوية الوطنية الفلسطينية، وقطع الإنسان الفلسطيني عن جذوره الثقافية الحقيقية الحضارية الإنسانية، وذلك بتثبيت فكرة ومنطق ومفاهيم وتعاميم الموت العبثي -غير القدري– على حساب فكرة الحياة ومنطق السلام، وعلى مفاهيم الرقي والسمو والتقدم العلمي والمعرفي المرتبطة أصلا بجذور شجرة الإنسانية وثقافتها المشتركة التي منحت الشعوب حق مقاومة الغزاة والمحتلين بالوسائل المشروعة وشرعت بقوانين ومواثيق!.

تتكفل أصناف سلاح جيش منظومة الاحتلال الصهيوني المنشأة بقرار من الدول الاستعمارية منذ إعلان وثيقة كامبل 1905 بتحقيق الهيروشيما الأولى، أما الهيروشيما الأخرى الموازية فإن رؤوس المنظومة الأمنيين لا يحتاجون لأكثر من الضغط على المفتاح الأحمر، لتنطلق تلقائيا صواريخ الطابور الخامس، المعدة سلفا، والمبرمجة لتنفيذ قائمة مهمات التدمير الشامل للوعي الوطني، لتنفجر حشوة رؤوسها النووية، المركبة من خليط كميات هائلة (مدروسة) من الكذب والتضليل والدعاية المضادة للرواية الوطنية الفلسطينية، قادرة على طمس أبصار الواقعين في مداها، وتمنعهم من استبصار الحقائق، والتفكر بالوقائع، واستخلاص العبر والحكمة منها، حينها تبدأ إشعاعات هذا النووي بنخر عظام العمود الفقري للشعب أولا، حتى ترديه بلا قدرة على الحركة.


وزيرة الصحة تطلق التحذير الأخير من انهيار المنظومة الصحية بالكامل في قطاع غزة


المثير أن هؤلاء المنخرطين -عن قصد أو جهل- في سلاح الطابور الخامس النووي – يعيشون معنا، وتلامس حواسهم نتائج حملة الإبادة النووية البطيئة اليومية، التي أطلقتها المنظومة المعادية للإنسانية قبل شهر من الآن على الكل الفلسطيني، لكنهم يصرون على إخفاء وجه المجرم الحقيقي -الذي بات معلوما اسمه الرباعي لكل سكان المعمورة- ويعملون لاستغلال الحق بحرية التعبير، لتحويله إلى مثابة ألغام تفجر تباعا، في أكثر من منطقة، في سياق برنامج معد سلفا، لإضعاف تركيز رئيس دولة فلسطين، وقيادة الممثل الشرعي والوحيد للشعب الفلسطيني منظمة التحرير الفلسطينية، والتشويش على العقل الوطني العامل على كل الجبهات: الوطنية والعربية والدولية من إجل إيقاف حملة الهيروشيما البطيئة في فلسطين ومركزها الأشد دموية في قطاع غزة!

نعيش لحظة مصيرية، تتطلب أعلى درجات الوعي الوطني، والالتزام والانضباط، دون فقدان الحق بالتعبير الموضوعي، والرأي المنسجم مع المبادئ الثوابت الوطنية الجامعة، والنقد البناء بما يعزز مقومات الصمود والمواجهة بمقاومة شعبية منظمة، لصد مشاريع تصفية الحق الفلسطيني، أو الهادفة لضرب المشروع الوطني الفلسطيني، والتشكيك بمشروعية تمثيل منظمة التحرير الفلسطينية، ودولة فلسطين للشعب الفلسطيني، ففي هذه اللحظة، لا مبررات أخلاقية أو قانونية أو سياسية، لمن اختار أن يكون لغما يتم تفجيره عن بعد، بريموت كونترول قوى ودول استعمارية وإقليمية ، تعمل منذ عقود على نزع وعينا الوطني، باعتبار أهم سلاح مضاد لأسلحة الدمار الشامل، وحروب الابادة السريعة والبطيئة على حد سواء.

*ملاحظة : هيروشيما، هي المدينة اليابانية التي دمرها سلاح الجو الأميركي بقنبلة ذرية قضت على مئات آلاف من أبناء آدم اليابانيين الأبرياء في الحرب العالمية الثانية 1945.

 

الاخبار العاجلة